شبكة قدس الإخبارية

الديموقراطية تدعو لتصعيد الانتفاضة وتتهم السلطة بمحاولة إضعافها

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة-قدس الإخبارية: قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: "إن الهبة الجماهيرية للانتفاضة ليست مجرد رد فعل على حدث، وما حققته حتى الآن يعزز القناعة بجدواها وتصعيدها لتتحول إلى انتفاضة شعبية شاملة".

وأضافت في بيان لها اليوم الثلاثاء أن "قطاعات وشرائح اجتماعية مازالت مترددة في استمرار الهبة، خوفا من مصالحها الضيقة"، مشددة على أن "السلطة لم ترتقِ بسياستها إلى مستوى الهبة، وهي تحاول وقفها والحيلولة دون تصاعدها".

وبينت الجبهة أن "الهبة سلطت الضوء على حقائق سياسة السلطة التي تعكس بنيتها الاجتماعية، وتعبر عن مصالحها الضيقة"، مؤكدة أنها "فتحت أفقاً جديداً للصراع المزدوج ضد الاحتلال والاستيطان من جهة، وضد سياسات القيادة الرسمية والسلطة في كل من الضفة والقطاع من جهة أخرى".

ولفتت إلى أن سرعة انتقال الهبة إلى مناطق الــ 48 أكدت وحدة حقوق الشعب الفلسطيني ومصيره وأعادت الاعتبار للبرنامج الوطني الفلسطيني الموحد داعية القوى الوطنية لتعبئة القوى وزجها للانخراط في الهبة وتوسيع المشاركة فيها مشددة ان تحويل الهبة إلى انتفاضة يتطلب إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة وطنية موحدة تكون مركزها القيادي، وتبني سياسة جديدة تطبيقاً لقرارات المجلس المركزي في دورته الأخيرة.

وتابعت الجبهة في بيانها أن المهمة الرئيسية للقوى الوطنية هي بتعبئة القوى وزجها للانخراط في الهبة وتوسيع المشاركة فيها، مؤكد على أن تحويل الهبة إلى انتفاضة يتطلب إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة وطنية موحدة تكون مركزها القيادي، وتبني سياسة جديدة تطبيقاً لقرارات المجلس المركزي في دورته الأخيرة.

ورأت الجبهة أن "الهبة الشعبية" لم تكن مجرد رد فعل على حدث عابر، بل جاءت نتيجة تراكم عدد من العوامل والأزمات، في سياق تعاظم المخاطر على القضية الفلسطينية، يفعل استفحال التوسع الاستيطاني، وتفاقم عدوان المستوطنين، وجيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وانسداد الأفق أمام حل سياسي يستجيب للحد الأدنى من الحقوق الوطنية، في ظل حالة من الانقسام السياسي المدمر، وتدهور مستمر في الأوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية.

وأكدت على أن "أولى ثمار الهبة الشعبية كانت نجاحها في فرض تراجع إسرائيلي ــ ولو مؤقتاً ــ عن مخطط التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، وفي إعادة الاعتبار، نسبياً، لمكانة القضية الفلسطينية على جدول الأعمال الإقليمي والدولي، بعد أن تراجع الاهتمام الدولي بها لصالح أولويات أخرى في المنطقة".

وأضافت أن "هذا الإنجاز يعزز القناعة بجدوى الهبة الشعبية وأهمية استمرارها وتصعيدها حتى تتحول إلى انتفاضة شعبية شاملة تجسيداً لخيار المقاومة الشعبية، الذي يشكل المحور الرئيسي لاستراتيجية وطنية بديلة، قادرة على بناء معادلة جديدة لتوازن القوى، يفتح الآفاق لإنهاء الاحتلال عبر عملية سياسية جادة، تستند إلى مرجعية قرارات الشرعية الدولية والالتزام الإسرائيلي بمتطلباتها، وفي مقدمتها وقف الاستيطان، وفي إطار مؤتمر دولي يؤمن رعاية دولية جماعية، بديلاً لصيغة المفاوضات الثنائية العقيمة برعاية أميركية منفردة ومنحازة لإسرائيل".

وبينت الجبهة أنه على الرغم من أهمية الدور المميز للشباب في تفجير الهبة، إلا أن التعاطف الشعبي معها لم يتحول بعد إلى انخراط مباشر فيها، من قبل قطاعات اجتماعية واسعة، باعتبار أن هذا الانخراط هو الذي يضمن استمرارية زخم (الهبة) ويشكل العنصر الرئيسي لانتقالها إلى مرحلة الانتفاضة الشعبية.

وانتقدت الجبهة سياسة القيادة الرسمية التي "مازالت تماطل في تعاملها مع الهبة الشعبية وتسلك بذلك سلوكاً مزدوجا، من خلال صوغ خطاب سياسي وكأنه خطاب جديد يتناغم مع "الهبة" ومع الغضب الشعبي (..) دون أن يتحول هذا الخطاب إلى خطوات وسياسات عملية ترتقي إلى مستوى الحراك الشعبي، وبحيث تلتزم قرارات الدورة الــ27 للمجلس المركزي بما فيه وقف العمل بالتنسيق الأمني مع الاحتلال".

كما انتقد التقرير محاولات السلطة "الاستثمار السياسي قصير النظر لهذه الهبة بهدف تحريك المساعي الأميركية الهادفة لتوفير الأجواء السياسية لاستئناف المفاوضات الدائرة حول نفسها".

ورات الجبهة أن القيادة الرسمية تتعامل مع الهبة "من موقع المسايرة على مضض مع المحاولات المتواصلة لوقفها والحيلولة دون تصاعدها، لأن هذا من شأنه، أن يضع هذه القيادة في مواجهة خيارات صعبة تتعارض مع رؤيتها السياسية ومع مصالحها البيروقراطية الضيقة ومصالح تحالفاتها الطبقية مع رجال المال والأعمال وتحالفاتها العربية"، على حد قولها.

وخلص البيان إلى التأكيد أن "الهبة جاءت لتسلط الضوء أكثر فأكثر على الحقائق السياسية المترددة للقيادة الرسمية انعكاساً لبنيتها الاجتماعية وتعبيراً عن مصالحها الضيقة".

وختمت الجبهة بيانها بالقول "إن الهبة الشعبية محطة تاريخية في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، توفر فرصة استثنائية لصد وافشال سياسات الاحتلال التوسيعية بالاستيطان والتهويد، وأيضاً للخروج من نفق أوسلو ونهج المفاوضات العقيمة، ويكتسب استمرارها وتوفير شروط تطورها إلى انتفاضة شعبية شاملة أهمية قصوى لفتح آفاق حقيقية أمام حلول الشرعية الدولية، والخلاص من الاحتلال.