غزة - خاص قدس الإخبارية: فجرت الأزمة السياسية الخليجية - القطرية ملف حركة حماس مجددًا، بعد أن اتهمت الأخيرة بأنها "تنظيما إرهابيا"، وقد طالبت على لسان وزراء خارجيتها بضرورة طرد الحركة من الأراضي القطرية وعدم السماح لهم بالبقاء بها.
الأزمة الخليجية أظهرت شح خيارات الحركة في التعامل مع هذه الأزمة خصوصًا إذا ما اضطرت لمغادرة العاصمة القطرية الدوحة التي تقيم بها منذ خمس سنوات، واللجوء لخيارات محدودة كلبنان أو إيران أو تركيا، مع إبقاء خيار بعض دول جنوب شرق آسيا رغم صعوبته.
مبادرة ذاتية
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر ناجي شراب قال لـ قدس الإخبارية، إن خيار حركة حماس هو استبدال مكان قيادتها الحالي في الدوحة بمكان آخر، إذ يمكن أن تكون هناك مبادرة ذاتية من قبلها والبحث عن بديل آخر كلبنان أو ماليزيا، إلا أنها ليست بالمؤثر نظرًا للبعد الجغرافي.
واستبعد شراب أن تلجأ الحركة التي تدير شؤون القطاع منذ عام 2007 إلى تركيا وإيران في الفترة الحالية، إلا أنها ستحتاج إلى مكان قريب من المشهد السياسي والساحة السياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وعن إمكانية اللجوء إلى للعودة إلى القطاع، شراب أن ذلك مرتبط بأمرين هما أن يكون هناك هدنة طويلة الأمد مع الاحتلال فيها التزام وموقف سياسي وهو ما يمكن أن يكون فيه صعوبة بالنسبة لحركة حماس، والأمر الثاني أن العلاقات مع مصر تكون مبينة على أسس واضحة وسليمة.
وعن رفض حماس تصنيفها "كجماعة إرهابية"، يؤكد أن المشكلة ليست أن الحركة صلتها "بالإرهاب" بقدر كون تصنيفها كإرهابية يفرض عليها متطلبات سياسية كبيرة جدًا على المستوى الإقليمي والدولي، أقل ما يقال ترجمة الوثيقة السياسية على أرض الواقع وبالتالي ترجمتها إلى سلوك سياسي وليس مجرد وثيقة مكتوبة.
وشدد على أن أحد استراتيجيات حركة حماس يجب أن تتمثل في مخاطبة المملكة العربية السعودية ودوّل عربية لإثبات خلل في السياسة السعودية وأثبات أنها ليست "إرهابية"، في ظل ما جرى من تصريحات ومواقف رسمية صدرت عن مسؤولين سعوديين وإماراتيين تجاهها.
لن تغادر
من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي مأمون أبو عامر، إن الأرجح هو مغادرة بعض القيادات التي تعمل في ساحة الضفة الغربية من الأسرى المحررين كصالح العاروري الذي كان شرطًا للاحتلال أن يغادر تركيا قبل توقيع اتفاق المصالحة معها.
ولم يرجح أبو عامر إمكانية أن تطلب الدوحة من قيادات حركة حماس مغادرتها حاليًا، في الوقت الذي لن تلجأ به الحركة للإقدام على هكذا خطوة في الفترة الحالية، إلا لو استشعرت أن الأمر بات صعبًا وأن عليها رفع الحرج عن قطر.
وأكد لـ قدس الإخبارية، على أن الحركة ستحافظ على مقر إقامتها في الدوحة خصوصًا بعد أن خفت الضغوط عن بداية الأزمة، ولن تعمل على التضحية به بسهولة ومن الوارد أن تلجأ إلى بعض الإجراءات المحدودة، لكنها لن تغادر قطر حاليا.
ويبين أن القيادات السياسية في حركة حماس لن تواجه صعوبة حال اضطرت لمغادرة الدوحة، ومن الوارد أن تنتقل إلى لبنان أو إيران، أو اللجوء إلى مناطق جنوب شرق آسيا رغم كونه خيارًا مستبعدا نظرا لبعده الكبير عن مركز الصراع ومنطقة الشرق الأوسط.
في السياق، يقول المحلل السياسي أحمد يوسف، إن توجيه الاتهامات لقطر بدعم الإرهاب واتهام حركة حماس بذات الأمر كلها أمر تضعف مصداقية الاتهامات التي وجهتها دول الخليج ممثلة بالإمارات والسعودية والبحرين للدوحة عقب تفاقم الأزمة مؤخرًا.
وأكد يوسف لـ قدس الإخبارية على أنه من المبكر الحديث عن نقل المكتب السياسي لحماس من الدوحة في ظل عدم وجود رغبة من قبل قطر بمغادرة الحركة أراضيها، فضلاً عن عدم استشعارهم وجود أي ضغوطات على الحركة تستدعي خروج قياداتها منها.
وأضاف، أن قطر ما زالت تحتضن الحركة وتعتبر أن ذلك واجب قومي وانساني واسلامي، إذ تنظر لحماس على اعتبارها حركة تحرر وطني، وبالتالي من المبكر الحديث عن ذلك ووضع فرضيات قد يكون الحديث عنه الان في غير موعده.
وأردف يوسف،" في حال طلبت قطر من حماس المغادرة لن يتم اتخاذ أي موقف منها فهي دولة قدمت الكثير لشعبنا، وكانت صادقة في عطاياها وفِي الوقوف إلى جانبنا في كافة محننا خاصة أيام العدوان الإسرائيلي، ولا يمكن أن يوجه لها أي انتقادات حتى لو غادرت قيادة الحركة الدوحة فنحن نقدر ونتفهم ذلك".
ولم يخف مخاوفه من نشوب حرب جديدة ضد غزة خاصة في ظل الظروف الحالية التي تعتبر مواتية بالنسبة للاحتلال، كما أن ظروف المنطقة متدهورة إذ بدت تتوافق مع بعض التصريحات الإسرائيلية وتوجهات الإدارة الأمريكية.