شبكة قدس الإخبارية

بالصور | خربة طانا.. صمودٌ يحطم أطماع الاحتلال

أنس حواري

نابلس – قُدس الإخبارية: خيمٌ متهالكة، ألواح صفيحٍ محطمة، مُغرٌ ضيقة، وعدوٌ يتربص في كل جانب، هذا هو حال خربة طانا الواقعة على بعد 8 كم إلى الشرق من بلدة بيت فوريك قرب نابلس.

بثيابٍ قديمة وشراشفٍ مهترئة يحاول أهالي طانا إكمال بناء (مساكنهم) والتي هي إما خيام تبرعت لهم بها جمعيةٌ خيرية، أو مغاور تكرمت عليهم بها الطبيعة، فالحجر والبناء موبقات بنظر جيش الاحتلال الذي حرم على أهالي الخربة أن يضعوا حجراً على حجر حتى أصبحت فكرة البناء ضرباً من الخيال وأمنيةً لا تُطال.

13002601_877470259027979_4119843520999235183_o

ولم تكتفِ العنصرية الإسرائيلية بهذا، بل عملت على هدم كل مأوى يقيمه الفلسطينيون على هذه الأرض فحتى الخيم والتي لا تقي حر صيفٍ ولا برد شتاء لم يرق لهم وجودها فعملوا على تخريبها مراتٍ عدة، لكن ذلك لم يمنع أهالي الخربة من  الصمود والتمسك بها.

الشاب عاصي ابن خربة طانا بعد أن استضافنا في خيمته؛ أوضح لنا السياسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحقهم لدفعهم إلى الرحيل فيقول: "جاء جنود الاحتلال قبل ثلاثة أسابيع ترافقهم جرافاتهم العسكرية فهدموا خيمتنا بعد أن عاثوا فيها فساداً وتخريباً". ويضيف، "هذه ليست المرة الأولى التي يأتوا بها ويخربوا ويهدموا بل الثالثة، وفي كل مرة كنا نعيد بناء الخيمة ولا نرحل".

12963806_877470392361299_6078586799565495110_n

أهالي طانا لا يحلمون بالكثير بل إن مطالبهم قد تدفع للسخرية والحسرة في آنٍ واحد، فنحن في القرن الواحد والعشرين إلا أن هناك أناسٌ لا زالوا يحلمون بالكهرباء. وتصف أم عاصي الأحوال قائلة: "نحن الان جالسين بشكلٍ طبيعي لكن هل لكم أن تتخيلوا كيف سيكون الحال بعد غروب الشمس؟! عندها لا نستطيع رؤية شيء فنبقى في خوفٍ دائم من الأفاعي والحيوانات المؤذية الموجودة في المكان".

وإلى جانب حديثها عن اعتداءات الاحتلال، تعتب أم عاصي على المؤسسات الرسمية والاهلية، معتبرة الجهود المبذولة متواضعة ودون المستوى المطلوب، ومتحدثة عن تقديم خلايا توليد لسكان الخربة، دون أن تحصل عائلتها على إحداها، ما يدفعها للتساؤل عن آلية توزيع مثل هذه الخدمات.

في خيمةٍ مجاورةٍ لخيمة أم عاصي تسكن "أم عفيف" التي تحدثت بإسهابٍ عن مشاكل الخربة وعن طلباتهم من المسؤولين قائلة، "نتمنى من المسؤولين أن يوفروا لنا أطباء يأتون إلى الخربة ولو مرة كل أسبوعين، فأطباء الأغاثة لم يأتِ أحدٌ منهم منذ سنتين"، وفق قولها.

وتشير أم عفيف إلى الصعوبة التي يواجهونها إذا إحتاج أحدهم الخروج من الخربة، فأقرب القرى عليهم هي بيت فوريك وتبعد عنهم مسافة 8 كم، ويربطهما بخربتهم طريقٌ وعرة وسيئة للغاية ولا تصلح لسير أي مركبات.

13007320_877470205694651_7924576246347405408_n

"نرحل؟! ولمين نسيب هالأرض يا عمي؟".. بهذه الكلمات أجاب بسام نصاصرة صاحب خيمة على تخوم طانا على سؤالنا له حول إمكانية خضوعه للإجراءات التهجيرية التي تتبعها قوات الاحتلال.

ويقول نصاصرة، إن بقاءه في أرضه رغم كل الظروف الصعبة يهدف لمنع تغلغل المستوطنين وسيطرتهم على المنطقة بأكملها، ويجعله يشكل حجر عثرة في وجه المخططات الاستيطانية، ولذلك فهو يطالب الجهات الرسمية الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها وأن تولي طانا اهتماماً أكبر.

ويضيف، أن هناك احتياجات للأهالي إن قامت بها الجهات المختصة فإنها ستسهم في تعزيز صمود الأهالي، وهنا يطالب نصاصرة بتأهيل طريق الخربة السيء، "فالطريق على حاله هذه يسبب الكثير من الضرر للسيارات المارة عليه"، حسب تعبيره.

أهالي طانا وفي كل حديثٍ لهم يظهرون صموداً أسطورياً لا مثيل له، فمنع الحجر في الخربة وهدم الخيم بين الحين والاخر وهدم المدرسة الوحيدة لم ينل من عزيمتهم ولا يثنيهم عن قرار تمسكهم بأرضهم، فلسان حالهم يقول إن هذه الأرض أرضنا وهذه السماء سمائنا فلا رحيل ولا هجرة، فإنّا من هذه الأرض وإنّا بها باقون.

995341_1776829135886976_8532954373721799063_n