شبكة قدس الإخبارية

عندما رفع الأسير مسالمة الأذان داخل محكمة الاحتلال

شذى حمّاد

الخليل – خاص قدس الإخبارية: السجن المؤبد مرتين و٢٠ عاماً، هكذا نطق قاضي محكمة الاحتلال، اليوم الثلاثاء، فكان رد الأسير رائد مسالمة برفع الأذان بأعلى صوته، وفشلت قوات "النحشون" من إسكاته أو ردعه.

ففي ١٩ تشرين ثاني ٢٠١٥، اعتقلت قوات الاحتلال رائد مسالمة بعد تنفيذه عملية طعن فدائية داخل مطعم "بانوراما" الإسرائيلي وسط تل أبيب، ليقتل مستوطنين اثنين ويجرح ١٠ آخرين.

سماهر زوجة رائد تروي لـ قدس الإخبارية، أن زوجها كان يعمل في الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ دائما، وقبل تنفيذه العملية بيومين استطاع استخراج تصريح "البحث عن العمل"، فغادر المنزل ولم يهاتف العائلة خلال اليومين.

كانت سماهر زوجة رائد في منزلها وأطفالها عندما داهمت قوات الاحتلال ومخابراته المنزل لتقطع الشك باليقين وتبلغ العائلة أن رائد هو منفذ العملية، "قال لي المخابرات أن ملف رائد نظيف جدا، ولا يتوقع منه القيام بأي عمل فدائي .. فما الذي دفعه لتنفيذ العملية؟".

تحقيق قاس جدا  خضع له رائد مدة ٤٠ يوماً قبل أن ينقل إلى جلبوع ثم ريمون، حسبما توضح سماهر، وتشير إلى أنه عندما سأله القاضي عن عمليته أجابه، أنه نفذ العملية وهو ينوي الشهادة، ولم يتوقع أن يتم اعتقاله.

وتعلق سماهر، "رائد ضحى بحياته وأطفاله وبيته لأجل الوطن، لأجل القدس والمسجد الأقصى ... فهو دائما يقول ويردد أن المسجد الأقصى أغلى ما نملك".

وفي شهر شباط، داهمت قوات معززة من جيش الاحتلال منزل رائد، لتنفذ قرار هدمه، وتحوله إلى كوم حجارة بعدما كان بيتا راقيا، وتقول سماهر، "عندما اقتحموا المنزل كانوا يقلبونه بعيونه باستغراب، ويقولون حياة رائد مثالية كيف يترك كل هذا ويذهب لتنفيذ عملية؟".

ولرائد خمسة أطفال، أكبرهم (١٤) عاما، وأصغرهم توأم بلغوا العام، وتبين سماهر أن عملية رائد جاءت بعد ولادتها التوأم بعشرين يوم، حيث لم يراهم كثيرا، فقد كان يعمل في الأراضي المحتلة عام ٤٨.

العائلة وبعد علمها بنتائج العملية الفدائية التي نفذها رائد، توقعت أن الاحتلال سيصدر حكما ظالما بحقه قد يصل المؤبد، إلا أنها لم تفقد الأمل بعودته.

"نستمد الأمل والمعنويات العائلة من رائد، يقول لنا أنه لن يبق داخل السجن، وسيخرج قريبا جدا ويعود إلينا وبيننا.. ويوصل لنا رسائل مفادها أن عودته تقترب يوما بعد يوم"، تقول سماهر.

رائد ومنذ اعتقاله، حرمت إدارة سجون الاحتلال عائلته من زيارته والاطمئنان عليه، ولم تتمكن زوجته من زيارته إلا مرة واحدة، فيما يمنع الاحتلال إدخال الملابس له كما يحرمه من "الكنتين".