ما يوم الأرض؟، وهل يختلف يوم الأرض هذا العام عنه في الأعوام السابقة؟، وهل يخشى الاحتلال هذا اليوم؟
قد لا يعلم بعض ما يوم الأرض، ولماذا خصص الفلسطينيون يوم 30 مارس من كل عام ليكون يومًا للأرض.
بإيجاز شديد: في هذا اليوم عام 1976م صادرت قوات الاحتلال آلاف الدونمات الزراعية من الفلسطينيين في قرى الداخل الفلسطيني المحتل، فهبت الجماهير دفاعًا عن أرضها، وأعلنت الإضراب الشامل، واندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي على جموع الجماهير، ما أدى إلى استشهاد ستة مواطنين، إضافة إلى جرح واعتقال المئات.
ومازال الفلسطينيون حتى يومنا هذا يحيون ذكرى أحداث يوم الأرض بإعلان رزمة فعاليات، تبدأ بالإضراب الشامل والخروج بمسيرات، وإقامة ندوات ومؤتمرات لتأكيد حقنا بالأرض وتمسكنا بها، وأحيانًا تتطور الفعاليات إلى اشتباكات مع قوات الاحتلال.
إن ما يميز يوم الأرض هذا العام هو اشتعال انتفاضة القدس، التي يتوقع المراقبون أن يكون لها تأثير في قوة الفعل المتوقع حصوله في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا ما تخشاه دوائر أمنية إسرائيلية، فإذا نجح الفلسطينيون في هذا اليوم بزيادة وتيرة الأحداث، وفرض قواعد اشتباك جديدة؛ فإن مشاريع الاستيطان التي يعلنها كل يوم الاحتلال قد تتوقف، أو _على أقل تقدير_ ستحسب الحكومة الإسرائيلية ألف حساب قبل استصدار قرار بتوسيع المستوطنات.
إن يوم الأرض هذا العام هو يوم استثنائي؛ فهو يأتي بعد قرار الاحتلال إعلان مشاريع استيطانية كبرى تنسف ما يسمى حل الدولتين، مثل مشروع (E1)، وتصديق "المجلس القُطري للتنظيم والبناء" الإسرائيلي على مخطط جمعية (إل .عاد) الاستيطانية المعروف باسم "مجمع كيدم – عير دافيد- حوض البلدة القديمة"، المنوي إقامته على مدخل حي وادي حلوة ببلدة سلوان، مقابل المسجد الأقصى.
وهذا تهديد جديد وتهويد للمدينة المقدسة من طرف الاحتلال وحكومته المتطرفة، فما يمارس بحق الأرض الفلسطينية بالقدس والضفة الغربية هو أبشع أنواع الجرائم والإرهاب.
أختم مقالي بقصة مستوطنة (عطروت) القريبة من نابلس، فخلال انتفاضة الأقصى بفضل الله ثم بندقية كتائب شهداء الأقصى، وسرايا القدس، وكتائب القسام، وكتائب أبي علي مصطفى وغيرهم؛ أصبحت معروفة بمستوطنة "عش الغراب"؛ فبسبب إخلائها وهروب مليشيات المستوطنين منها فأصبحت ملاذًا آمنًا لطائر الغراب، ولكن _يا للأسف!_ في ظل ازدهار التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية عادت الحياة إلى مستوطنة (عطروت)، وهذه القصة أنموذج يدل على أهمية كل أشكال المقاومة، وأهمية وحدة الموقف الفلسطيني لوقف اغتصاب الأرض الفلسطينية، حتى إنهاء الاحتلال، أتمنى أن يكون يوم الأرض هذا العام يومًا فارقًا ومهمًّا في أيام انتفاضة القدس المجيدة.