شبكة قدس الإخبارية

نداء رقم 12: نموت واقفين ولن نركع

فيصل الرفاعي

"لا صوت يعلو فوق صوت الإنتفاضة"

نداء رقم (12) – نداء القسطل

"نموت واقفين ولن نركع فلن يمروا و الانتفاضة ستستمر"

كانت هذه مقدمة بيان الانتفاضة رقم 12 والذي كانت تصدره القيادة الوطنية الموحدة إبان فترة الانتفاضة الفلسطينية الاولى عام 1987.

وكأن التاريخ يكرر نفسه اليوم بطريقة مكتوبة على ارض الواقع أكثر منها على الورق، و ترى ذلك جليا واضحا في ثلاثة مشاهد وقعت خلال اليومين الماضيين، تزاحمت فيها الأحداث بدءا من ذكرى استشهاد قائد القطاع الغربي في حركة فتح خليل الوزير ابو جهاد وذكرى استشهاد القائد المؤسس في حركة حماس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، انتهاءً بعملية الحافلة الفدائية بالقدس (#باص12).

الشهيد ابو جهاد والذي يعرفه الجميع أيضا باسم "مهندس الانتفاضة" كان صاحب ذاك الشعار الذي طبع في قلوب مئات الآلاف من الفلسطينين الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر البيانات التي تدعوا لتصعيد الانتفاضة في مواجهة الاحتلال، وكانوا مع كل مرة يسمعون فيها صوت "لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة" تجتاحهم المشاعر الوطنية وتدفع بهم للامام في مواجهة المشروع الصهيوني على ارض فلسطين، لتلتهب شوارع الارض المحتلة بالمواجهات اليومية وبمشاركة الشعب في كل مكان وعلى مدار 7 سنوات لتحقيق "الحلم الفلسطيني".

اما الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أحد أبرز القادة والمؤسسين لحركة حماس والذي اغتالته اسرائيل بتاريخ 17/4/2004 فقد وقف يوما من الأيام امام آلاف الجماهير حاملا لبندقية كلاشينكوف وهتف بالجموع وقال، "هذا هو الطريق، هذا هو الطريق"، وأصبحت هذه الكلمة بوصلة للمقاومة، وطريقا حقيقيا واضحا لكل من أراد البحث والوصول إلى فلسطين، في مواجهات المشروع الخطير الذي يحاول فيه البعض تصفية القضية الفلسطينية.

هذه الكلمات التي تُشعرك وأنت تقرأها بأن القادة الشهداء حتى بعد ارتقائهم ما زالوا يرسمون طريق المستقبل ويخطون بدمائهم تلك الشعارات التي كتبوها يوما ما على جدران الطرق والحارات في شوارع وازقة فلسطين المحتلة، وتصبح شعاراتهم هي الحد الفاصل ما بين المقاوم والمساوم، و بين من يبحث عن فلسطين وبين من يريد بيعها.

عملية #باص12

هذه العملية والتي جاءت بعد يوم واحد من ذكرى استشهاد القادة لم تكن مجرد عملية، فقد عكست كلمات الشهداء واقعا على الارض في مدينة القدس المحتلة، وحملت دلالات خطيرة تنذر ببداية مرحلة جديدة.

ولعلها –ربما- كانت الصدفة هي التي جمعت ما بين بيان الانتفاضة (نداء رقم 12) وبين رقم الباص الذي وقعت فيه العملية الفدائية والذي أيضا سمي بإسم "معركة القسطل" والتي نعيش ذكراها في هذه الأيام، ونحن على اعتاب الذكرى ال 68 لنكبة فلسطين المستمرة، والتي أيضا من دلالات العملية هي أن الاحتلال ورغم كل هذه السنين ما زال لا يستطيع حماية أمنه المزعوم في أكثر الاماكن تحصينا داخل الكيان الهش.

وعلى مستوى الانتفاضة فإن أبرز دلالات العملية، هو ما تحدثنا عنه منذ شهور ونحن نتابع خط سير الانتفضة المتصاعد بشكل تدريجي، حين أشرنا أنها مسألة وقت فقط حتى تنتقل الانتفاضة التي بدأت بعمليات الطعن والدهس إلى عمليات عسكرية اقوى واجرأ، سيكون الاحتلال معها في موقف لا يحسد عليه.

وهذا جميعه، يأتي في ظل حرب شرسة يشنها الاحتلال وأعوانه لوأد الانتفاضة، سواء على صعيد الاعتقالات العشوائية الجماعية او محاولات الردع التي ينفذها الاحتلال بحق عوائل منفذي العمليات، لتكون أقوى دلالة لهذه العملية هي أن الانتفاضة ما زالت مستمرة.

وما بين ذكرى ابو جهاد والرنتيسي وعلى أعتاب ذكرى نكبة فلسطين المستمرة منذ 68 عاما، ومع عملية الباص النوعية، تسمع في انحاء فلسطين كلها صوت يردد "لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة" ليرد عليه صوت آخر يجيبه "هذا هو الطريق، هذا هو الطريق".