أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نيتانياهو عام 2010 عن تخصيص 190 مليون دولار لمشروع مواقع "التراث الوطني" الخاص بدولة الاحتلال، وقال إن بقاء "إسرائيل" يعتمد -أولا وقبل اي شيء- على توعية الأجيال في المستقبل بشأن الثقافة اليهودية والإرتباط بالأرض. وأضاف "لابد ان يعرف الناس ماضيهم ليضمنوا مستقبلهم."
وكانت دولة الاحتلال قد أعلنت هذا العام عاماً "للتراث الوطني" بالتزامن مع احتفالاتها بما يسمى لديها يوم "الاستقلال". ومن فعاليات هذه المناسبة برنامج أطلقته يهدف إلى الترويج "للروابط الإسرائيلية"، والمواقع القديمة في الأراضي المحتلة عام 48 والضفة الغربية.
ولقد تم تخصيص معظم الأماكن المدرجة على المشروع في الأرضي المحتلة عام 1948، وثمانية على الأقل في الضفة الغربية، لأن الكثير منها يتعلق بقصص واحداث مدونة في الكتاب المقدس لليهود بحسب ما يزعم المشروع وهو ما أثار حفيظة حمدان طه -مدير وزارة السياحة والاثار الفلسطينية- حيث قال "الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من تاريخ فلسطين، وخطة نيتانياهو للتراث بمثابة عدوان على الحق الثقافي للشعب الفلسطيني في بلاده، لان وضعية الضفة الغربية يحددها الفلسطينيون"، متجاهلا في الوقت ذاته المواقع التراثية في الداخل المحتل.
وعلى ربوة في حديقة تل "شيلو" (المقامة على اراضي ترمسعيا)، تنتهي اللمسات الأخيرة لتدشين مركز جديد للزائرين كلف ملايين الدولارات من المقرر افتتاحه خلال الأسابيع القادمة. وتطل بناية المركز المستديرة ذات القباب على حجر مثلث الشكل يزعم الإسرائيلون إنه المكان الباقي لتابوت العهد الذي أحضره أجدادهم ممن جعلوا "شيلو" عاصمة لهم. وسوف تستأنف اعمال الحفائر خلال صيف العام الجاري.
ويجري علماء الاثار والعمال حفائر دقيقة حول كنيسة بيزنطية تعود للقرن الرابع الميلادي، اذ يقوم الأثريون برفع الأحجار المتربة ودفع عربات يد تحمل أنقاضا. وعلى مقربة من الموقع تقبع بقايا مسجد يعود للقرن الثامن بني على انقاض موقع كنيسة سابقة. وسجل عدد السائحين الزائرين لتل "شيلو"(تل ترمسعيا) خلال العامين الماضيين زيادة سريعة، وهو اتجاه مستمر منذ ان أدرجت الحكومة الإسرائيلية الحديقة موقعا للتراث الوطني العام الماضي لدولة الاحتلال.
ويعني ذلك ان تل "شيلو" الى جانب مواقع قديمة أخرى في الضفة الغربية ستحصل على دعم خاص من الحكومة للتطوير وأعمال الصيانة.
يذكر أنه وبحسب خبراء الآثار فإن هناك ما بين 6 الاف و10 الاف موقع اثري معروف في الضفة الغربية. وقبل عامين نظمت احتجاجات فلسطينية على قيام "إسرائيل" بضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة "التراث الوطني اليهودي".