شبكة قدس الإخبارية

(صور) حسن الصنم.. تجول بالتراث الفلسطيني حتى العالمية

رغيد طبسية

قلقيلية - خاص قُدس الإخبارية: (13 عاما) فقط كان عُمُر حسن الصنم عندما قرر العمل في ورشة الألمنيوم، وثلاثة أعوام أخرى أو أقل احتاجها الطفل ليكون فنانا وليس حرفيا وحسب، وليحمل على عاتقه ما هو أهم من مجرد الاحتراف والعمل.

ذكاء حسن بدا واضحا منذ قرر أن يجمع قمع الزجاج الصغيرة التي رماها صاحب العمل لعدم حاجتها، دون أن يحدد كيف سيستخدمها، لكنه كان متأكدا من أنه سيستفيد منها.

وبعد سنوات وجد حسن أكواماً من الزجاج لديه، فبدأ بتحويل هذه القطع التي لا تساوي شيئاً إلى أشياء ذات قيمة، وصنع منها المرايا والطاولات وغيرها، مستخدماً في ذلك أدوات بسيطة اشتراها أو صنعها بيده لتلبي حاجته.

وكان عام 2001 تتويجاً لمجهود حسن بافتتاحه معرضاً لعرض أعماله الزجاجية من المرايا والدروع التقديرية والبراويز التي كان لها شكلاً مميزاً جعل الناس تقبل على اقتناءها.

ويقول حسن، "لم أتوقف عند الزجاج وإنما أدخلت الخشب إلى عملي وبدأت بصنع أشياء تلزم المنازل مثل: علب الحلويات وعلب المحارم وأكملت عشرة أعوام في عملي وكنت أطور أعمالي شيئاً فشيئاً لتلبية احتياجات الزبائن".

تعرض عمل حسن لانتكاسة كبيرة عندما رزق بطفل يعاني من مشكلة صحية في قلبه، فاضطر بعدها لإغلاق معرضه وترك العمل والتفرغ لعلاج ولده الذي استمر عاماً كاملاً، ولكنه عاد لمهنته التي يحبها مرة أخرى وبدأ من الصفر ثانيةً، وجعل منزله ورشة للعمل إلى حين تحسن وضع ابنه الصحي.

في هذه المرحلة أصبح حسن بحاجة لترويج أعماله، فاختار موقع التوصل الاجتماعي "فيسبوك" وسيلة لذلك، ووجد أن أعماله تعجب الناس، وانهالت عليه الدعوات ففتح فروع في مدن فلسطينية، لكن هذا كان صعباً عليه وهو الذي لا يقدر على فتح معرض في مدينته حتى الآن.

ومرة أخرى يسعف حسن ذكاؤه ويبدأ بمجموعة من الجولات للمدن والقرى الفلسطينية لعرض أعماله على الناس، لكن ظلت العقبات تعترض طريق حسن في جولاته عبر مدن الضفة وقراها، فتجوله بين المدن لثمانية أشهر لم يعد عليه بشيكل واحد كما كان يتوع،

ولكن حسن لم يستسلم، فيروي، "اتصلت بي امرأة من رام الله تريد علبة حلويات، كان ثمن العلبة يعادل أجرة المواصلات التي سأدفعها للقاء تلك المرأة ولكني قررت الذهاب، فكانت الزبونة الأولى ولكنها لم تكن الأخيرة، فقد أصبح الإقبال كبيراً بعد ذلك".

خلال جولاته تعرّف حسن على حرفيين من مدن أخرى كان أكثرهم من النساء اللواتي يعملن في التطريز، فقرر حسن إنشاء جسم رسمي يجمعهم، وكانت جمعية التراث الفلسطيني والفنون التشكيلة برئاسة حسن الصنم وعضوية حرفيين من أنحاء الضفة.

ويوضح حسن، " تهدف هذه الجمعية لتسويق أعمال الحرفيين التراثية، ونجحت من خلالها في إيصال الأعمال إلى أنحاء  العالم بدءاً من محافظات الوطن ومروراً بالدول العربية وليس انتهاءً ببريطانيا وفرنسا وأمريكا"، مؤكداً على وجود اهتمام كبير بالتراث الفلسطيني على عكس ما هو متوقع من قبل الناس.

وما زال حسن يعمل في ورشته ويلتقي الزبائن في الطرق والمقاهي والمنازل خلال جولاته، ولكن إبداعه وصل العالم بأسره، ويعمل حسن حالياً على افتتاح معرض يضم أعماله الخاصة في مدينة قلقيلية.

12583674_741723212593877_588951961_n 12625639_741723225927209_523187043_n 12625831_741723215927210_1200517073_n 12625831_741723229260542_153046764_n