نابلس – خاص قُدس الإخبارية: لثلاث ليالٍ تكررت الاشتباكات المسلحة والمواجهات بين الأجهزة الأمنية ومسلحين من البلدة القديمة في نابلس، على خلفية احتكاك بدأ الخميس الماضي تزامنا مع الإفراج عن أسير فلسطيني وهروب أسير آخر من سجون السلطة الفلسطينية.
القصة بدأت مساء الخميس الماضي؛ عندما أفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير عماد عميرة من نابلس بعد (10 سنوات) من الاعتقال، فأقيم له احتفال كبير ابتهاجا بتحرره، وتخلل ذلك إطلاق رصاص في الهواء احتفاءً بذلك، عندها تدخلت الأجهزة الأمنية للسيطرة على الأمر فوقع الاشتباك.
هذه الرواية أكدتها مصادر خاصة مطلعة على الأزمة، وكذلك اللواء أكرم الرجوب محافظ نابلس، حيث قال الأخير في حديث صحفي إن الأجهزة الأمنية تدخلت للسيطرة على المسلحين ومنع إطلاق الرصاص فوقعت الاشتباك، مؤكدا، "أن الوضع تحت السيطرة"، حسب تعبيره، دون يخوض في مزيد من التفاصيل.
لكن إلى جانب ذلك؛ تؤكد المصادر لـ قُدس الإخبارية، أن هذه الحادثة تزامنت مع إطلاق الأجهزة الأمنية في نابلس لأسير لديها ينتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهو من أحد مخيمات نابلس، معتقل منذ ست سنوات وبالتحديد عند إبرام صفقة في عهد رئيس الوزراء السابق سلام فياض، طلب خلالها من نشطاء في المقاومة الفلسطينية تسليم سلاحهم للأجهزة الأمنية والتوقف عن تنفيذ عمليات مقابل إنهاء ملاحقة الاحتلال لهم.
وتوضح المصادر، أن الأسير المذكور معتقل منذ ذلك الحين لدى الأجهزة الأمنية، وقد طلب مؤخرا إطلاق سراحه مؤقتا للمشاركة في الاحتفال بإطلاق سراح الأسير عميرة، لكنه لم يسلم نفسه للأمن مجددا كما كان متفقا عليه، حيث التجأ للبلدة القديمة التي كانت مسرح الاشتباكات والمواجهات.
وتضيف، أن الأجهزة الأمنية ولدى تدخلها لمنع إطلاق الرصاص في الاحتفال؛ استخدمت العنف واعتدت على المشاركين بما فيهم الأسير المحرر عميرة، ما تسبب باندلاع اشتباكات مسلحة ومواجهات تجددت مساء الجمعة والسبت أيضا.
وتبين المصادر، أن الاشتباكات تخللها إطلاق رصاص من المسلحين وأجهزة الأمن، إضافة لتكسير إشارات مرور وإحراق إطارات سيارات وتكسير سيارات عامة من قبل بعض المحتجين على الأمن، موضحة، أن بلدية نابلس شرعت صباح اليوم بحملة تنظيف شاملة لإزالة آثار الاشتباكات والمواجهات.
وتحدثت المصادر عن محاولات حثيثة للإصلاح وإنهاء الأزمة المتواصلة بين الجانبين، مبينة، أن الجهود أثمرت عن اتفاق أولي مساء اليوم، وهو ما يبرر حالة الهدوء التي سادت في البلدة القديمة هذه الليلة.