شبكة قدس الإخبارية

تقدير استراتيجي: سيناريوهات مستقبل حصار غزة

هيئة التحرير

غزة- قُدس الإخبارية: أوضح تقدير استراتيجي أن مستقبل الحصار يتناول ثلاثة سيناريوهات، أولها استمرار الحصار، ثانيها تخفيفه، وثالثها إنهاؤه، إلا أن معطيات الواقع الراهن ومواقف الأطراف ذات الصلة، ترجح السيناريو الأول القاضي باستمرار الحصار خلال المرحلة القادمة.

وحسب التقدير الذي أصدره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات الأربعاء فإنه لا مفر أمام حركة حماس والقوى الوطنية الفلسطينية من السعي لإنجاز المصالحة الداخلية، واستعادة العلاقة مع مصر، واستثمار العلاقات العربية والإسلامية بما في ذلك الجهدين التركي والقطري، والتحرك الفاعل على المستوى الخارجي، كآليات مهمة لمواجهة الحصار.

وبين أن السيناريو الأول يتمحور حول استمرار الحصار على حاله الراهن، أو حتى تشديده عن ذي قبل، بحيث تزداد الآلام وتتضاعف المعاناة لأهالي القطاع في مختلف المجالات، مضيفًا أنه وفق هذا السيناريو فان معبر رفح سوف يبقى مغلقًا، ولن يُفتح إلا أيامًا معدودات كل بضعة أشهر كما جرت العادة على مدار السنة الماضية، مع ما يحمله ذلك من تداعيات تمس المرضى والطلبة والقطاعات الأخرى".

فيما ستبقى القيود المشددة على حركة البضائع والمواد الأساسية ومستلزمات البنية التحتية والاحتياجات الحيوية في معبر كرم أبو سالم، بما يُبقي الوضع الاقتصادي لأهالي القطاع في الدرك الأسفل، ويفاقم الآثار الصحية والإنسانية والاجتماعية في المجتمع الغزّي.

وأما السيناريو الثاني، المتعلق بتخفيف الحصار فيتمثل في إدخال تحسينات محدودة على معايير وشروط الحصار، بما يخفف جزئيًا من ثقل المعاناة وتداعياتها الكبرى في إطار رغبة الاحتلال والمجتمع الدولي في عدم بلوغ الأوضاع في غزة مرحلة الانفجار.

وأوضح التقدير أن هذا السيناريو يتعلق أساسًا بالمعبر التجاري مع الاحتلال، بحيث يسمح بإدخال بعض السلع والبضائع والمواد الأساسية التي كانت محظورة في السابق عبر معبر كرم أبو سالم، وقد يطال الأمر معبر رفح الذي تتحكم في فتحه وإغلاقه السلطات المصرية من حيث زيادة عدد أيام فتح المعبر عن ذي قبل.

وأضاف أنه في إطار هذا السيناريو قد تنجح المبادرة التي طرحتها الفصائل بشأن معبر رفح مؤخرًا في حلّ الأزمة بين حماس ومصر من جهة، وحماس والسلطة من جهة أخرى، ما يعني حلّ مشكلة المعبر وإعادة فتحه كما كان الأمر قبل سيطرة حماس على غزة منتصف 2007، أو وفق صيغة جديدة تسهم في تخفيف المعاناة عن الأهالي.

وأما سيناريو إنهاء الحصار، فقد تنجح المفاوضات بين ”إسرائيل“ وتركيا بشأن رفع الحصار عن غزة، أو تحدث تطورات دراماتيكية بشأن الجهد الذي تتبناه بعض الأطراف من أجل إنجاز هدنة طويلة الأمد بين حماس و"إسرائيل"، أو تنجح جهود تحقيق المصالحة وتؤول السيطرة على المعابر لنفوذ السلطة المقبولة إقليميًا ودوليًا، بما يقود، بالتالي، إلى مقاربة سياسية أساسها رفع الحصار عن غزة بشكل أو بآخر في نهاية المطاف.

وبحسب التقدير، لا تتوفر أية معلومات حتى الآن حول شكل وآلية التعامل الإسرائيلي مع المعابر الأخرى مع قطاع غزة حال تدشين ممر مائي أو ميناء بحري يتم من خلاله السفر وتبادل السلع والبضائع التجارية.

وتابع "لكن الثابت أن أي ممر أو ميناء بحري يتم تدشينه سوف يصبح المعبر الأهم والجهة الأساسية للحركة التجارية والبشرية من القطاع وإليه، مع إمكانية بقاء حركة المعابر مع الاحتلال وفق الشروط والاعتبارات الإسرائيلية".

وأوصى التقدير بتطبيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي، وحلّ كافة الملفات والقضايا العالقة بما فيها ملف المعابر، بما ينزع كافة الذرائع التي تحول دون فتح معبر رفح، ورفع القيود المشددة عن المعابر التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي.

ودعا إلى تشكيل لجنة قانونية مختصة من كبار الفقهاء القانونيين على المستوى الفلسطيني والعربي، بهدف إعداد دعاوى قانونية مُحكَمة قادرة على هزيمة الاحتلال قانونيًا تمهيدًا لرفعها عبر السلطة الفلسطينية والجهات العربية والإسلامية إلى محكمة الجنايات الدولية، ابتغاء استصدار قرارات دولية بتجريم الحصار، وإخضاع قادة الاحتلال للمحاكمة

 كما طالب بتفعيل الأنشطة الإعلامية المؤثرة التي تتناول واقع معاناة أهالي قطاع غزة في ظلّ الحصار، وضخها في الإعلام الغربي والدولي بهدف التأثير في الرأي العام العالمي، بالإضافة إلى الدعوة لتنظيم فعاليات ضاغطة في المدن والعواصم الدولية الكبرى، بهدف دفع ملف حصار غزة إلى واجهة الأحداث الدولية.

مستقبل الحصار