غزة- قُدس الإخبارية: أثار قرار وزارة النقل والمواصلات بإلزام وجود مرافق للمتدربة أثناء دروس السياقة حفيظة أصحاب المدارس والطالبات في قطاع غزة، معتبرينه تشكيكًا طاعنًا بأخلاق المدربين مما يزيد رهبة الأهالي من تعليم الفتيات على قيادة السيارات.
واعتبرت المدربة سميرة صيام (56 عاما)، القرار جارحًا، لأنه يعمم أخطاء الآخرين على الجميع، مشيرة إلى أنها عملت كمدربة لـ 26 عامًا، وتُدرب في مناطق مكتظة بالسكان، مؤكدة على أن هذا تدريب عملي في الطريق أمام أعين الناس.
وقالت إن القرار يعرقل عملهم كما أنه من ناحية حضارية وثقافية "رجعيًا" حسب وصفها، وليس له داعي فكل إنسان احترامه لنفسه، مؤكدة على كون المجتمع محافظ، مؤكدة أنه يعتبر جارحًا للمدربين بحيث يضعهم ملاحقين من رجال الأمن والمباحث.
وروى المدرب محمد الحطاب (33 عاما) والذي عمل كمدرب لنحو عشر سنوات، قصة ملاحقته من قبل رجال المباحث في بداية تطبيق القرار منذ شهرين الساعة واحدة ظهراً وبالقرب من نادي غزة الرياضي في طريق الجامعة وأوقفتني المباحث الأمر الذي أحرج المتدربة.
وأضاف، أنه صدر بحقه قرار وقف عن مزاولة عمله لمدة شهر بأكمله كعقاب لعدم وجود "محرم" في سيارة التدريب، معتبراً بأن هذا القرار يشكك بأخلاقهم كمدربين، وشدد على دور جمعية أصحاب المدارس لوقف القرار والتفاهم مع الوزارة
من ناحيته، قال المدير العام لجمعية أصحاب المدارس جبر رضوان، "إن هذا القرار مجحف بحق المدارس لأنه يشكك في مهنيتنا ونزاهتنا وشرفنا ونطالب بإعادة النظر فيه، ولدينا مدربين لديهم أخلاقيات ويحصلون على شهادة حسن سير وسلوك من وزارة النقل، وإذا كان هناك تصرفات من البعض فلا تعمم على الجميع، ويجب معالجته بشكل فردي"
وأكد على أن هذه الأخبار ستثير تحفظ المواطنين من مدارس تعليم سياقة السيارات وبالتالي سيتأثر الطلب على تعليم الفتيات ونحن في مجتمع محافظ، مؤكدا أن هذا يعطي ضجيج دون جدوى فمعظم التدريبات تكون في أماكن عامة ومفتوحة.
واستنكر رضوان آلية إصدار قرارات الوقف عن العمل أو وقف المدارس عن العمل يعتبر جائر بحقهم ويكبدهم خسائر مادية كبيرة، متسائلًا هل ستلاحق المباحث كل فتاة تخرج من البيت وتستأجر سيارة للذهاب لمكان، وفي حال وجود متدربة تُعلم شباب فهل سيكون الشاب ملزمًا بإحضار والدته لحضور التدريب؟
من جهته، رد الناطق الإعلامي باسم وزارة النقل والمواصلات على النقاش القائم بأن هذا القرار تقليديًا وللحفاظ على الحياء العام ، وليس من باب نهج ديني أو سياسي، ونفى مبدأ وجود "محرم" مؤكداً على أن يكون مرافق "شخص ثالث" في السيارة.
وأكد أنهم توجهوا لتنفيذ القرار نتيجة تقدم المواطنين بشكاوى تطالب بوجود شخص ثالث في السيارة أثناء التدريب، بالإضافة لضبط بعض الأخلاقيات المخلة بالأخلاق العامة، كما أنه يأتي منطقيا واقتصاديًا للمدارس أيضا فيوفر على المواطنين المحروقات، بحسب قوله.
وبين أن الوزارة تعمل على إعداد فريق من النساء ليعملن كمدربات للسايقة في غزة، مشيرًا إلى أن الأمر ينطبق على المدرب والمدربة في حال وجود متدرب من جنس مخالف أوجب وجود مرافق، باستثناء المدربين الكبار في السن ممن هم أكبر من خمسين عامًا.