سارع مسؤولو الاحتلال في المستويين السياسي والعسكري خلال الأسابيع الأخيرة في التأكيد بأن جيش الاحتلال نجح في التغلب على ما أسموها "موجة العنف" في إشارة للانتفاضة التي اندلعت مطلع تشرين أول الماضي، لكن قبل أن يصدق الإسرائيليون هذه الدعاية تلقوا صفعة جنوب القدس، تلتها بعد أقل من نصف شهر صفعتين داخل القدس وفي رام الله.
فعملية الشهيد عبدالحميد أبوسرور التي عرفت بـ #باص12 ووقعت قبيل عيد الفصح العبري، أفسدت على الإسرائيليين نشوة انتصارهم المزعوم، وبدا فقدان المستوطنين الثقة بجيشهم وأذرع كيانهم العسكرية واضحا في امتناعهم عن الاحتفال داخل القدس، تخوفا من عمليات أخرى، وهذا ما أكدته الصحافة العبرية الأسبوع الماضي.
ورغم ذلك فإن عيد الفصح مر هادئا دون عمليات ضد التجمعات الإسرائيلية كما كانت تتخوف الأذرع العسكرية الإسرائيلية، قبل أن يعاود شبح "موجة العنف" ليمر من القدس باتجاه رام الله من خلال عمليتين فدائيتين وقعتا خلال 24 ساعة فقط، واللافت هنا أن العمليتين نفذتا على يد شابين خرجا من الضفة الغربية، حيث تتحدث مصادر إسرائيلية مؤخرا أن التنسيق الأمني لعب دورا من جانبه في وقف هذه العمليات.
فمساء الإثنين، وفي الموقع الذي نفذ فيه مهند الحلبي عملية الطعن التي فجرت الانتفاضة مطلع تشرين أول الماضي، نجح شاب (18 عاما) لم يتم الكشف عن هويته حتى الآن، في تكرار مافعله مهند باجتياز حواجز الاحتلال وجداره ومنظومته الأمنية المحيطة بالقدس، ليصل إلى القدس العتيقة ويطعن حاخاما ويصيبه بجروح وصفت بأنها خطيرة.
حاول الشاب الانسحاب من الموقع ونجح في ذلك لوقت محدود، قبل أن يتم اعتقاله إضافة لشاب آخر من القدس قدم له المساعدة، وفقا لبيان شرطة الاحتلال التي أوضحت أن الشاب اعترف في التحقيق الميداني بأنه منفذ العملية.
وقبل أن يمر يوم على هذه الواقعة؛ وجه شاب من مخيم قلنديا صفعة أخرى بتنفيذه عملية دهس غرب رام الله موقعا ثلاث إصابات حسب المصادر الإسرائيلية، إحداها خطيرة قال شاهد إن الجندي طار على إثر دهسه ثلاثة أمتار في الهواء وسقط أرضا، قبل أن يلاحق الجنود الفدائي ويقتلوه.
ويبدو لافتا في هذه العملية أن منفذها ليس في مقتبل العمر كما أغلب عمليات الدهس والطعن خلال الانتفاضة، بل هو أب لثلاثة أطفال ويبلغ من العمر (36 عاما)، ما يذكر بالعملية الفدائية التي نفذها الأسير رائد مسالمة في "تل أبيب" بداية الانتفاضة، لتشابه الظروف بين الفدائيين كون رائد أب لخمسة أطفال، هذا إضافة لعملية علاء أبو جمل وهو أب لثلاثة أطفال.
وتؤشر الظروف المذكورة حول عمليتي القدس ورام الله يومي الإثنين والثلاثاء وشخصيتي منفذيها وكيفية التنفيذ، إلى عودة محتملة للعمليات من جديد، كما أنها تؤكد على الأقل كذب مزاعم جيش الاحتلال عن نجاح إجراءاته في القضاء على الانتفاضة.