عناتا – خاص قُدس الإخبارية: أنهت قوة من المستعربين التابعة لجيش الاحتلال أشهرا من الفشل الإسرائيلي في اعتقال الشاب باسل مصطفى إبراهيم (22 عاما) من بلدة عناتا شمال شرق المحتلة، بعد أن تمكنت صباح اليوم الإثنين من اعتقال باسل من أمام منزله، بعد مهمة خاصة تخللها اعتداءات وتنكيل.
وتسللت وحدة من المستعربين لأحد أحياء عناتا بعد تنكر عناصرها بزي عمال بناء وركوبهم سيارة من نوع مارسيدس، وأعادت اعتقال باسل للمرة السادسة، بتهمة التحريض على الاحتلال والمشاركة في المواجهات مع الجيش، منذ قتل مستوطنين للفتى محمد أبو خضير في بلدة شعفاط بالقدس العام الماضي.
وقالت والدة باسل لـ قُدس الإخبارية، إن نجلها تعرض للاعتقال 6 مرات سابقا، كانت جميعها بتهمة المشاركة في المواجهات مع الاحتلال، حيث قضى في كل اعتقال عدة أشهر، وكان اعتقاله الأخير قبل عامين واستمر لـ 10 أشهر.
ومنذ بداية هذا العام، اقتحمت قوات الاحتلال منزل باسل لمحاولة اعتقاله، إلا أنه نجح في الفرار فأضيف على قائمة المطلوبين للاحتلال، ومنذ ذلك الحين تكررت الاقتحامات لعناتا ومنزل العائلة بهدف اعتقاله دون جدوى.
وتضيف والدته، أن إحدى الاقتحامات نفذتها قوات من المشاة تحت جنح الظلام، وحاصرت المنزل ثم أطلقت النار على باسل وأصابته في قدمه، لكنه نجح في الهرب رغم ذلك، مبينة، أن عدد محاولات اعتقاله بلغت 16 مرة خلال فترة مطارته.
لكن قصة مطاردة باسل وصلت حلقتها الأخيرة فجر اليوم، عندما عادت قوات المستعربين للظهور مرة أخرى في الضفة، بعد أن وصلت قوة من المستعربين إلى محيط منزل باسل الذي يشهد دائما تواجدا للعمال، فلم يكن وجودهم مثيرا للريبة بالنسبة لأحد أول الأمر.
وتضيف والدة باسل، أن الأمر بدا غريبا لاحقا مع بقاء العمال في موقعهم دون أي حركة حتى السابعة صباحا، حيث رأوا باسل أمام منزله فانقضوا عليه فورا وقيدوه ثم اقتادوه لداخل المنزل، وقيدوا زوجته واعتدوا عليهما بالضرب المبرح، وفتشوا المنزل بشكل عشوائي ودمروا محتوياته.
وبعد نصف ساعة من التفتيش والتخريب، غادرت المجموعة منزل باسل وتوجهت إلى منزل عائلته واقتحمته ثم فتشته بذريعة البحث عن سلاح.
وتوضح والدة باسل، أن المستعربين استخدموا أنواع مختلفة من السلاح دون أن يساندهم أي قوة من جيش الاحتلال، قبل أن يعتقلوا باسل ويقتادوه لمدخل عناتا حيث كانت بانتظارهم مجموعة من الدوريات العسكرية.
وأفاد شهود عيان، أن المستعربين سلموا باسل لجيش الاحتلال الذي وضعه في إحدى دورياته ونقله لجهة غير معلومة.
تجدر الإشارة إلى أن المستعربين أو ما يطلق عليهم وحدات الموت، هم قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال، مهمتها الأساسية الدخول إلى المناطق الفلسطينية بشكل سري وبعد التخفي بزي مدني والتظاهر بانهم فلسطينيون، لتنفيذ عمليات يعجز عن تنفيذها الجيش، أو تسهيل عمليات يريد تنفيذها.
وتأسست هذه الوحدات في ثلاثينيات القرن الماضي، لكنها توقفت عن العمل لسنوات ثم عادت مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ثم ظهرت هذه الوحدات مجددا في الانتفاضة الحالية، حيث اعتقلت قرب مستوطنة "بيت إيل" ثلاثة شبان وتسببت بشلل أحدهم، كما ظهرت في بيت لحم الجمعة الماضية حيث اعتقلت شابا وأصابت آخر بجروح خطيرة.