رام الله – خاص قُدس الإخبارية: أثار الخبر الذي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن قرب وصول بعثة دبلوماسية إسرائيلية لافتتاح مفوضية معتمدة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في أبوظبي، موجة من الانتقادات الحادة ضد إجراءات الدولة الخليجية التطبيعية التي تجمعها بالاحتلال الإسرائيلي.
وبين الخبر الذي نشرته "هآرتس" اتفاق الإمارات مع "إسرائيل" لدعم ترشيح أبوظبي في 2010 لكي تستضيف المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في الإمارة، مقابل عدم اعتراض الامارات أو منعها لأي نشاط أو زيارة للوفود الإسرائيلية إلى الإمارات في أي وقت لاحق.
وعلى الرغم من وجود قانون إماراتي يجرم التطبيع والتعامل مع الاحتلال، بالإضافة إلى التزام الإمارات ببنود المبادرة العربية التي تنص على عدم السماح بالتطبيع مع الاحتلال أو السماح باستقبال أي جواز سفر إسرائيلي طالما لم تمنح "إسرائيل" الشعب الفلسطيني كافة حقوقه، فإن الدولة الخليجية تملك علاقات يمكن وصفها بالجيدة تجمعها مع "إسرائيل" على المستوى السياسي.
وترصد شبكة قدس الإخبارية في هذا التقرير تطور للنشاطات التطبيعية التي جرى الإعلان عنها بين الدولتين منذ عام 2009، وتحديداً بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الأول على قطاع غزة مطلع ذلك العام.
مباشرة وبعد نهاية العدوان الذي أودى بحياة قرابة الألف فلسطيني. منحت الإمارات لاعب تنس إسرائيلي تأشيرة دخول للمشاركة في بطولة دبي للتنس، وفق ما كشفت صحيفة الجارديان البريطانية في حينه.
لحق ذلك رفع علم "إسرائيل" بشكل رسمي في أبوظبي خلال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وذلك بمشاركة مسؤولين إسرائيليين حسب ما أعلنت بي بي سي في حينه كذلك، وهي الوكالة ذاتها التي رعت الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي لفتح مكتب التمثيل في أبوظبي.
ولكن الحدث الأبرز في مسلسل التطبيع مع الاحتلال كان في أوائل 2010، حين أصبح وزير البنية التحتية الإسرائيلي حينها عوزي لنداو، أول وزير إسرائيلي يزور الإمارات رسمياً وعلنياً. ويعد لنداو من أبرز قيادات حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان صاحب المواقف شديدة التطرف والداعية لقتل الفلسطينيين وإبادتهم وطردهم.
بعد ذلك بثلاثة أيام، نفذت وحدة إسرائيلية عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح داخل فندق في دبي، وقد تبع ذلك إطلاق رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان تصريحات هاجم فيها "إسرائيل" بشدة". لكن رغم الانتهاك الإسرائيلي الصارخ لسيادة الإمارات، إلا أن الأخيرة استضافت بعد أقل من عام وتحديدا في كانون أول/2010 فريق سباحة إسرائيلي، وفقا لقناة بي بي سي العربية.
وكانت الكويت قد أعلنت مقاطعتها لمؤتمر حول الطاقة عقد بالإمارات في كانون ثاني/2014 إثر مشاركة وزير الطاقة الإسرائيلي سلفان شالوم في فعالياته، علما أن شالوم أطلق تهديدات عديدة ضد غزة خلال تلك الفترة والفترة التي تلتها، وصولاً إلى العدوان على غزة العام الماضي، والذي استمر لـ 53 يوما وأودى بحياة الآلاف.
وفي أواخر العام 2014 كشفت صحيفة "هآرتس" عن افتتاح خط جوي سري وخاص بين دولة خليجية وإسرائيلي، ووفق المصدر نفسه الذي أوردته "هآرتس" فإن تلك الدولة هي الإمارات.
لاحقاً أشار موقع " ميدل إيست آي" البريطاني في تحقيق له عن تعاقد الإمارات مع شركة آي جي تي الإسرائيلية لتركيب أنظمة مراقبة لحماية المواقع في أبوظبي، مرجحا أن تكون الشركة على علاقة مباشرة بالرحلات الجوية السرية بين الدولتين.
وبرزت كذلك أخبار عن وجود تعاقد بين صحف إماراتية حكومية وشركة الحماية تلك منذ العام 2008، لكن دون إيراد أي تأكيدات عن ارتباط التعاقد هذا بدولة الاحتلال.
أما ويكلكس ووثائقها المسربة فقد كشفت عن وجود علاقة شخصية قوية تجمع بين وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد ووزيرة الخارجية الإسرائيلية -وقت التسريب- تسيبي ليفني، علما أن ليفني هي نائبة تجمع "المعسكر الصهيوني" الذي نتج عن تحالف حزب الحركة مع حزب العمل، وفشل بعد ذلك في الفوز بانتخابات الكنيست خلال آذار الماضي.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد نشرت مقالاً لتوماس فريدمان كشف فيه عن أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قد وجه خطاباً عبر الأقمار الصناعية لعدة ممثلين من حكومات عربية واسلامية أثناء تواجده في الإمارات خلال تشرين ثاني/2013.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية ما ذكره فريدمان في مقاله، وأضافت عليه أن بيريز خاطب ممثلي 29 دولة عربية وإسلامية من بينهم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكدت الصحيفة أيضاً أن بيريز تواجد في الإمارات أثناء الاجتماع، وأن الإمارات هي من رتبت لهذا الاجتماع. ورغم حجم هذا الادعاء وخطورته لم يصدر أي نفي من أي جهة رسمية في إشارة إلى صدق ما جاء في التقريرين المذكورين.
تجدر الإشارة إلى أن الإمارات تمنع منذ جريمة اغتيال المبحوح حملة جواز السفر الفلسطيني من دخول الإمارات، وقد شاهد فلسطينيون دخلوا الإمارات بالجواز الأردني علم فلسطين مدرجا في قائمة الجنسيات الممنوعة من دخول الإمارات وكانت هذه القائمة في مطارات إماراتية.