عقب مرور أكثر من ثمانية أشهر على حرب إبادة الشعب الفلسطيني في غزة؛ التي تشنها المستعمرة الاستيطانية الإسرائيلية بدعم وإسناد من الولايات المتحدة الأمريكية
فككت عملية "طوفان الأقصى" الأساطير المؤسسة للمستعمرة الاستيطانية الصهيونية، وكشفت الحجاب عن طبيعة المشروع الصهيوني كظاهرة استعمارية تقوم على الإبادة والمحو والتطهير العرقي، تتشابه مع المشاريع الاستعمارية الأوروبية التاريخية
في ظل حالة اليأس والعجز الإسرائيلي بزعامة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن تحقيق نصر عسكري على حركة حماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بعد أكثر من ستة أشهر من حرب الإبادة رغم الدعم الأمريكي المتهور لإدارة الرئيس جو بايدن
أصبح القضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الهدف الأسمى والعنوان الأبرز للحرب على غزة، الذي تجمع عليه القيادة السياسية والعسكرية للكيان الاستعماري الإسرائيلي، والمطلب الرئيس للمجتمع الإسرائيلي لاستعادة الأمن، وذلك عقب صدمة الهجوم المباغت لحركة "حماس" بعملية "طوفان الأقصى"
ترتبط الحرب بالمفاجأة، لكن هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، داخل المستوطنات الإسرائيلية في غلاف القطاع
على النقيض من النهج الاحتفالي الاستعراضي المشهدي للتطبيع الذي رافق ظهور الموجة الأولى من التبشير بـ"صفقة القرن"، وأفضى إلى توقيع "الاتفاقيات الإبراهيمية" بين دول خليجية صغرى كالإمارات والبحرين وإسرائيل، يُطبخ التطبيع بين السعودية وإسرائيل على نار هادئة
عندما تقوم بحشد قوات مهولة جوية وبرية بعد فترة زمنية طويلة من الإعداد والتخطيط ضد خصم وهدف محدود القوة والقدرة ومحاصر في مكان ضيق، فهي إشارة إلى تآكل القوة وفقدان الردع، تلك هي خلاصة ما حدث في جنين وقبلها في نابلس ومن قبل في غزة وفي لبنان