شبكة قدس الإخبارية

الانتفاضة.. 150 يوما وعمليات المقاومة تطارد الإسرائيليين

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: بدخول الانتفاضة التي انطلقت في مطلع أكتوبر الماضي يومها الـ150 وصل عدد القتلى الإسرائيليين جراء عشرات العمليات التي نفذها فدائيون فلسطينيون 33 قتيلا إسرائيليا جلهم من جنود جيش الاحتلال، ولا تزال قوات الاحتلال وأذرعه الاستخبارية تسجل عجزا مدويا في محاولاتها لوقف هذه العمليات وحماية ما يسمى الأمن الإسرائيلي الذي استطاع الشبان الفلسطينيون من زعزعته بسكاكينهم ومركباتهم وأسلحتهم الخفيفة.

معطيات إسرائيلية

أكثر من 250 عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن مقتل 33 إسرائيليا، وإصابة 301، بينهم 27 كانت إصاباتهم خطيرة، و8 ما بين متوسطة وخطيرة، و46 متوسطة، و11 ما بين طفيفة ومتوسطة، والباقين إصاباتهم طفيفة في 22 عملية دهس، 96 عملية طعن،ـ 48 محاولة، 84 عملية إطلاق نار، وهو عدد غير مسبوق في التاريخ الفلسطيني المقاوم منذ عام 1948 على الجانب الشعبي.

هذه العمليات الفردية، شكلت بحسب المراقبين الإسرائيليين صدمة من العيار الثقيل للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي أقرت على لسان قائد هيئة أركان جيش الاحتلال "غادي أيزنكوت"، أن هناك عجزا بلغ 100% استخباري أمام العمليات الفردية.

هذا العجز الذي يواجهه الاحتلال الإسرائيلي في التصدي لهذه العمليات يعطي مؤشرا حقيقيا على أن المنتصر في الميدان حتى الآن هم الشبان المنتفضون الذي هم وحدهم من يتحكم بمجريات المواجهة ويسيرونها حسبما يريدون، على الرغم من الفارق الكبير في عدد الضحايا، كما أنه في الميزان الأمني فإن هؤلاء الشبان أثبتوا ومن خلال التطور المستمر في طبيعة العمليات وطريقة تنفيذها أن هذه الانتفاضة في طور التقدم والتطور كما ونوعا، وهو ما يربك الحسابات الإسرائيلية التي لا تملك أدنى معلومة عن هؤلاء الفدائيين.

تطور كمي ونوعي

من جهتها أشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في تقرير سابق لها أن وتيرة العمليات الفلسطينية الفدائية ضد الإسرائيلية قد ارتفعت خلال الأسابيع الماضية، مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى والمصابين الإسرائيليين مقارنة بالأسابيع الأخيرة من العام الماضي الذي سبقه.

وذكرت الصحيفة أن البيانات التي جمعها جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك" أشارت إلى اعتقال ما يقارب 3100 فلسطينيًا خلال العام الماضي، بحجة أنهم مطلوبون للاشتباه بنيتهم تنفيذ عملياتٍ فدائية.

وأضافت الصحيفة، أنه خلال العام الماضي، أحبط جيش الاحتلال 293 عملية ضد أهداف إسرائيلية، منها 19 عملية تهدف لخطف إسرائيليين، و12 عملية استشهادية، و120 عملية إطلاق نار، بالإضافة إلى 74 عملية طعن.

ولفتت الصحيفة إلى أن الإحصائية التي قدمها "الشاباك" مثيرة للقلق، حيث أظهرت ارتفاع نسبة مشاركة فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 بالعمليات الفدائية، منذ بداية الانتفاضة مطلع شهر أكتوبر من العام الماضي.

وأوضحت أن أبرز العمليات في الداخل المحتل ضمّت عملية إطلاق نار في محطة الحافلات المركزية في مدينة بئر السبع، أسفرت عن مقتل جنديين اثنين، نفذها الشهيد مهند العقب من مدينة حورة بالنقب، وعملية طعن ودهس قرب مدينة الخضيرة، نفذها الأسير علاء زيود من مدينة أم الفحم، والعملية الأبرز التي أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين في حي "ديزنغوف" في "تل أبيب"، والتي نفذها الشهيد نشأت ملحم.

وبحسب الصحيفة، فإن هناك زيادة في عدد المصابين في صفوف المستوطنين جراء العمليات الفلسطينية، حيث سُجل إصابة 239 إسرائيليًا في العام 2015، مقابل 63 فقط في العام 2014.

انتفاضة حقيقية

وفي تقرير سابق، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: إنه "في ظل الارتفاع غير المتوقف في عدد القتلى الإسرائيليين جراء العمليات الفلسطينية لا يمكن لأية جهة أن تنكر أن ما يجري إنما هو انتفاضة حقيقية ثالثة، خصوصا مع انضمام الأسلحة الأوتوماتيكية والمتفجرات إلى جانب السكاكين والدهس".

وأضافت الصحيفة أن "الدخول لمثل هذا الواقع بالحتم سيدفع لمزيد من التصعيد، خصوصا وأن "إسرائيل" لن تستمر في العمل بالطريقة التي تشتغل عليها في التعامل مع هذه العمليات، فمحاولات الطعن وإطلاق النار أصبح روتينا عاديا لدى الشباب الفلسطيني، وفي كل ساعة نتوقع أن يتم استهداف قوات الجيش بعملية طعن او إطلاق نار او دهس".

وتابعت "أمام كل هذه العمليات يمكننا "نحن نواجه انتفاضة حقيقية بجميع تفاصيلها، في حين تصر قوات الأمن على عدم ذكر هذا المصطلح".

وفي مقارنة مع الانتفاضة الجارية والانتفاضة الثانية التي انطلقت عام 2001، يشير جيش الاحتلال إلى أنه ومنذ الأول من أكتوبر الماضي وحتى هذه الأيام هناك تشابه في الفترة من حيث المدة الزمنية للمرحلة الأولى من الانتفاضة الثانية، عندما اقتحم رئيس حكومة الاحتلال "أريئيل شارون" المسجد الأقصى في أواخر سبتمبر 2000، وانتصاره في الانتخابات على "ايهود باراك" في فبراير 2001، حيث قتل في هذه الجولة من الانتفاضة الجارية 33 إسرائيليا في حين بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين 199 شهيدا، وكان في هذه الفترة من الانتفاضة الثانية قد قتل 58 إسرائيليا ونحو 320 فلسطينيا، أي تقريبا ضعف المعدل من كلا الجانبين.

وقالت الصحيفة إنه: "في مثل هذه الفترة من العام 2003، سارعت "إسرائيل" لصياغة رد على عمليات التفجر، وعلى الرغم من مقتل مئات الإسرائيليين، إلا أن أجهزة الأمن لم تقدم على توزيع الدروع الواقية على الشعب، على الرغم من أن التهديد في هذه الأيام أقل بكثير، الأمر الذي يعكس أن قوات الأمن غارقة في الوحل، ولا تقدر الخروج منه، ولا تمتلك الوسيلة لإيقاف حمام الدم الجاري منذ 5 أشهر على التوالي".

وتشير الصحيفة إلى تصريحات رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، "غادي ايزنكوت"، التي اعترف فيها أن الجيش والشاباك لا يملكان أية أرضية استخباراتية عن أية عملية تم تنفيذها، وقالت: "كل ما تستطيع أجهزة الأمن فعله في الوقت الراهن بذل المزيد من الجهود لمراقبة شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية، ومعرفة ما إذا كان هناك إنذار يمكن أن يستشف من المنشورات أو إشارات تدلل على نية أحدهم تنفيذ هجوم".