بيروت - خاص قدس الإخبارية: لم تحقق الجهود الأمريكية نتائج عملية في سياق وقف إطلاق النار ولو مرحليًا في جبهتي لبنان وقطاع غزة، حيث عمدت الجهود إلى طرح هدنة في لبنان تم الترويج لها بأنها أحدثت تقدمًا مهمًا، تزامنًا مع مقترح قدم للفصائل الفلسطينية حول هدنة مؤقتة تهدف لإجراء صفقة تبادل أسرى مع إدخال شاحنات المساعدات للقطاع، وسط مخاوف من تحقيق هدف الاحتلال في فصل الجبهات عن بعضها البعض.
وجرت تطورات متسارعة خلال الأيام الماضية في سياق جولات التفاوض ورأب الصدع في جبهتي لبنان، وقطاع غزة. حيث طرحت مقترحات بشكل متزامن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وكذلك في لبنان عبر هدنة تستمر 60 يومًا يتم خلالها نقاش للتوصّل إلى تطبيق قرار 1701، فيما قدم لفصائل المقاومة مقترح هدنة مصرية وآخر "قطري - أمريكي" بهدف التوصل لهدنة مؤقتة في القطاع، لكن ما كان مطروحًا لا يفضي إلى مطلب المقاومة في وقف إطلاق النار الشامل في غزة.
تهدف هذه الجهود التي ترعاها أمريكا عبر مدير وكالة المخابرات (سي آي إيه) وليام بيرنز في قضية قطاع غزة، وعبر المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين إلى الوصول لمرحلة هادئة في الشرق الأوسط قبيل الانتخابات الأمريكية المقرر انعقادها في الخامس من الشهر الجاري.
غير أن هذه المساعي الأمريكية اصطدمت بالحائط ولم يسفر عنها شيء عمليّ. وذلك وفق ما يقول مصدر سياسي في حركة أمل اللبنانية (التي يقود زعيمها نبيه برّي التفاوض اللبناني باعتباره رئيس مجلس النواب) لـ "شبكة قدس"، إذ أشار المصدر إلى أن جهود هوكشتاين لم تقدر على إقناع "إسرائيل" بالالتزام في القرار الدولي 1701، كذلك فإن لبنان يرفض أي تعديلات على القرار وخاصة التي سربها الإعلام الإسرائيلي حول السماح للطيران الجوي الإسرائيلي للتحرك في سماء لبنان، وبالتالي لن يكون هناك حل قبل انعقاد الانتخابات الأمريكية.
وأضاف المصدر، أنه من السابق لأوانه الحديث عن فصل جبهة لبنان عن غزة، لأنه لم يتم الاتفاق على شيء، وعلى العكس يذهب المسار التفاوضي إلى اتجاه أكثر تعقيدًا.
أما في جبهة غزة، لم تحقق الأطروحات التي قدمت لحركة حماس أي تقدم في العملية التفاوضية، حيث أن الفصائل اتفقت على أنه "لا يمكن التعاطي مع أفكار مجتزأة لا تؤدي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل"، بحسب ما يقول مسؤول الجبهة الشعبية في الخارج، وعضو المكتب السياسي عمر مراد.
ولفت مراد في حديث مع "شبكة قدس" أن المقترح الأخير الذي وصل فصائل المقاومة كان ينصّ على الإفراج عن قرابة 14 أسيرًا من المجنّدات والمسنين لدى المقاومة، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وفق الأعداد المتفق عليها سابقًا، مع إمكانية دخول نحو 500 شاحنة مساعدات يوميًا خلال الهدنة التي تستمرّ نحو شهر.
ولا ينصّ المقترح على مطالب المقاومة الأساسية، وهي: "الانسحاب من قطاع غزة، ومحوري نتساريم وفيلادلفيا، والسماح لعودة النازحين إلى شمال القطاع، ووقف إطلاق النار النار ومختلف أشكال العدوان الشامل". ما يعني أن المقترحات الأخيرة لم تقدم ضمانات لكل ذلك.
وفور وصول المقترح لحركة حماس، طرحته على فصائل المقاومة. ويقول مراد: "حماس تشاورنا أولًا بأول، وعند تلقيها عروضًا تفاوضية تقدمها للفصائل للنقاش وبلورة موقف موحد، وأكدنا بشكل مشترك على أننا منفتحون على الحوارات التي تفضي إلى وقف العدوان لكن لن نقبل باتفاقات مجتزأة".
وأشار القيادي في الجبهة الشعبية إلى أن الظروف ليست ناضجة حتى اللحظة للتوصل إلى صفقة وقف إطلاق نار، وذلك نظرًا لعدم رغبة الاحتلال الإسرائيلي في ذلك، كونه لم يقدر على تنفيذ أهدافه في القضاء على حماس والمقاومة في قطاع غزة، ونزع سلاح حزب الله.
وحول جبهة لبنان، أوضح مراد أن ثقة الفصائل مطلقة في جبهة لبنان المساندة لقطاع غزة، مضيفًا "لا قلق من حزب الله ودوره في المعركة لأنه لا يتعامل مع المقاومة وفق تكتيك، بل هم حلفاء ويعتبرون القضية الفلسطينية قضيّتهم، ونحن وهم في خندق واحد، وهم يريدون وقفًا لإطلاق النار في لبنان، كما هو في غزة، وذلك بدا واضحًا في تصريحات الأمين العام للحزب، نعيم قاسم". وتابع: "لن يبيعنا حزب الله ولن تبيعنا إيران، وبيننا وبينهم تحالف عضوي ويتعاملون معنا بمبدأ الروح والثقافة والإيمان بالقضية الفلسطينية".