شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يعاقب ذوي الفدائيين بالحرمان من التوجيهي

شذى حمّاد

رام الله – خاص قدس الإخبارية: لم يحصل موسى على نتيجته في الثانوية العامة ولن يفعل، رغم دراسته واجتهاده طيلة العام الدراسي الذي ما إن شارف على الإنتهاء حتى حل ما لم يكن في الحسبان.

ففي منزله المهدد بالهدم، الكائن في بلدة سلواد شرق مدينة رام الله، يجلس موسى أحمد حامد (17) عاما يقلب كتبه وهو يستمع للمفرقعات النارية وزغاريد أمهات الطلبة الناجحين، ويردد لوالدته، "التوجيهي لن يهرب.. سألتحق به مجددا وأقهرهم".

في السادس من نيسان المنصرم، اتصل أحد ضباط الاحتلال بموسى وطالبه بالعودة الفورية لمنزله الجاري اقتحامه ومحاصرته فور تنفيذ شقيقه مالك حامد عملية دهس فدائية قرب مستوطنة عوفرا، والتي قتل فيها أحد جنود الاحتلال وأصيب آخرون.

كباقي أفراد عائلته، أخضع موسى للتحقيق والتنكيل لساعات، قبل أن تغادر قوات الاحتلال المنزل مهددة متوعدة، لتعود فجر اليوم التالي، تعتقل موسى وتحوله للاعتقال الإداري.

يروي موسى لـ قدس الإخبارية، أنه أخضع لتحقيق تمحور كله حول شقيقه الأسير مالك، "قالوا لي إن مالك دمر مستقبلي ومستقبل العائلة.. وهم لا يعلمون أننا نفتخر بفعل أخي مالك الذي رفع رؤوسنا".

حرمان من الامتحان

سلطات الاحتلال حولت موسى للإعتقال الإداري مدة شهرين تنتهي مع بداية امتحانات الثانوية، "منذ اليوم الأول في التوجيهي، كنت متحمسا جدا، أدرس طيلة الوقت، وحصلت على معدلات وعلامات عالية (..) وخططت فور الإفراج عني الالتحاق الفوري بالامتحانات".

إلا أنه وفور انتهاء الشهرين، جددت سلطات الاحتلال اعتقال موسى شهرا إضافيا ينتهي بالتزامن مع انتهاء امتحانات الثانوية، ما يؤكد إصرار الاحتلال حرمان موسى من الالتحاق بالثانوية العامة، "ربما حزنت قليلا من ذلك، إلا أنه لم يحبطني ولم يجعلني أتراجع خطوة واحد للوراء (..) الالتحاق بالتوجيهي سهل وممكن في أي وقت".

موسى يخطط لدراسة المحاماة والالتحاق بجامعة بيرزيت، مؤكدا لـ قدس الإخبارية أنه سيلتحق بامتحانات الثانوية العامة في شهر آب المقبل، "ما زلت مصرا على تحقيق حلمي وسأبقى (..) ما يحاول فرضه الاحتلال علينا لا يزيدنا إلا إصرارا وتحد، فأنا لا أدرس من أجل نفسي، بل من أجل عائلتي ووطني".

تهديد بهدم منزله

إلا أن موسى يتخوف أن لا يتمكن من الدراسة في غرفته كما اعتاد، ففي ذات اليوم الذي أفرج عنه من سجون الاحتلال، تسلمت العائلة قرارا بهدم منزلها، يعلق موسى، "في ظل كا ما يفرض علينا أزداد وعائلتي عزيمة وقوة، كل ذلك لا يخيفنا، كما لا يهمنا هدم المنزل الذي نستطيع أن نبني مكانه عشرة منازل".

في قسم الأشبال في سجن عوفر، قضى موسى الثلاثة شهور من اعتقاله، "كان في القسم عدد من طلبة التوجيهي أذكر منهم مصطفى سرور، كلهم كانوا يرددون أنهم بعد 12 عاما من الدراسة، الاحتلال يعتقلهم في المرحلة الأخيرة من تحقيق حلمهم"، مضيفا، "رغم حزنهم على عدم قدرتهم الإلتحاق بالثانوية العامة هذا العام، إلا أنهم سيلتحقون بالامتحانات العام القادم، وقد بدؤوا من الآن الدراسة والتحضير لذلك".

والدة موسى كانت تعلق أمالها عليه وهي على يقين أن نجلها سيكون أن المتفوقين والمتميزين، تقول لـ قدس الإخبارية، "مجتهدا ومتحمسا كان موسى، وكنت أعلم أنه سيكون من المتفوقين في سلواد (..) إلا أن كل ما حصل هو قضاء وقدر كتب علينا وعلينا أن نعيشه ونواجهه، وهو ما نفتخر به".

وأضافت، "اعتقال موسى وحرمانه من امتحانات الثانوية العامة لم تنقص من عزيمتنا شيئا، فهو سيقدم الامتحانات قريبا وسيحقق كل أمنياته وأحلامه"، مشيرة إلى أن موسى بدأ بالتحضير والدراسة المكثفة.

وعن قرار الهدم الذي تسلمته العائلة، علقت، "تسلمنا قرار الهدم النهائي، ولكن ذلك لا يقلقنا (..) نحن صامدين وثابتين في هذا الوطن، وكل ما يفرض علينا يهون فداء لفلسطين".

ووجهت والدة موسى رسالتها لباقي أمهات الأسرى وخاصة الأشبال المتوقع أن يكونوا من طلبة الثانوية العامة، قائلة، "أدعو كل أمهات الأسرى ليكنَّ صامدات فخورات بأبنائهن، ولا يقلقون على مستقبلهم، فشباننا أبطال وأصحاب إرادة  ومن لم يقدم التوجيهي هذا العام سيقدمه العام القادم أو بعد أعوام".