شبكة قدس الإخبارية

بالفيديو | الشهيد قصي ارتقى محاولا محاكاة فدائية ابن عمه

هيئة التحرير

قباطية – قُدس الإخبارية: لم ينتظر قصي أبو الرب مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على استشهاد ابن عمه أحمد، ليقرر الالتحاق به بنفس الطريقة لكن في موقع آخر، دون أن يتردد في سلوك طريق طويل بحثا عن موقع يعتقد أنه الأنسب لتنفيذ عمليته.

ففي يوم الأربعاء (3/شباط)، أقدم أحمد أبو الرب على تنفيذ عملية فدائية في باب العامود بالقدس المحتلة، مشتركا في ذلك مع صديقيه الشهيدين أحمد زكارنة ومحمد كميل، حيث وجه الفدائيون الثلاثة ضربة موجعة للاحتلال خلف الجدار الذي أقامه للاحتماء به.

وفي يوم الأحد (21/شباط) أقدم قصي على محاولة طعن جنود قرب مفرق بلدة بيتا جنوب نابلس، وهو الموقع الذي يشهد تواجدا مستمرا لجنود الاحتلال؛ ما جعل قصي يختاره للارتقاء منه محاولا أن يفعل في نابلس ما فعله ابن عمه أحمد في القدس.

وكما تحقق لأحمد ما أراد بنيل الشهادة، تحقق لقصي ذلك أيضا، حيث أطلق جنود الاحتلال 10 رصاصات على الشهيد ومنعوا أي محاولة لتقديم العلاج له، ما أدى لاستشهاده في الموقع ذاته وبعد وقت قصير من إطلاق الرصاص عليه، قبل أن تسلم سلطات الاحتلال جثمانه للهلال الأحمر ويُنقل إلى مسقط رأسه قباطية حيث تم تشييعه فورا بجنازة مهيبة.

وكشفت عائلة قصي عن وصية تركها خلفه قبل توجهه إلى مكان معراجه للسماء، عنونها بالمقولة الشهيرة: "وصيتي لكم إن كنت لن أعود"، والتي تعتبر أنشودة للشهداء والفدائيين في مختلف مواقع النضال والمقاومة.

وكتب قصي في وصيته مطالبا والدته بالصبر وعدم الحزن لفراقه وأن لا تنساه، كما أوصاها بأداء العمرة عن روحه، وأوصى عائلته بسداد ديون محدودة كانت عليه، حدد أسماء أصحابها وقيمة الديون في وصيته. واستعان أيضا بآيتين من القرآن الكريم لتثبيت عائلته وحملها على الصبر لاستشهاده.

12745807_934307196665644_4179630719756039026_n-horz

وتحدثت طفلتان هما ابنتا عم الشهيد قصي وشقيقتا الشهيد أحمد، مبينتان أن الشهيد كان طيبا جدا وتربطه علاقة قوية بأحمد، وكان يتردد بشكل مستمر على مشتل عمه والد الشهيد أحمد ويساعدهم في عملهم.

وأضافت إحدى الطفلتين في حديثهما ببراءة، أن تحركات قصي اقتصرت على "المشتل" ثم منزله، وأنه كان يحب ممازحة مع الأطفال، كما عبرتا عن "فخرهما بالشهيد قصي وجميع الشهداء".

وخلال الليلة الماضية، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة الشهيد قصي وأخذت مقاسات له في خطوة تنفذها قبيل هدم منازل الفدائيين، كما فرضت حصارا كاملا على بلدة قباطية مسقط رأسه وأغلقت جميع مداخلها بالسواتر الترابية، في خطوة كانت قد نفذتها بحق البلدة إثر عملية الفدائيين الثلاثة.