رام الله - خاص قدس الإخبارية: يعاني السوق الفلسطيني من شح الدينار الأردني، إذ أن التجار فقدوا القدرة على الحصول على حاجتهم من الدنيار من البنوك المحلية والوافدة إلى فلسطين.
الصحفي الاقتصادي محمد عبد الله بين لـ قدس الإخبارية، أن سبب شح الدينار ونقصه من السوق الفلسطيني سببه تراجع صرف الدنيار المرتبط بصرف الدولار الأمريكي، مشيرا إلى أن تراجع صرف الدولار الأمريكي أدى لتراجع قيمة صرف الدينار الأردني الذي وصل أقل من خمسة شواقل.
فيصرف اليوم مقابل الشيقل 4.96، فيما كان سعر صرفه مقابل الشيقل في الفترة المناظرة من العام الماضي 5.5.
وأوضح أن تراجع الدنيار يدفع المضاربين من المواطنين لتخزين الدينار المتوفر بين يديهم لأهداف تجارية، متوقعين أن يصعد سعره مجددا فيتم تحقيق أرباح من صرفه، مضيفا "كما يحاول الصرافون وفروع البنوك احتكار الدينار، فمبلغ خمسة آلاف أردني قد لا تجده في البنك، ويطلب منك أن تعود بوقت لاحق لاستلامه".
وأكد على أن ما دام سعر الدولار منخفض فستتواصل الأزمة وسيواكبها اختفاء للدينار، مبينا أنه في الشهور الماضية عانى السوق الفلسطيني من شح الدولار الأمريكي إلا أن المشكلة تفاقت اليوم لتطال العملتين الدولار والدينار.
عدد كبير من مؤسسات القطاع الخاص والبنوك تصرف رواتب العاملين فيها بالدينار، ويبين عبد الله أن الدينار الأردني يعد من العملات الرئيسية المتداولة في فلسطين حسب بروتوكل باريس الاقتصادي الموقع عام 1994، إلى جانب عملة الشيقل والدولار.
وأضاف أن التعامل مع الدينار الأردني يتفاوت من مدينة فلسطينية إلى أخرى، ففي مدينة نابلس تباع العقارات بعملة الدينار الأردني، فيما تباع في مدينة رام الله بعملة الدولار.
أما أسعار الذهب في فلسطين فتباع بعملة الدينار الأردني، إذ أن محال المصاغ تعطي سعر أنصة الذهب بعملة الدينار، "دينار عملة رئيسية ومهمة وتأتي بالمرتبة الثانية بعد الشيقل".
وعن السقف الزمني المتوقع لإنتهاء أزمة تراجع صرف الدولار الأمريكي، قال عبد الله، "الدولار الأمريكي في رحلة هبوط الآن، والتوقعات تشير إلى مواصلته الانخفاض في ظل حالة الشك وعدم اليقين والضبابية للسياسات الأمريكية الجديدة".
وأشار إلى أن وجود قضايا قضائية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتهم روسيا بالتدخل بالحملة الانتخابية ووجود أجواء سياسية غير واضحة ومتوترة تأثر سلبا على العملات وأسعارها، كما يجري بالأسهم.
وقال، "الدولار الأمريكي يواصل الهبوط، وتشير التوقعات أن الدولار وخلال الأسابيع المقبلة سينخفض عن الحاجز النفسي الهام الثاني بالهبوط عن3.50 شيقل، بعد أن كسر الأول بالهبوط عن 3.60شيقل".
وبين أنه الدورة الاقتصادية في "اسرائيل" تنتهي في شهر آب المقبل، وبناء عليها سيتم تحديد الدولار الأمريكي، فيما البنك الإسرائيلي ما زال عاجزا عن إضعاف الشيقل مقابل الدولار الذي يواصل شرائه ليخفف من معروضه في السوق، وبالتالي ترتفع قيمته،
وأضاف، "الدولار عملة أمريكية بحاجة لدفع من داخل أمريكا، وذلك من خلال استعادة الثقة بالرئس الأمريكي وإنتهاء القضايا والحملات المقامة ضده على خلفية حملته الانتخابية والتدخل الروسي فيها".