غزة – خاص قدس الإخبارية: ١٥ عاما مرت والأسير فارس بارود محرومٌ من زيارة عائلته، فيما انقطعت أخباره بشكل كامل عن عائلته التي تصلها معلومات غير دقيقة كل سبعة أشهر، من خلال أسرى داخل سجون الاحتلال.
الأسير فارس بارود (٥٧) عاما – عميد أسرى قطاع غزة - معتقل منذ عام ١٩٩١، محكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات و٣٥ عاما، وهو واحد من الأسرى القدامى الذين مارست إدارة سجون الاحتلال بحقهم أبشع أنواع العقاب من بينها العزل والتنكيل، ومنع زيارتهم من قبل عائلاتهم والمؤسسات الحقوقية.
وحسب ما أفادت به عائلة الأسير بارود لـ قدس الإخبارية، فإن الاحتلال استثنى الأسير فارس من عمليات التبادل، وآخرها كانت الدفعة الرابعة للإفراج عن الأسرى القدامى التي جمدها الاحتلال.
وفي بيان لنادي الأسير وصل قدس الإخبارية، أن الأسير موجود في سجن "ريمون" وخرج من العزل الانفرادي مؤخراً عقب عزله لأربع سنوات بذريعة "الخطر الأمني"، مشيراً إلى أنه يعاني من عدّة مشاكل صحية منها مشاكل في المعدة، ومرض الربو.
إلا أن العائلة تبين أن آخر معلومات وردت عن فارس تفيد أنه متواجد في قسم (٤) في سجن "أيشيل"، بعد أن قضى ١٣ عاما في العزل الانفرادي، يقول خليل بارود، إن الاحتلال يمنع العائلة من زيارة نجلها منذ عام ٢٠٠١، وذلك بعد قرار نفذته على الأسرى القدامي الذين وصفتهم بـ"الملطخين بالدماء".
[caption id="attachment_107141" align="alignnone" width="594"] [/caption] وفي عام ٢٠٠٨، كان فارس ما زال في زنازين العزل حيث خاض إضرابا عن الطعام لما يقارب ٦٠ يوما مطالبا بحقوقه من بينها إنهاء عزله، وهو ما نجح به، إلا أنه لم يستطع انتزاع حقه بالزيارة، في ظل ما تفرضه عليه إدارة سجون الاحتلال من "منع أمني" دون إبداء الأسباب وهو ما يثير قلق العائلة. وأوضح أن المعلومات التي تصل العائلة شحيحة جدا، إلا أنه ما أوكد لها مؤخرا أنه خارج العزل الانفرادي منذ عدة شهور، "وصلنا اتصال الصليب الأحمر طالبنا خلاله بتحضير الأوراق اللازمة لزيارة فارس، وقدمنا كل الوثائق المطلوبة إلا أننا لم نحصل على رد حتى الآن".أم الأسير فارس والتي تخطت التسعين عاما، فقدت نظرها من كثر البكاء على نجلها الأسير المقطوعة أخباره عنها، "لقد عجزت أم فارس وفقدت حاسة النظر بعدما كانت تحلم طول السنوات الماضية أن ترى بعيونها فارس، بعد تحضنه إلى صدرها" يعلق خليل.
ويضيف، "العائلة على استعداد لتقديم كل ما تستطيع القيام به لتستطيع زيارة فارس والاطمئنان عليه ومعرفة أخباره، ونسعى جاهدين لحريته بعد كل هذه السنوات التي قضاها في الزنازين"، مبينا أن آخر المعلومات التي وردت للعائلة أن فارس يعاني من التهابات حادة في فمه، دون وجود أي تفاصيل أخرى عن وضعه الصحي.
وأكد خليل على أن العائلة لا تثق بكل المعلومات التي تصلها عن الأسير فارس، وخاصة أنه في بداية اعتقاله عندما كان يسمح له الاحتلال بكتابة الرسائل للعائلة، وصلته رسالة تفيد أن والدته قد توفت، "أرسل لنا برقية تعزية ومواساة، ولأكثر من عامين ونحن نحاول إعلامه بطريقة ما أن والدته ما زالت حية، حتى استطعنا توصيل المعلومة له عبر الأسرى".
وتتهم عائلة الأسير فارس بارود المؤسسات الحقوقية والقانونية، المحلية والدولية، بتقصيرها الواضح اتجاه الأسير وقضيته، وخاصة أنها لم تبذل جهود جادة لانتزاع حقه بالزيارة أو حقه بالعيش خارج الزنازين، "سؤالنا الوحيد لكل الجهات الحقوقية، لماذا تتركون فارس وحده في الزنازين؟ لماذا كل هذا التقصير بحقه".