شبكة قدس الإخبارية

الرسالة لا تصل.. معتصم لأمه: لا تنسيني مش رح أنساكي

سماح دويك

القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: "أنا بحبك يما اشربي الدوا وخليكي قوية وما تنسيني أنا ما راح انساكي، وأنا صرت أشطر بالحساب وبوعدك آخذ الامتياز في المدرسة"، هي بضع كلمات خطتها أنامل الطفل معتصم جعابيص في رسالة كتبها لوالدته الأسيرة المصابة إسراء جعابيص، لكن هذه الرسالة لم تصل لليوم بعد.

100 يوم تقريبا مرت على احتجاز الأسيرة إسراء جعابيص (31 عاما) من غرفة العناية المكثفة إلى غرف العمليات الجراحية وختاما إلى سجن "هشارون".

وتقول منى جعابيص شقيقة إسراء، إن معتصم (8 سنوات) ابن شقيقتها علم قبل أسبوعين فقط من جدته بأن أمه أسيرة في سجون الاحتلال، ليرد بعفوية الأطفال، "أمي صارت حلوة بطل في وجها حب"، بعد أن كان قد أُبلغ طوال الأشهر الماضية بأنها تمكث في المستشفى لتلقي العلاج من الحادث الذي أصيبت إثره في وجهها.

[caption id="attachment_83451" align="alignnone" width="363"]12576261_1136311143060902_445760095_n إسراء جعابيص[/caption]

وتعرضت إسراء لحادث بتاريخ 13/تشرين أول الماضي، بعد انفجار بالون الهواء في سيارتها قرب أحد الحواجز المؤدية للقدس المحتلة، وقد زعمت شرطة الاحتلال أنها كانت تخطط لتنفيذ عملية فدائية من خلال عبوة ناسفة في سيارتها.

وبسبب ذلك الحادث، أصيبت إسراء بتشوهات وحروق في الوجه والصدر واليدين بنسبة 50%، وأجريت لها عدة عمليات جراحية تجميلية، لكن هذا لم ينقذ إسراء من آثار الحادث.

وطوال الأشهر الأربعة الماضية لم تنطفأ حنجرة معتصم من نداء أمه، مطالبا جميع من في المنزل باصطحابه إليها للمستشفى، متسائلا، "مطول العلاج؟! لسه ما خلصت؟! خذوني عندها بدي اشوفها".

وتقول منى، "في إحدى الأمسيات دخلت على معتصم وهو يشاهد برنامجا تلفزيونيا، وعرض مشهد لمهرج كان معتصم يضحك بشكل هستيري معقباً أن المهرج الذي رآه هي والدته معقبا بشبه أمي  إسراء في تهريجه"، حيث كانت إسراء قد اعتادت ممارسة التهريج في المستشفيات تطوعا لإسعاد الأطفال المرضى هناك.

12570943_1136311159727567_1141735392_n

وتبين منى لـ قُدس الإخبارية، أن الطفل معتصم وهو وحيد إسراء طالب منها إعادته لمدينة أريحا حيث كان يسكن مع أمه ووالده الذي لا يملك هوية مقدسية، حيث قال، "ما عندي حدا هون في القدس إمي مش هون".

وتضيف، "معتصم لا ينفصل عن والده ويقضي وقته معه بين حين وآخر، ولكن لظروف دراسته كونه طالب في مدرسة بالقدس فإنه يقيم مع عائلة أمه في جبل المكبر".

في المقابل؛ فإن إسراء طلبت مرات عديدة زيارة ابنها لها لرؤيته، لكن العائلة امتنعت عن ذلك لأن الطفل لم يكن يعلم بما حصل مع والدته، وبسبب التخوف عليه من صدمة بسبب الحروق التي أصابت أمه في وجهها، وكذلك تخوفا على مشاعر إسراء التي ستشاهد ابنها حينها من خلف زجاج فاصل ولن تستطيع معانقته كما تتمنى.

ووجهت محكمة الاحتلال تهمة الشروع في القتل بحق إسراء، فيما تعقب شقيقتها منى، "قتل من أنا لا أعرف! كل من كانوا في موقع الحادث هم بخير الآن ولا يوجد إصابات".

وتوضح منى، أن سلطات الاحتلال لم تسمح للعائلة بزيارة إسراء سوى مرتين، كما منعت محاميها طارق البرغوث من زيارتها لمدة شهر خلال احتجازها في المستشفى، قبل أن يراها بعد ذلك ويعلم بأن أصابع يدها العشر تم بترها.

وتضيف، "في الزيارة الأخيرة التي كانت قبل نحو أسبوعين، ظهر أن حالة إسراء شهدت تحسنا في الجانبين الصحي والنفسي، بعد أن حصلت على رعاية خاصة من الأسيرات في سجون الاحتلال، وتحديدا الأسيرة أم موسى العباسي من القدس، التي تولت الاعتناء بها وإطعامها وإلباسها ورفع سماعة الهاتف إذا سقطت عند الزيارة".

وعن اللقاء الاول تقول منى، "لم يستطع والداي تمالك نفسيهما من هول الصدمة نتيجة التغير الذي حدث في ملامح وجهها، سألوها إنت إسراء؟! فقد كان التغير واضحا على ملامح وجهها جراء خضوعها لأكثر من عملية جراحية تجميلية".

وتتابع، "كان اللقاء صعب جداً، ولكن إسراء كانت قوية وقالت إن ما حدث معها حادث وأنها غير خائفة وهي مؤمنة بأن الله نصيرها"، مبينة، "أثناء احتجاز إسراء في المستشفى كانوا يحضرون لها المرآة ويجبرونها على رؤية نفسها فيها، وقالوا لها إن عائلتها تخلت عنها وتبرأت منها".

وتشير منى جعابيص إلى أن قوات الاحتلال داهمت منزل العائلة وأخذت قياساته الخارجية والداخلية، ثم سلمتها قرارا بهدم المنزل، وأخلت عائلتي شقيقي الأسيرة من منزليهما، علما أن آليات الاحتلال هدمت عام 1998 منزل العائلة بذريعة عدم الترخيص، لكنها أعادت بناءه مرة أخرى، قبل أن يخيم شبح الهدم مجددا على العائلة.