فلسطين المحتلة-قدس الإخبارية: سعت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول لإطلاق سراح القيادي في حزب الله اللبناني سمير سامي القنطار (54 عاما) لاغتياله، وفشلت عدة مرات في الوصول إليه، حيث كان في كل مرة ينجو بأعجوبة من صواريخ الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن وصلت إليه صباح اليوم في عملية معقدة تمت بواسطة صواريخ عابرة استهدفت المبنى الذي كان بداخله مع عدد من قادة الحزب في ريف العاصمة السورية دمشق.
عاش سمير القنطار ثلثي حياته في سجون الاحتلال الإسرائيلي عقب اعتقاله وزميله في جبهة التحرير الفلسطينية عقب العملية الفدائية التي نفذوها برفقة اثنين آخرين من الجبهة في مدينة نهاريا الفلسطينية المحتلة عام 1979.
[caption id="attachment_80878" align="alignleft" width="268"] الشهيد سمير القنطار في صفوف جبهة التحرير الفلسطينية[/caption]انضمامه للمقاومة الفلسطينية
انضم القنطار لجبهة التحرير الفلسطينية وهو في الرابعة عشرة من عمره ليكون فارسا من فرسان المقاومة الفلسطينية، وما ان التحق بمعسكرات التدريب التابعة للجبهة حتى ترأس مجموعة فدائية انطلقت من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي عمق الاحتلال الإسرائيلي تمكن ورفاقه من تنفيذ عملية فدائية قتل فيها 6 إسرائيليين على الأقل وجرح العشرات قبل ان تتمكن قوات الاحتلال من اعتقاله والحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
ولد سامي القنطار عام 1962 في بلدة عبيه الجبلية من أسرة لبنانية مناضلة، وانتمى لصفوف جبهة التحرير الفلسطينية في العام 1976، والتحق بمعسكرات التدريب في الجبهة، حتى تم اختياره بناء على رغبته هو واثنان من رفاقه لتنفيذ عملية عبر الحدود الأردنية في منطقة بيسان داخل فلسطين المحتلة، إلا أن السلطات الأردنية ألقت القبض عليه ورفاقه أثناء توجههم للحدود وسجن لمدة ثمانية أشهر وأطلق سراحه.
عاد القنطار إلى لبنان وصمم على النزول بعملية نهاريا البطولية في 22 نيسان 1979 حيث أشرف على هذه العملية أمين عام الجبهة الشهيد القائد ابو العباس ورفيق دربه سعيد اليوسف.
بتاريخ 22 نيسان 1979 نفذ عملية جمال عبد الناصر مع ثلاثة ممن رفاقه هم: (عبد المجيد اصلان) و(مهنا المؤيد) و(احمد الابرص)، وكان القنطار قائد العملية برتبة ملازم في جبهة التحرير الفلسطينية، اخترقت المجموعة رادارات الاحتلال وترسانة أسلحته منطلقة من شاطئ مدينة صور بزورق مطاطي صغير من نوع (زودياك) معدل ليكون سريعا جدا، وكان هدف العملية الوصول الى مستوطنة نهاريا واختطاف رهائن من جيش الاحتلال الاسرائيلي لمبادلتهم بمقاومين معتقلين في سجون الاحتلال.
العملية حينها أدّت إلى مقتل 6 جنود بجيش الاحتلال الإسرائيلي واعتقل على إثرها سمير القنطار لمدة سبعة وعشرين عاما لينال خلالها وسام عميد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية.
عملية نهاريا
[caption id="attachment_80879" align="alignleft" width="300"] مجموعة القنطار قبيل تنفيذهم عملية نهاريا[/caption]المميز في عملية نهاريا أن المجموعة استطاعت اختراق حواجز الأسطول السادس واخفوا الزورق عن الرادار وحرس الشاطئ، وبدأت العملية في الثانية فجرا واستمرت حتى ساعات الصباح، ووصلت المجموعة الى شاطئ نهاريا حيث يوجد أكبر حامية عسكرية تتكون من الكلية الحربية ومقر الشرطة وخفر السواحل وشبكة الإنذار البحري ومقر الزوارق العسكرية الاسرائيلية شيربورغ)، واقتحمت المجموعة إحدى البنايات العالية التي تحمل الرقم 61 في شارع جابوتنسكي وانقسمت المجموعة الى اثنتين، واشتبكوا في البداية مع دورية للشرطة وحاولوا الدخول الى منزل يملكه (امون سيلاع) يقع على الشاطئ مباشرة، وبعد ذلك اشتبك أفراد العملية مع دورية لشرطة الاحتلال فقتل الرقيب (الياهو شاهار)، وبعدها استطاعت المجموعة اسر عالم الذرة الاسرائيلي (داني هاران) واقتادوه الى الشاطئ".
المعركة الرئيسية وقعت عندما حاول القنطار الاقتراب من الزورق وفي هذه المعركة استشهد أحد رفاقه واصيب رفيقه الآخر بجراح بالغة كما أن القنطار أصيب هو الآخر بخمس رصاصات في انحاء جسده كافة، وبعد ان استقدمت قوات العدو وحدات كبيرة من الجيش دارت اشتباكات عنيفة على إثر احتماء سمير وراء الصخور، ونجح في إطلاق النار على قائد قطاع الساحل والجبهة الداخلية الشمالية في الجيش الاسرائيلي (يوسف تساحور) حيث جرح بثلاث رصاصات في صدره ونجا بأعجوبة، وكانت الحصيلة النهائية للعملية 6 قتلى من بينهم عالم الذرة داني هاران واثنا عشر جريحا.
أطلق سراح القنطار عام 2008 في عملية تبادل لجنود إسرائيليين أسرهم حزب الله خلال عملية "الوعد الصادق" عام 2006.
اغتياله
[caption id="attachment_80880" align="alignleft" width="268"] المبنى الذي كان يتواجد فيه القنطار[/caption]تردد اسم سمير القنطار في المؤسسات والمحافل العسكرية والأمنية الإسرائيلية مرات عديدة، وكان ينظر إليه أنه أحد أركان المقاومة في الجولان المحتل إلى أن استهدفته قوات الاحتلال في غارة على مدينة جرمانا السورية بريف دمشق الجنوبي.
وقالت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري: "إن طائرات إسرائيلية حلقت، عند العاشرة والنصف من مساء أمس السبت، فوق بحيرة طبريا، وأطلقت صواريخ بعيدة المدى موجهة نحو المنزل الذي يقطنه القنطار، ما أدى لتدمير المنزل واستشهاد القنطار فورا جراء الغارة.
لكن محللون عسكريون إسرائيليون، أشاروا إلى استهداف المنزل بصواريخ أرض – أرض من العمق الإسرائيلي أو من القواعد العسكرية في الجولان السوري المحتل.