رام الله- خاص قُدس الإخبارية: بعد بضعة أيام من بدء العام الدراسي الحالي، واستلام طلبة المدارس النسخة الأولى من المنهاج الجديد، أثارت بعض الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي جدلا حول شكل ومضمون المنهاج، التربية بدورها لم تنكر وجود بعض الأخطاء، إلا أنها رفضت توجيه اتهام لها بالتطبيع.
في اليوم الدراسي الأول، أُطلق بمقر وزارة التربية والتعليم في رام الله، النسخة الأولى من المنهاج الفلسطيني الجديد للصفوف الدراسية من الأول إلى الرابع الأساسي.
وقال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، خلال حفل الإطلاق: "إن عملية تطوير المناهج جاءت ترجمة لتكريس مفهوم فكري وتربوي مختلف وجديد بعيدا عن التقليدية والتلقين، ولحاجة المنهاج نفسه إلى التطوير والتجديد ومواكبة المعايير العالمية، والمتطلبات الوطنية".
رئيس مركز المناهج في وزارة التربية والتعليم ثروت زيد اعتبر أن ما حدث من ضجة عبر مواقع التواصل الإجتماعي كان نتيجة لعملية اجتزاء، من خلال تصوير بعض الصفحات التي احتوت على أخطاء، قائلا:" الانتقاد يكون لكامل المبحث وليس لبضع صفحات"، مرحبا في الوقت ذاته بأي ملاحظات حول المنهج الجديد.
من الصور التي تم تدوالها لأخطاء في المنهاج، صور لخارطة فلسطين في منهاج التربية الوطنية والحياتية للصف الثاني الأساسي، تتضمن دوائر سوداء وأسهم تشير إلى مدن فلسطينية، ومطلوب من الطالب أن يكمل الحرف الناقص، لكن الخطأ الذي ورد فيها هو تبديل مواقع بعض المدن، فبيت لحم تم وضعها مكان غزة، والخليل مكان بيت لحم، وغزة مكان الخليل.
ذلك الخطأ أثار سخرية وانتقادات مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، فبعضهم طالب ببحر في مدينة رام الله، ومنهم كتب معلقا "أن نسبة الرطوبة عالية في بيت لحم بسبب البحر".
وفي رده، قال زيد لـ"شبكة قدس" إن الخطأ الذي ورد في الخارطة هو خطأ مطبعي، موضحا أن الشركة التي رسى عليها العطاء أخذت على عاتقها تجميع وتصميم وطباعة 16 كتابا من الكتب التي قامت لجان وفرق من وزارة التربية بالإضافة إلى أساتذة جامعات على إعدادها ودراستها وتأليفها، في حين أن الدائرة الفنية بالوزارة قامت بتصميم وطباعة 18 كتابا.
وأضاف أنه تم إرسال النسخ الجديدة للشركة في بداية شهر آب، وقامت الشركة بموجب العطاء تصميم الكتب الدراسية، وتزامن مع ذلك تدقيق كل نسخة ثلاث مرات، وكان موظفون من وزارة التربية يتابعون مع موظفي الشركة طيلة تلك الفترة كل صفحة يتم إدخالها.
وأوضح أن الخطأ الوارد لم يكن موجودا في المسودة التي أعدتها الوزارة، وكذلك في مراحل التصميم، لكن ما حدث هو أنه عندما انتهى موظفو الشركة من مبحث التربية الوطنية والحياتية، بدأوا بتجميع المادة وخلال عملية النقل من جهاز حاسوب لأخر حصل ذلك الخطأ، إلا أن الشركة لا تتحمل الخطأ المطبعي.
وأشار إلى أن التربية أرسلت تعميما للمدارس في الضفة وغزة تطالب الأساتذة تصويب الخطأ الذي ورد أثناء معالجة النصوص والصور، مرفقا بالصورة الصحيحة التي كانت عليها قبل مرحلة التصميم والطباعة.
في ذات السياق، وافق ثروت العديد ممن انتقد إحدى الصور المرفقة في مبحث التربية الإسلامية للصف الأول، وهي صورة لإمراة كتب آية من سورة الفلق "ومن شر النفاثات في العقد"، قائلا إن التربية استعانت بفريق من الرسامين والرسامات، إلا أن تلك الصورة كانت غير ملائمة ولم يكن القصد تشويه صورة المرأة، لكنه كان يجدر ترسيخ المعنى بذهن الطالب بتصوير آخر.
وقال إن المنهاج تجريبي، وذلك الخطأ بالصورة سيتم تعديله العام القادم، مشيرا إلى أن المنهاج القديم منذ عام 2000 كان يتم إيجاد أخطاء ويدققونها في كل عام، لكن الأخطاء الواردة في المنهاج الجديد محدودة.
ومن بين الانتقادات التي وجهها البعض، كان لسؤال في مبحث الرياضات للصف الأول مرفق بخارطة فلسطين يركز على مدينة رام الله وما يحدها من الاتجاهات الأربعة، معتبرين أنه تم تجاهل مدينة القدس وكأن رام الله هي عاصمة فلسطين.
بدوره، رد زيد على تلك الانتقادات قائلا:"إن المدينة الوحيدة في الضفة الغربية التي يحدها مدن من كل الاتجاهات هي رام الله، لذلك تم اختيار رام الله في ذلك السؤال، في حين أن مدينة القدس لا تحدها مدينة من جهة الشرق".
في ذات الخارطة، ورد اسم "تل الربيع" ما أثار غضب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الذين قالوا إن "تل أبيب" مدينة إسرائيلية مستحدثة ولا صلة لها بفلسطين، وهي لا تعرّب وتبقى باسمها.
وبيّن زيد أنه في عام 1910 بنى السلطان العثماني حي لليهود المقيمين في فلسطين وأطلق عليه اسم تل الربيع، وعقب النكبة واحتلال يافا وتدمير قراها تضخم هذا الحي وأصبح مدينة أطلقت عليها إسرائيل "تل أبيب"، في حين تحولت يافا إلى حي، موضحا أن من أهداف المنهاج تكريس المفهوم الوطني، ولو كان هناك "تطبيع" لتمت الإشارة إليها بـ"تل أبيب" بدلا من يافا.
وأشار إلى أن التربية لم تهمل مدينة القدس كما يقول البعض، بل على العكس فهي ذكرت في أغلب المباحث حتى في الرياضات، واستعرض صفحات المبحث الذي تضمن معلومات موثقة بالأرقام وأسئلة مثل:"عدد القرى الفلسطينية المدمرة عام 48، هو 396 قرية، أين ذهب سكان هذه القرى؟ اذكر اسم قرية منها؟ طول سور القدس 4200 متر، عدد شهداء الإنتفاضة الأولى 1620 شهيدا".
وأوضح أن تلك المعلومات الواردة في المباحث أثارت غضب إسرائيل، كونها تسلط الضوء على المفاهيم الوطنية، متسائلا لماذا لم يتم تداول تلك الصفحات.