شبكة قدس الإخبارية

حوار لـ "شبكة قدس" مع صانع الطائرات اللاسلكية الفلسطيني

هيئة التحرير

تتغير الهوايات في عصر اليوم وتتعدد مع تغير الظروف وأنماط الحياة. بناء الطائرات اللاسلكية هواية من طراز مختلف يمارسها الشاب الفلسطيني أحمد تركي؛ أحمد المولود أصلا في لبنان والمقيم في الإمارات، لم يستطع إكمال دراسته في علوم الحاسوب بسبب أوضاعه المادية، إلا أن ذلك لم يمنعه من الابداع في جوانب آخرى. حصل أحمد عام 2009 على جائزة الإبداع من الإمارات لأفضل برنامج إلكتروني.

في حوار لشبكة قدس مع أحمد عبر عن حبّه للأعمال اليدوية، وقال إنه منذ صغره يحب صنع أي شيء يريده بيده، وقد بدأت حكاية الطائرات اللاسلكية معه قبل حوالي 5 أشهر، عندها قرر تجريب شيء جديد وممتع.

يقول أحمد: "بدأت أقرأ عن علم صناعة الطائرات اللاسلكية، وكان ممتعاً بالنسبة لي، ولأنني لا أحب شراء اي شيء جاهز، قمت بصناعة هياكل الطائرات من خامات متوفرة في محلات القرطاسية".

تحتاج مثل هذه االهواية إلى معرفة بأسس العلوم التطبيقية، فتدخل فيها مبادىء الحركة الفيزيائية، ويدخل فيها علم الإلكترونيات، ويقول أحمد إن هذه الطائرات وتصميمها يعتبر في بعض الجامعات الغربية مشروعاً كافياً للتخرج من الجامعة، خاصة أن خلف هذا الهيكل البسيط المئات من قوانين الفيزياء وتطبيقتها، فليس كل ما لديه جناحان يطير، على حد تعبيره.

ويبدو أحمد مؤمناً بشدة بالمثل القائل "ما حك جلدك مثل ظفرك"، إذ يتحدث عن ميزة صنع هذا النوع من الطائرات على يد الهاوي قائلاً:"أسعار مثل هذه الطائرات وهي جاهزة غالٍ جداً، في حل كسر قسم منها سيكون مصيرها سلة المهملات وسيكون ذلك بمثابة انتهاء لممارسة هذه الهواية".

لم يكتف أحمد بالقراءة عن هذه الطائرات وتصميمها، بل عكف كذلك على نقل معرفته تلك عبر شبكة الإنترنت. بدأ أحمد بسلسلة من الدروس المصورة على قناة خاصة به على موقع "اليوتيوب". يشرح أحمد عبر هذه السلسلة التي أسماها "هواية الملايين" كيفية صناعة طائرة لاسلكية خطوة بخطوة، ويقوم بتطبيق ذلك فعلياً أمام المشاهد، واعداً بالمزيد من الدروس.
 هل تفكر بتطوير الفكرة أكثر من ذلك وعرضها على مؤسسات لدعمها مثلاً؟ يجيب أحمد: "ذلك ليس مجدياً لأن الموضوع مرتبط أصلاً بالصناعة اليدوية وهو موّجه للأفراد والهواة أو حتى محبي هندسة الطيران، لمساعدتهم في تطبيق مشاريعهم الجامعية مثلاً".

الظروف برأي أحمد ليست عائقاً، فليست هي من يصنع الانسان، حسب رأيه، "الحالة الإجتماعية والمادية جميعها مبررات لعدم النجاح، كل إنسان قادر على صنع ما يريد، فمن صنعه قبله كان بشراً كذلك، وكان لديه معيقات".

يختم أحمد الحديث بقوله: هناك نماذج كثيرة لشباب مبدع، وهناك أمثلة حقيقية على أرض الوقع، ولكنهم يواجهون عقبات كثيرة خاصة في مخيمات اللجوء في لبنان، ولكن ما زال لديهم الأمل بتخطي كل العقبات. ويضرب أحمد مثالاً باللقاء الشبابي الفلسطيني الذي يواجه تحديات المعيشة واللجو فتارة ينظم فعاليات مع النازحين من سوريا، وتارة ينظم دورات محو الأمية في المخيمات. يعبر أحمد ذلك :"الابداع يلاحقنا".