في 12-4-1948 سقطت قالونيا بيد الاحتلال ضمن عملية "نحشون" لاحتلال القدس، وذلك بعد ثلاثة أيام على سقوط قرية دير ياسين 9-4-1948 وقبلها القسطل والتي شكل سقوطها واستشهاد عبد القارد الحسيني جسراً إلى احتلال قرى القدس وإخضاعها للسيطرة الإستعمارية، كما بالتأكيد كسر الحصار العربي الذي فرضه الفدائيين على المستعمرات والمستعمرين اليهود في القدس.
لكن في مثل هذا اليوم أيضًا خرجت فرقة التدمير العربية وهي وحدة ضمن جيش الجهاد المقدس لتزرع الشارع الذي يربط بين حي الشيخ جراح مرورًا ببيت إسعاف النشاشيبي وفندق الحسيني وأرض كرم المفتي إلى جبل المشارف بالألغام، فقد كان فوزي القطب حينها يٌشرف على فرقة التدمير وقد لمع اسمه وسيطه بسبب خبرته واحترافه في صنع المتفجرات حيث تدرب عليها في ألمانيا.
تم زرع الشارع بالألغام وتحصن المقاتلون قرب البيوت وفي أماكن قريبة من الشارع، عند التاسعة والنصف صباحًا من هذا اليوم 13/4/1948 قبل 69 عاماً انطلقت أصوات المتفجرات ولحقها الرصاص من كل حدب وصوب تجاه قافلة من السيارات المصفحة "شيريون 1" و "شيريون 2" وهي السيارات العسكرية المصفحة التي أخذتها العصابات الصهيونية بعد خروج الإنجليز من بلادنا وقد تركوا وراءهم معسكرات وذخائر وعتاد ضخم.
كانت القافلة عبارة عن قافلة تمويه، مظهرها الخارجي كان يوحي بأن السيارات هي سيارات طبية تنقل أطباء وممرضين ومؤن صحية وأكل وعتاد للجبل حيث جثم هناك معسكر بريطاني في قلب الجامعة العبرية ولاحقًا تحول إلى معسكر صهيوني تواجدت فيه وأمنته وحدة "متسوف 247". كان الهدف إمداد الجبل بمقاتلين من "الهجاناة" ليحتلوا القدس من الجهة الشرقية ويتقدموا إلى واد الجوز والطور وباقي المناطق.
علمت فرقة التدمير بخطة العدو من خلال جندي إسترالي عميل لصالح الفلسطينيين فلجأت إلى قطع الطريق على العصابات الصهيونية وتعطيل وصولهم إلى الجبل وتفجيرالقافلة وزخها بالرصاص وإحراقها.
بعد سماع الإشتباك وأصوات الرصاص تقدمت فرق من الفدائيين والمناضلين من الطور وواد الجوز وحي باب الساهرة إلى الشارع وشاركت في العملية حتى وصل عددهم ل200 مقاتلاً، الحصيلة التي اعترف بها العدو كانت 78 شخصاً من بينهم أطباء وممرضين ومهندسين ومحاضرين، لكنهم لم يعترفوا بعدد قتلاهم المقاتلين من العصابات الصهيونية الذين قتلهم الفدائيين كي لا يكشفوا نيتهم نقل عصابات صهيونية وكشف الخطة لإحتلال الجهة الشرقية الشمالية من القدس.
انتهى إطلاق النار بعد تدخل القوات البريطانية بأعداد كبيرة أجبرت الفدائيين على الانسحاب عند الساعة الرابعة والنصف، أي أن المعركة استمرت لسبع ساعات. وانتهت المعركة باستشهاد 12 مقاتلاً فلسطينياً برز من بينهم الصحفي شكري قطينة وجرح حينها قائد المعركة محمد عادل النجار أما خسائر الإنجليز فكانت مقتل جنديين وجرح ستة آخرين، أما الصهاينة فالمجموع الكلي للقافلة ومقاتليها وطاقمها وصل بحسب شهادات الصحف الصهيونية حينها إلى 122 قتيلًا وعشرات الجرحي.
كانت العملية بمثابة رداً على عملية تهجير ومجزرة دير ياسين، ويقال أنها رفعت معنويات الناس بعد استشهاد عبد القادر الحسيني. لاحقًا وضعت بلدية الإحتلال في القدس نصباً تذكارياً ضخماً في الشارع مقابل مقهى "الجاليري" يخلد ويمجد دور البطولة الصهيونية في المعركة كما أن هذا النصب يساهم في ربط الجماعة الإستيطانية في القدس وفي فلسطين عمومًا مع المكان عبر خلق ذاكرة حية تعزز قيمة الجماعة الإستيطانية جغرافيًا وهويتها المحاربة.