شبكة قدس الإخبارية

القدس تنتظر زفة شهدائها

هنادي قواسمي

القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: للأسبوع الثّاني على التّوالي نظّم أهالي جبل المكبر مسيرة للمطالبة بالافراج عن جثامين الشّهداء الفلسطينيين المحتجزة لدى سلطات الاحتلال حتى اليوم. شارك في المسيرة التي انطلقت من مسجد الصّالحين في البلدة باتجاه حاجز الشيّخ سعد عشرات الفلسطينيين، منهم الأطفال، رافعين صور الشهداء ومطالبين بالافراج عنهم.

وردد المشاركون هتافات مثل: "خلي الشّهيد بدمه .. ألف تحية لأمه"، و"ويا علاء ويا مغوار، بالبلطة أخذنا بالثار". وقد سبق أن نظم أهالي جبل المكبر الجمعة الماضية مسيرة مشابهة انطلقت باتجاه أحد الحواجز الاسمنتية التي وضعتها سلطات الاحتلال على مداخل البلدة، وانتهت يومها بالقمع بواسطة قنابل الغاز والصّوت.

وفي حديث مع قُدس الإخبارية، أوضح المحامي محمد محمود، والذي يتابع قضية تسليم الجثامين في مدينة القدس، بأن المستشار القضائي للنيابة الإسرائيلية العامّة طلب مؤخراً من أجهزة المخابرات الإسرائيلية تقدير موقف حول رأيهم من تسليم جثامين شهداء مدينة القدس، وأن الأخيرة ردّت بأنها "لم تعد ترى مانعاً من تسليم الجثامين".

وبين المحامي محمود بأن هناك تغير في موقف المخابرات مؤخراً وأنها أصبحت تميل أكثر إلى موقف وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون والذي عبّر عن عدم اقتناعه بأن احتجاز الجثامين سيؤدي إلى ردع الفلسطينيين، وذلك عكس موقف وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان الذي يرى ضرورة استمرار احتجازها.

وفيما يتعلق بالاجراءات القانونية أضاف المحامي محمود بأنه تم تقديم 5 دعاوى تمهيدية للنيابة العامّة للمطالبة بالافراج عن جثامين الشّهداء ولكنها رفضت كلّها. ويرفض المحامي محمود أن يتم التوّجه للمحكمة العليا في هذا الشّأن لأن موقف المحكمة لن يكون لصالح تسليم الجثامين غالباً.

وفي حال أقرت المحكمة باستمرار احتجاز الجثامين أو حتى قالت إن الأمر ليس من اختصاصها القضائي ولن تنظر فيه فإن ذلك بحد ذاته يعتبر "انجازاً" للجهات الأمنية الإسرائيلية، لأنه يوفر لها الغطاء القضائي للاستمرار في سياسة احتجاز جثامين الشّهداء الفلسطينيين.

أما أهالي الشّهداء، فما زالوا ينتظرون لحظة القاء نظرة الوداع على أبنائهم ودفنهم كما يليق بهم. محمد عليان، والد الشّهيد بهاء عليان، قال في حديثه مع الشبكة بأن غير مطمئن للظروف التي تحتجز فيها جثامين الشهداء في معهد أبو كبير للطب العدلي في تل أبيب، وغالباً ما تكون في درجات حرارة باردة جداً.

وشدد عليان على أن أهالي الشّهداء ما زالوا يفتقدون "العمل الجديّ والحقيقي من قبل المستوى السّياسي الفلسطيني باتجاه الضغط من أجل الإفراج عن الجثامين"، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بكل الشّهداء وأهاليهم، ذاكراً منهم الشهيد مهند العقبي من حورة في النقب المحتل، والذي "لا يسأل عنه أحد" بحسب تعبير عليان.

وفي حديث مع معاوية أبو جمل، وهو شقيق الشهيد غسان أبو جمل، وابن عم الشّهيدين علاء وعدي أبو جمل، عدد جملة من الاجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضدّ عائلة أبو جمل، فعدا عن هدم البيوت وصبّها بالباطون، فإن أقارب الشّهداء قد فقدوا أعمالهم نتيجة تحريض شرطة الاحتلال عليهم لدى أرباب العمل الإسرائيليين.

ويذكر أبو جمل أنهم توجهوا للمحكمة الإسرائيلية من أجل السّماح لهم بإزالة آثار تفجير بيت الشهيد غسان أبو جمل، لكن قرار المحكمة هو الرفض حتى هذه اللحظة، معتبرةً أن "عامل الرّدع الذي يحققه هدم البيوت يجب أن يبقى ماثلاً أمام عائلات الشّهداء، ومتمثلاً في ركام هذه البيوت".

أما فيما يخص جثامين الشهداء، يلفت أبو جمل الانتباه إلى الأثر النّفسي الذي يحاول الاحتلال تركه في أهالي الشّهداء، قائلاً، "مجرد احتجاز الجثامين هو عقاب للأهالي الشهداء، مثلاً خالتي والدة علاء، في بعض اللحظات تتخيل بأن علاء مريض في المستشفى وأنها تنتظر عودته إلى البيت".

تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز حتى اليوم جثمان 31 شهيداً من القدس والضفة، منهم 11 شهيداً من القدس، من بينهم 4 شهداء من بلدة جبل المكبر. وسيواصل أهالي الشّهداء نشاطهم للمطالبة بالإفراج عن جثامين أبنائهم، إذ تنظم يوم غد السبت وقفة احتجاجية عند باب الأسباط في القدس المحتلة.

والشهداء المحتجزة جثامينهم من القدس هم، ثائر أبو غزالة واسحق بدران ومحمد محمد علي ومصطفى الخطيب وحسن مناصرة وبهاء عليان وعلاء أبو جمل وأحمد أبو شعبان ومعتز عويسات وأحمد قنيبي ومحمد نمر، ومن الخليل، فضل القواسمة وحمزة العملة وسعد الأطرش وعز الدين أبو شخيدم وشادي القدسي وهمام اسعيد وإسلام عبيدو وفاروق سدر ومهدي المحتسب ومالك الشريف وفادي الفروخ وثروت الشعراوي وباسل سدر.

ويحتجز الاحتلال من النقب المحتل الشهيد مهند العقبي، ومن جنين، أحمد أبو الرب وصادق غربية ومن رام الله، سليمان عادل شاهين ومحمد منير صالح وشادي فتحي مطرية، بالإضافة لشهيدة من قلقيلية هي رشا محمد عويصي.