القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: لم يكن الشاب محمود سعيد عليان (20 عاما) يعلم أن نهاية هذا اليوم لن تكون كما بدايته، عندما خرج من المنزل صباحا متوجها نحو مقاعد الدراسة في الكلية العصرية برام الله، ثم خرج للمشاركة في مسيرة قرب مستوطنة "بيت إيل" في ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات.
رصاصة واحدة من النوع المعدني المغلف بالمطاط، والذي يعتبره الاحتلال أقل خطورة من الرصاص الحي، أصابت محمود في الجهة اليسرى من رأسه، نقل على إثرها لمجمع فلسطين الطبي برام لتلقي العلاج، قبل أن تعلن مصادر طبية عن دخول محمود في غيبوبة نتيجة إصابته التي وصفت بأنها خطيرة.
محمود عليان من بلدة عناتا الواقعة شمال شرق القدس المحتلة، عاش يتيما بعد وفاة والده في وقت مبكر من عمره، وتمثل إصابته حسرة مضاعفة في قلب والدته التي رزقت به بعد 40 عاما من الانتظار، حيث أصيبت بصدمة عصبية بعد وصول النبأ، واتصلت بابنها عدة مرات للتأكد من أن الخبر ليس سوى كذبة، لكن الهاتف كان مغلقا دائما.
وقالت مصادر طبية لـ قُدس الإخبارية، بأن محمود أصيب برصاصة استقرت في رأسه من الجهة اليسرى وتسببت بدخوله في غيبوبة، بعد أن هشمت جزءا من جمجمته وأدت لتلف في الدماغ، ما يستدعي إجراء عملية خاصة له، لكن ذلك غير ممكن بسبب دخوله في غيبوبة، حيث يشكل إجراؤها وهو في هذه الحال خطرا حقيقيا على حياته.
وتؤكد المصادر، أن الرصاص المطاطي الذي يستخدمه الاحتلال بشكل مستمر في قمع المظاهرات والاحتجاج، يصبح خطيرا جدا ويشكل تهديدا لحياة الإنسان في حال كانت الإصابة به من مسافة تقل عن 40 مترا، وهو ما حدث مع عليان الأربعاء الماضي.
وأفادت مصادر عائلية لـ قُدس الإخبارية، أن محمود نقل صباح أمس الخميس إلى مستشفى "أوسوتا" الإسرائيلي في "تل أبيب"، بهدف إجراء عملية لإزالة فتات الجمجمة، على الرغم من انخفاض فرص نجاح العملية.
على جمر تعيش عائلة محمود فيما الوقت يمر عصيبا بطيئا عليها، بعد أن قررت خوض مغامرة التدخل الجراحي رغم صعوبة حالته الصحية، وسط مخاوف شديدة من التحاق الشاب بوالده وبقاء الأم تشرب حسرتها عليهما، ليبقى الدعاء سلاحها الوحيد في وجه رصاصة الاحتلال.