شبكة قدس الإخبارية

صحف إسرائيلية: أعين التنسيق الأمني عاجزة عن وقف العمليات

هيئة التحرير

ترجمات عبرية-خاص قدس الإخبارية: من خلال متابعة الأحداث والمجريات التي تتصاعد مرة وتخفت في حين آخر، ومن خلال التحليلات التي تملأ الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية، نستطيع إدراك أن الشبان الفلسطينيين هم من يحركون الأحداث ويوجهون وتيرتها بحسب ما يرونه معقولا، وبالتالي يدرك المتابع أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي باتت تابعة وغير متحكمة بمجريات الأحدث، وباتت لا تمتلك من أمر بوصلتها أي شي.

محللون وكتاب إسرائيليون من مختلف الألوان والانتماءات باتوا يدركون أن قوات الاحتلال وأذرعه الاستخبارية مدركون تماما أن الموجة الحالية غير متجهة نحو الهدوء، على الرغم من خفوت وتيرتها خلال اليومين الماضيين، وأن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية غير قادر على وقف العمليات ضد الإسرائيليين.

فشل سياسة الجيش

المحلل السياسي بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية "ران أدليست" قال إنه "بعد انقضاء ثلاثة أشهر من موجة الهجمات الفلسطينية ضد الإسرائيليين لم يتحقق الهدوء الذي يبحث عنه الإسرائيليون، لأن استخدام الحكومة والأجهزة الأمنية أسلوب هدم منازل منفذي العمليات الفلسطينية، والانتشار العسكري المكثف بالشوارع الفلسطينية، لم يؤديا إلا إلى استمرار التدهور الأمني".

وأضاف أنه "آن الأوان لوضع القيود على الأصابع الضاغطة على الزناد من صناع القرار الإسرائيلي، لأن تهدئة الميدان هي الوسيلة الأكثر نجاعا في التعامل مع "هذه الموجة الدامية من العمليات الفلسطينية".

وتابع أدليست: "من يسأل من الإسرائيليين عن مصير ومستقبل موجة العمليات الفلسطينية أستطيع إجابته بأنها ما زالت قائمة تطعن وتدعس، وأحيانا تطلق النار، وهي مستمرة في مسيرتها بدون مشاكل.

وأشار الكاتب إلى "أن استمرار إطلاق النار من قبل الجنود وأفراد الشرطة الإسرائيليين على الفلسطينيين، الذين قد يتهمون بمحاولة مهاجمتهم، يتسبب بمزيد من التصعيد الميداني بين الجانبين، وهي محاولة من بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية لإظهار نوع من المساواة بين الطرفين من أجل تبرير إطلاق النار، حتى ينتهي التحقيق في الحادث في مرحلة لاحقة، وهو يجري في أجواء مليئة بالتحريض ضد الفلسطينيين".

وقال: إنه "بعد مرور ثلاثة شهور من عمليات الفلسطينيين، اتضح جليا أمام الإسرائيليين أن موجة العمليات ضدهم لا تتوقف، رغم سياسة الاغتيالات والتصفية للمنفذين، وحتى سياسة هدم المنازل أخفقت في القضاء على العمليات، بل إن هذه الأساليب نجحت في شيء واحد فقط، يتمثل بزيادة روح الانتقام لدى الفلسطينيين، وهو ما يرفع من مستوى التدهور الأمني، ويضاعف المخاطر على حياة الإسرائيليين".

ودعا أدليست صناع القرار السياسي والعسكري لضبط النفس أكثر في التعامل مع هذه الموجة، وعدم الانجراف خلف سياسة قتل منفذي العمليات والعمل قدر الإمكان على وقفها، كما دعا لوقف التحريض الرسمي الذي يتلقاه الإسرائيليون من الجهات الحكومية، مطالبا في الوقت نفسه بتحقيقات جادة ضد المعتدين على منفذي العمليات الفلسطينية الذين يتم إطلاق النار عليهم وإصابتهم، وطرحهم أرضا.

التنسيق لم يتوقف وسيستمر

وفي تقرير لنفس الصحيفة لمراسلها العسكري "يوحاي عوفير" قالت الصحيفة: "إن السلطة الفلسطينية تتدخل لوقف العمليات المسلحة، وتواصل التنسيق الأمني مع "إسرائيل"، مشيرة إلى أن السلطة أصدرت حكما بسجن أحد أفراد أجهزتها الأمنية عشر سنوات، لاتهامه بتهمة إطلاق النار على دورية عسكرية إسرائيلية قبل شهر ونصف الشهر في قلب بلدة سلواد على مشارف مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية".

وقال المراسل "إن الحكم غير المسبوق جاء نتيجة للتنسيق الأمني القائم بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، عقب انخراط اثنين من أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية في عمليات إطلاق نار منذ اندلاع موجة العمليات الحالية أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

وأضاف أن "الخبرة الطويلة للجيش بالهجمات المسلحة داخل الضفة تفيد بأن الانتماء للأجهزة الأمنية الفلسطينية لا يمنع أفرادها من الانخراط في عمليات مسلحة ضد الإسرائيليين، خاصة وأن أفرادها لديهم وسائل قتالية وأسلحة قد تتسبب في إيقاع خسائر بصفوف الإسرائيليين إذا استخدموها بهجمات مسلحة ضدهم. في حين هناك مخاوف لدى السلطة الفلسطينية وإسرائيل من سهولة انتقال هذه الأسلحة إلى منفذي العمليات المسلحة".

واستدرك بالقول: "إن كل هذه الأجواء التعاضدية بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية كان موجودا وبنفس الوتيرة العالية قبل وخلال هذه الهبة الفلسطينية، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل أثر ذلك في نوعية وقوة وحجم العمليات التي ينفذها الشبان الفلسطينيون، الجواب هو لا، بل إن هذه العمليات في معظمها جاءت من وراء كواليس وأعين الأجهزة الأمنية في كلا الطرفين، والمخاوف القائمة حاليا أن الفصائل التي تعارض السلطة في الضفة الغربية تعمل بنفس الأسلوب للتخطيط لعمليات أكبر وأكثر خسائر".

السلطة وفتح لن تصعدا

من جهتها، ترى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن إعلان جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك" اعتقال خلية مسلحة تابعة لحركة حماس بضواحي مدينة القدس في الأيام الأخيرة، كانت تخطط لتنفيذ عمليات (انتحارية) إشارة إلى أن منفذي عمليات الطعن بالسكاكين بصورة منفردة قد تتطور الأمور معهم إلى مرحلة العمل المنظم، بحيث يتم الانتقال إلى مرحلة مخططة لهذه الهبة الشعبية، بما في ذلك إمكانية الوصول إلى حالة الكفاح المسلح.

وقال مراسلة الصحيفة للشؤون الفلسطينية "عميرة هيس": إن "احتمالات انتقال الأحداث الفلسطينية الجارية إلى المرحلة المنظمة المسلحة تبدو ضعيفة جدا، فالسلطة الفلسطينية وحركة فتح ليستا معنيتين بذلك البتة، وهما تجدان صعوبات في ترميم شعبيتهما داخل الرأي العام الفلسطيني"، بحسب قولها.

وأضافت أن "التنظيمات الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية غير قادرة على تنفيذ مثل هذه العمليات المسلحة، أما حركة حماس فهي غير مقتنعة بالاستمرار في البعد الشعبي غير المسلح لهذه المواجهات مع الإسرائيليين".