رام الله – خاص قدس الإخبارية: مجموعة من الحلوى المنوعة اشترى مؤيد حماد(٤٠) عاما من "كنتين" سجن بئر السبع، وانتقى من ملابسه القليلة أجمل ما لديه، مستعدا للقاء ليس عاديا انتظره (١٤) عاما.
أما في سجن عوفر، قرر حمزة (١٦) عاما - المعتقل منذ (١٠) شهور تحت بند الاعتقال الإداري- شراء هدية لوالده، فلم يجد في "الكنتين" إلا الشوكلاتة.
ففي ساعات الصباح الأولى من فجر الخامس من كانون أول، غادر كل من مؤيد وحمزة زنزانته في طريقهما إلى سجن الرملة، بعدما انتزعا قرارا من إدارة سجون الاحتلال يمكنهما من زيارة بعضهما البعض، بعد معركة طالت (١٠) شهور هدد بها مؤيد حماد بتصعيد وإضراب عن الطعام إذا لم يحقق له مطلبه الذي ينص عليه القانون الإسرائيلي.
الأسيران حماد
والأسير مؤيد وهو أب لثلاثة أطفال، اعتقل في ٢٠ كانون أول عاما ٢٠٠٣، وخضع لتحقيق قاس على مدار ثلاثة أشهر، وحكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن المؤبد سبع مرات بعد إدانته بالمشاركة في عملية "عين يبرود"، وقامت قوات الاحتلال بتفجير منزله في ٣٠ كانون ثاني ٢٠٠٤.
أما حمزة (١٦) عاما، فجدد له الاعتقال الإداري ثلاث مرات بعد اعتقاله في ٢٨ شباط الماضي، ليكون أصغر أسير يعتقله الاحتلال على مدار السنوات الماضية تحت بند الملف الإداري.
وكان الاحتلال اعتقل حمزة سابقا وأخضعه لتحقيق قاس في المسكوبية في القدس المحتلة، لمدة ٢٠ يوما قبل أن يتم الإفراج عنه.
اللقاء في معبر الرملة
وصل حمزة "معبر الرملة" بعد رحلة طويلة وتفتيش دقيق على باب السجن، جلس ينظر وصول والده، وما هي إلا دقائق حتى دخل مؤيد يتلفت حوله، منتظرا دخول نجله الذي سيعانقه، ليأتيه صوت من خلف، "يابا أجيت؟".
لأول مرة منذ ١٤عاما، احتضن مؤيد نجله حمزة، قبله وقلب عينيه متفقدا السنوات التي مضت بعيدا عنه، كيف كبر حمزة ونضج، إلا أن اعتقل دون تهمة وزج في سجون الاحتلال.
وروى مؤيد لزوجته ورود حماد أن لقاء مؤثرا جدا جمعه بنجله حمزة، ليبدءا بالتعارف على بعضهما من جديد، تقول ورود لـ"قدس الإخبارية"، "متفاجئا كان مؤيد بطفله حمزة الذي أصبح رجلا كما ظل يردد لي ويعيد ... سعيد جدا كان مؤيد بلقاء حمزة واحتضانه لأول مرة".
وخلال اللقاء، سأل مؤيد نجله حمزة ممازحا، "كيف وجدت أباك بعد أن تعرفت عليه؟" .. فأجاب حمزة، "ألف ألف يابا".
ونقل مؤيد لزوجته عن خوفه وقلقه على نجله حمزة والذي يعاني من ألم شديد في ظهره إثر شبحه ليومين متتالين خلال التحقيق معه فور اعتقاله، مبينا أن حمزة يعاني من آلام متواصلة.
لم ينم مؤيد وحمزة، محاولان استغلال مزيدا من الوقت مع بعضها البعض، قبل أن يبلَّغا الساعة الثالثة فجرا أن اللقاء انتهى، ويعود كل منهما محملا بالأمل بلقاء لا ينته داخل منزلهم في بلدة سلواد شرق رام الله.
يذكر أن حمزة كان في عام 2005 أصغر زائر للأسرى في سجون الاحتلال، حيث كان كل أفراد العائلة ممنوعين من زيارة والدهم باستثنائه.
ساعات مرت كلمح البصر
وفي رسالة للأسير مؤيد وصلت شبكة قدس الإخبارية جاء فيها، "بعد جهود جبارة بذلتها الحركة الأسيرة عامة والهيئة القيادية لحركة حماس في سجون الاحتلال، وبعد تعنت ورفض شديد من قبل السجان، اجتمعت بابني الأسير الشبل حمزة لأول مرة بعد ١٤ عاما".
وأضاف في رسالته المختزلة، "هذا الحدث هو أعظم فرحة أعيشها منذ اعتقالي وستبقى رفيقتي في سنوات اعتقالي الطويلة وخاصة أنها حملت لي رائحة الحرية والأهل والحياة... إلا أنها كانت ساعات مرت كلمح البصر".