شبكة قدس الإخبارية

حرائق متكررة لـ"أحراش جنين".. ماذا خلف ذلك؟!

شذا حنايشة

جنين – خاص قُدس الإخبارية: لا يكاد يخلو يوم صيفي حار من نيران وحرائق متفرقة هنا وهناك، خاصة في المناطق التي تكثر فيها الأعشاب والأشجار. وهذا ما ليلة الجمعة/السبت في أحراش "السويطات" جنوب شرق مدينة جنين التي تعتبر من أهم وأكبر الغابات الطبيعية والحرجية في المدينة.

ونجحت طواقم الدفاع المدني في إخماد أكثر من 13 حريق خلال 24 ساعة في محافظة جنين، وأشدها كان حريق منطقة "السويطات" حيث استمرت محاولات السيطرة عليه لتسع ساعات حيث بدأت ليلا وانتهت صباحا، على فترتين، وذلك وفقا لما أفاد به عماد خضر مسؤول العلاقات العامة بالدفاع المدني في جنين.

وأوضح خضر، أن حريق حرش "السويطات" امتد على مسافة تقدر بـ 10 دونمات، مضيفا، "الأشجار الحرجية الموجودة في المنطقة يزيد عمرها عن 100 عام، ولحسن حظنا أصاب الحريق الأعشاب فقط حيث حاول طاقمنا أن يحمي الأشجار ويحيل دون وصول النيران إليها".

وأضاف، "في تمام الساعة الثالثة صباحا عاد الفريق ظنا أنه أخمد الحريق؛ إلا أن النيران تجددت فعاد إلى المكان مجددا لإخمادها"، معللا ذلك بأن "السويطات" منطقة مفتوحة وتكون مهمة إخماد الحرائق فيها صعبة.

ورأى خضر أن معظم الحرائق الليلية تحدث "نتيجة إهمال المواطنين ولا مبالاتهم"، أما حرائق النهار فتكون ناجمة عن إحراق الأعشاب لتنظيف أراضيهم، مما يجعلهم يفقدون السيطرة عليها فتنتشر وتتوسع، مضيفا، "حتى أعقاب السجائر قادرة على أن تشعل حريقا كبيرا في مثل هذا الجو، لذلك نحن دائما نوصي الناس ألا يفتعلوا الحرائق في مثل هذه الأجواء والظروف، وإن حدث أن يتصلوا بالجهات المختصة في أسرع وقت ممكن".

ورأى خضر أن وزارة الزراعة هي المسؤول الأساسي عن متابعة هذه المناطق من خلال رش المبيدات العشبية وتنظيف المكان لمنع انتشار النيران، والإبلاغ عن الحرائق من خلال طوّافيها الموزعين في المناطق الطبيعية، مؤكدا أن مهمة الدفاع المدني تكون  بالوصول إلى هذه المناطق وإخمادها بأسرع وقت ممكن.

وأفاد مصدر خاص لـ قُدس الإخبارية، أن أحد أسباب انتشار الحرائق بسرعة في الحرج هو عدم وجود طوّافي وزارة الزراعة فيها، مؤكدا أن هذا كان سببا لاشتعال أكثر من 12 حريقا متفرقا في منطقة واحدة.

لكن مدير وزارة الزراعة في محافظة جنين أحمد عبد الوهاب، أكد من جانبه أن الدفاع المدني وطوّافي الوزارة مستعدة باستمرار لمثل هذه الحوادث وموزعة على جميع المناطق، معتبرا أن معالم الـ 12 حريق التي انتشرت في منطقة محصورة وعلى جانب الطريق تؤكد أن سببها الرئيسي هو "إهمال بعض المواطنين وقلة وعيهم".

وأضاف عبدالوهاب، أن اخماد الحريق في الأحراش الموجودة في منطقة C والقريبة من مستوطنة سابقة كانت تعرف بـ "أكاديم"، كان من أكثر الصعاب التي واجهت الدفاع المدني والوزارة في موجة الحر الحالية، "وذلك لصعوبة وصول الطواقم لتلك المنطقة سواءً بسبب عدم وجود صلاحيات أو لعدم سهولة الطرق".

وأكد لـ قُدس الإخبارية، أن الوزارة أخذت الاحتياطات المسبقة برش المبيدات العشبية على جوانب الطرقات، "وهذا ما ساعد في عدم انتشار الحريق بشكل كبير ومنع وصوله للأشجار، مضيفا، "لولا أن طوّافينا يقومون بمهامهم التي تكمن في إزالة الأخشاب والحطب والأشجار اليابسة من المكان لكان الحريق امتد بدلا من 10 دونم إلى 30 دونم وأكثر".

وأشار عبدالوهاب إلى أن عدد المتنزهين يوم الجمعة في السويطات وأحراش أخرى كان كبيرا جدا، مضيفا، "نحن لا نقول للناس لا تستجموا في مثل تلك المناطق بل على العكس نحن نشجعهم، ولا نستطيع مراقبة الجميع، لكن على الأقل نطلب منهم بشكل مستمر أن يهتموا بتنظيف المكان وإشعال النيران في الأماكن المحددة والتأكد من إخمادها فيما بعد".

وعند سؤالنا لمدير مديرية الزراعة في جنين حول إن كان طوّافي الوزارة يقومون بالدور الموكل لهم قال، "نحن نتحدث عن أكثر من 50,000 دونم من الغابات و 160,000 دونم من أراضي الحكومة، مقابل 15 طوّاف و15 عامل آخر لرعاية وسقاية الأشجار في مثل هذا الجو، وعمل الطوّافين لا يتعدى إزالة الخشب والحطب والأشجار اليابسة والأعشاب الضارة عن جوانب الطريق".

وأضاف، "لا يوجد دولة في العالم تقوم برش أعشاب الأحراش، لأن هدفنا في الوزارة يكمن في الحفاظ على التنوع الحيوي سواء أعشاب الأحراش أو أشجاره، والأعشاب في حالة الطبيعة لا تنمو بشكل كبير في تلك المناطق، لكن تراكم الأوراق المتساقطة الذي لا يمكن تنظيفه هو ما يؤدي لتلك الحرائق".

ورأى عبد الوهاب أن طواقم العمل من طوّافين وعمال مناسب جدا للوزارة، في حين أنه ما ينقص هو ثقافة احترام الأماكن الطبيعية وحماية الأشجار، مضيفا، "المشكلة الأكبر من حرائق الأحراش تكمن في قلة وعي بعض المواطنين الذين يلجؤون إلى قطع الأشجار وسرقتها".

وأشار إلى ضبط ثلاثة أشخاص قطعوا (2 طن) من خشب أشجار الأحراج، خلال الأسبوع الماضي فقط.

والجدير ذكره أن الأحراش في محافظة جنين وطوباس تعتبر ثروة طبيعية تتمتع بها عن غيرها من المحافظات الفلسطينية، وتشكل 85% من أحراش الضفة الغربية، ومنها أحراش السويطات التي تعتبر من المناطق الطبيعية الأثرية في المحافظة وتقع إلى الجنوب الشرقي من جنين على بعد (2كم) من المدينة، ومساحتها حوالي (140) دونم تكسوها الأشجار الحرجية وتستخدم للسياحة الداخلية للمحافظة.