رام الله - قُدس الإخبارية: بحال آخر عادت ذكرى اغتيال الشهيد يحيى عياش هذا العام، فالعمليات الفدائية بالدهس والطعن إضافة لعمليات القنص على أشدها، ومخاوف الاحتلال من تصعيد أكبر قائمة بقوة، وسط تراجع ملحوظ لقوة الردع.
#عياش_قادم، هكذا بدأ الفلسطينيون الهتاف إلكترونيا منذ ساعات الأمس، استعدادا لحملة موسعة عند الثامنة من مساء الثلاثاء الذي يصادف ذكرى استشهاد عياش، وقد بدأ التغريد على هذا الهاشتاغ من أنصار حركة حماس أولا ونشطاء داعمين للمقاومة، ليطرح سؤالا حول ما خلف التغريد على هذا الهاشتاغ الذي جاء في ظروف غير طبيعية.
فعياش ظل اسمه منذ أعلن عنه أول مرة مرتبطا بالعمليات الاستشهادية القائمة على الأحزمة الناسفة، وهو الأسلوب الذي انتهجته فصائل المقاومة في تسعينات القرن الماضي وحتى سنوات الانتفاضة الأولى، ما يجعل الحديث عن "عياش قادم" ملغوما بالتحذير.
فمؤخرا بدأت التسريبات والتلميحات لعودة العمليات الاستشهادية مجددا كنهج للمقاومة، فمع بداية الانتفاضة نشر الذراع الإعلامي لسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي بداية الانتفاضة الحالية، وتضمن مشهدا تمثيليا عن مراحل التحضير للعمليات الاستشهادية، مرفقا بصور لكوكبة من الاستشهاديين الذين نفذوا عمليات فدائية خلال الانتفاضة الثانية.
وتداولت مصادر إعلامية الشهر الماضي أنباء عن أن فصائل فلسطينية بينها حركة حماس اتخذت قرارا باستعادة نهج العمليات الاستشهادية، وأنها أعطت الأوامر لـ "خلاياها النائمة" في الضفة ببدأ التحضير لهذه العمليات وتنفيذها بأسرع وقت.
ورغم أن حركة حماس وكذلك ذراعها العسكري كتائب القسام التزما الصمت تجاه هذه المعلومات، إلا أن أذرع الاحتلال العسكرية تحدثت وفقا لما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن عودة هذه العمليات مسألة وقت فقط، وقد أعلنت أيضا عن كشف ما قالت إنها خلية كاملة تابعة للقسام وتضم طلاب بجامعة القدس، كانت تحضر لتنفيذ عمليات استشهادية في الأراضي المحتلة عام 1948.
وحسب المصادر الإسرائيلية، فإن الخلية المكونة من 25 شابا يقودها شاب من سلفيت عمره (24 عاما)، وقد كان على تواصل مستمر على قيادته في قطاع غزة، حيث تلقى التوجيهات لكيفية تصنيع العبوات والأحزمة الناسفة.
كما تحدثت أذرع الاحتلال عن اعتقال شابين من القدس خلال الشهر الماضي، خططا لتفجير فندق في "إيلات" انتقاما لصديقهما الشهيد فادي علون، وقد راقبا حاخامات معروفين يترددون على الفندق بهدف توجيه الضربة خلال تواجدهم فيه.
هذه الأنباء التي ترافقت مع استمرار عمليات الطعن والدهس، أثارت ذعرا كبيرا لدى الإسرائيليين الذين عبروا عن إحساسهم بفقدان الأمن الشخصي، وتراجع ثقتهم بشكل كبير في قدرة الحكومة على تحقيق الأمن لهم.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن الأجهزة العسكرية الإسرائيلية تترقب عمليات مسلحة واستشهادية ستنفذها المقاومة في الفترة المقبلة، واستهداف لشخصيات كبيرة على المستوى السياسي في "إسرائيل"، وهو ما ترافق مع اعتراف صريح بأن إنهاء موجة العمليات الحالية غير ممكن.
وقد شهد هاشتاغ #عياش_قادم اهتماما كبيرا من الفلسطينيين عبر موقعي فيسبوك وتويتر، وذلك قبيل انطلاق الحملة التي يتوقع أن تزيد من حجم التغريد والتفاعل لتصل إلى أعلى الوسوم تفاعلا عبر الموقعين في الساعات المقبلة.