من غير الممكن تجاهل الدور الخطير الذي مارسه العملاء طوال العقود الماضية في ضرب المقاومة وإفشال عملياتها قبل تنفيذها، أو كشف المنفذين بعد أن وجهوا ضرباتهم للاحتلال واستعدوا لتنفيذ أخرى، هذا عدا عن دورهم في تسهيل وصول الاحتلال لقيادات عسكرية بارزة ثم اغتيالها.
واستمرارا لسلسلة الوعي الأمني التي نشرت شبكة قدس الإخبارية جزأين منها سابقا هما، "المستعربون"، و"الاعتقال"، ننشر اليوم بحثا عن التخابر وأساليب الإسقاط، أملا في تحصين الشباب الفلسطيني والقاصرين من إسقاطهم في وحل التخابر، وتحجيم هذه الظاهرة التي أوجعت قلوب الفلسطينيين لزمن طويل.
* تعريف التخابر في القانون: اتصال شخص بممثلي دولة في حالة حرب مع الوطن من أجل مساندة مشروعات أو أعمال لهذه الدولة اضرارا بالوطن. وهي جريمة مخلة بامن الدولة من الخارج.
أما التخابر مع دولة الاحتلال أو ما يعرف بالاسقاط: فهو ان ينقل العميل معلومات عن اشخاص ومعلومات عن المقاومة الى الجهات الأمنية الإسرائيلية (وغالبا يكون الجهاز المختص بالتواصل مع العملاء هو "الشاباك")، ما يلحق الاذى بالمجتمع الفلسطيني على مستوى فردي او مستوى مقاومة.
شغف الاحتلال لتجنيد العملاء ينبع من ايمان أجهزته الأمنية باهمية العنصر البشري على الارض في تسهيل الوصول للمعلومات اللازمة بوقت قصير جدا، حيث ان نفس المعلومات قد تحتاج الى اشهر للوصول اليها بدقة دون عميل، وهذا ما أقر بها مسؤولون عسكريون كبار في "إسرائيل".
* أنواع التخابر:
- التخابر المباشر: يكون العميل على اتصال مباشر مع احد ضباط المخابرات وينقل له المعلومات اللازمة ويقوم بمهمات معينة.
- التخابر غير المباشر: (العميل لا يعلم أنه عميل) يقوم الشخص بمهام لصالح شخص آخر اعتقادا أنه يقدم خدمة لجهة فلسطينية أو مقابل المال، ولا يعلم ان هذه المهام صادرة عن جهاز المخابرات وان الشخص الذي يعمل لصالحه عميل ومثال ذلك: أن ينشر بعض الاشخاص شائعات هدفها خلق الفتن وزعزعة الامن في المجتمع
* أساليب الإسقاط: منذ تأسيس جهاز المخابرات الإسرائيلي بكافة فروعه (اُمان ، الموساد ، الشاباك) وحتى اليوم، تغيرت وتطورت طرق واساليب الاسقاط، وهنا سنركز على اهم الطرق الحديثة التي يتبعها جهاز المخابرات الإسرائيلي، حيث بقي أهم ورقة رابحة بيد هذه الأجهزة وهي العنصر البشري.
تجدر الإشارة إلى أن إسقاط أي شخص يأتي بعد دراسة وتحليل شخصيته لتحديد الطريقة المناسبة للدخول لهذا الشخص واسقاطه (نقاط ضعفه)، وبعد تحديد ما إذا كان هذا الشخص قابلا للتخابر، وإن كان مجديا بالفعل تسليمه هذه المهمة، فإن المخابرات تلجأ لأساليب عديدة بهدف إسقاطه:
- الاستدعاء: يتم استدعاء العديد من قبل (ضابط المنطقة) وخاصة فئة الشباب، ثم يعرض الضابط العمالة مع المخابرات وتكون بصياغات متذاكية غير مباشرة للتخفيف من وقع العرض الخياني نفسيا على المستدعى مثل، ((التعاون)) .. ((المساعدة)) .. ((الصداقة)) .. الخ.
** انتبه! يجب أن يكون ردك على عرض العمالة حاسما وحازما بالرفض وعدم قبول الخوض في التفاصيل، مما ينهي محاولة ضابط المخابرات ويقتلعها من جذورها، بينما تلعثمك في الرد على العرض يبقي منفذا للضابط للضغط عليك أو محاولة إغرائك وإقناعك.
- الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي: مع زيادة انفتاح الانترنت على العالم وبعد دخول ثورة الإعلام الجديد المتمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتوتير وغيرها، نشطت مخابرات الاحتلال في استدراج بعض الشباب والفتيات لوحل التخابر مستغلة غياب الثقافة الفكرية والاجتماعية والعلمية.
تبرز هنا حسابات وهمية يتواصل أصحابها مع بعض الشبان بهدف تجنيدهم، أو على الأقل فإنهم يرصدون نشاطات الشبان وكتاباتهم وقناعاتهم وعلاقاتهم الشخصية واهتماماتهم من خلال حساباتهم الشخصية، ويتيح لهم ذلك الوصول إلى نقطة ضعف فريستهم ثم اصطيادها بأساليب مختلفة، منها النقطة التالية.
- الاغراء الجنسي: يعد الموضوع الاكثر سخونة وسهولة في اجتذاب الشباب (خاصة المراهقين والعازبين الذين تمنعهم ظروفهم المالية من الزواج)، بسبب شغفهم الدائم للجنس في ظل غياب الوعي عندهم، وقد بدا لافتا في السنوات الأخيرة إسقاط العديد من الحالات في وحل التخابر بالدمج بين الجنس ومواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تكليف فتيات بالتواصل مع بعض الشبان وتصويرهم في أوضاع مخلة بالأدب، ثم تهديدهم وابتزازهم، أو أحيانا إغراؤهم للتواصل مع الفتاة شخصيا في مكان ما، وهناك يتم اعتقالهم والتعامل معهم.
- الاغراءات وعروض تحقيق الاحلام: يتم عرضها على الشخص المراد اسقاطه عادة بطريقة غير مباشرة من جهاز المخابرات، وغالبا ما تتم من قبل عميل اخر ويكون العرض مشروطا بانجاز مهمة معينة.
مثلأ: يعرض العميل فرصة للعلاج بالخارج او السفر للعمل على الشخص مقابل ان يقوم هذا الشخص باعطائه معلومات معينة قد تبدو له بسيطة وغير مهمة ولكن في الحقيقة يكون قد سقط في وحل العمالة.
- الضغط والتهديد: هذا الاسلوب يتم مباشرة من قبل جهاز المخابرات من خلال الضغط على الشخص وتهديده اثناء التحقيق والاعتقال، كأن يتم تهديد الشخص بالحاق الاذى بعائلته أو ابتزازه بمعلومات سابقة يحتفظ بها جهاز المخابرات عن الشخص.
** تذكر دائما:
- اهم المداخل لجهاز المخابرات: المال .. الجنس .. العائلة، لذلك تجنب دائما تذمرك من قلة المال او شغفك للجنس حتى امام المقربين لك، ومهما كانت ظروف كن على يقين بانه ليس هناك مبرر لوقوعك في وحل العمالة للعدو وخيانة الوطن.
- كل الإغراءات والوعود التي سيقدمها لك الضباط سواء كانت مكافآت مادية أو تصاريح عمل داخل الأراضي المحتلة، ليست سوى أكاذيب ووعود وهمية ستحرم منها عند أول فرصة، وقد سبق أن فر عملاء إلى الأراضي المحتلة بعد اكتشاف أمرهم فكان مصيرهم السجن أو الإقامة غير الشرعية وبشكل سري في مكان غير صالح للحياة البشرية.
- معلومة بسيطة منك قد تكون سببا في إراقة كثير من دماء اطفال أو مقاومين يدافعون عن حريتنا وكرامتنا، والمعلومة الأولى التي قد تقدمها بلا قصد للعميل أو للضابط ستكون فاتحة لسيل من المعلومات سيجبرونك لاحقا على تقديمها، ولذلك تجنب تقديم أي معلومة تظن ولو نسبيا بأنها قد تؤذي شخصا آخر حتى لمن تعتقد أنهم محل ثقة لك، "فمن مأمنه يؤتي الحذر".
إعداد: جبهة العمل الطلابي التقدمية – جامعة النجاح تحرير: شبكة قدس الإخبارية