شبكة قدس الإخبارية

آلاء تواجه التهويد وتثبت الحق الفلسطيني في القدس

سماح دويك

القدس المحتلة – خاص قُدس الإخبارية: بريشتها وألونها ولوحها الخشبي تعمل الفنانة الفلسطينية الصاعدة الآء الداية (18 عاما) من القدس، على إنتاج لوحات فنية تعبر فيها عن مدى عشقها وتعلقها بالأماكن التاريخية والأثرية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة .

مكان ديني ومقدس وألوان زيتية اختارتها آلاء بدقة وعناية فائقة، لتعكس أحد أهم معالم مدينة القدس المحتلة وهي قبة الصخرة المشرفة ذات اللون الذهبي.

تقول آلاء الداية لـ قُدس الإخبارية، "من يمعن النظر في قبة الصخرة يشهد أن من قام برسمها هندسياً ومن قام ببنائها معمارياً ومن نقش الخط العربي على جدرانها أيضاً، فمن أجاد عدة فنون وجسدها في بناء عظيم كقبة الصخرة هو فنان متكامل ".

وتبين آلاء، أنها بدأت رسم قبة الصخرة بالوقوف أمامها حتى تستطيع تجسيد هذا الفن المعماري في لوحة فنية، مصطحبة معها عدتها البسيطة لساحات الأقصى الذي لا يبعد عن منزلها سوى أمتار قليلة، حيث تسكن مع عائلتها في عقبة الخالدية.

 وتضيف، "هذه الأماكن التاريخية والأثرية دليل هويتنا والتي يعمل الاحتلال على طمسها ومحو ملامحها العربية والإسلامية في المدينة المقدسة".

وخلال رسمها، يمر عنصر في شرطة الاحتلال بجوارها ثم يتمتم، "شوف هاي البنت شو بتعمل مش فارقة عندها حدا"، لكن الأهم من هذا التعليق كان منع شرطة الاحتلال آلاء من إدخال ألوانها ولوحها الخشبي ورسمتها إلى الأقصى، في انتهاك لا يمكن رؤيته إلا من زاوية أنه انتهاك لسلطة احتلال.

وتتابع آلاء، "منذ فترة وجيزة أحاول أن أرسم أماكن تاريخية في مدينة القدس، تعني لنا وتمس بعروبتنا وكينونتا وإسلاميتنا .. هذه المباني تصرخ للعالم بأنها هنا صامدة في وجه المحتل الغاشم الذي يسلب الحجر ويعمل على تهويده وطمس معالمه العربية، أما أنا فمن خلال لوحاتي أقول إن هنا فلسطين وهنا القدس بعبقها ورائحة ياسمينها ".

وتأمل الآء أن تجذب رسوماتها الفنانين إلى المواقع التي تتعرض لتهويد كامل من قبل سلطات الاحتلال، ما يهدد زوالها مع مرور الزمن، كما تتمنى أن تستطيع تجميع لوحاتها وإقامة معرض فني لما رسمته، يوضح تاريخ هذه الأمكان.

وترى، أن الفن يوصل رسالة أسرع بكثير من أية وسيلة أخرى حتى في ظل عصر الانترنت والتكنولوجيا ومعانيه مختلفة .

وعن آلية عملها، تقول آلاء إنها ترسم في الامكان العامة وأمام المبني التاريخي والأثري محاولة تجسيد المبنى بشكل دقيق ودون نسيان أي تفصيل من تفاصيله، مضيفة، "حتى يسألني الجيل الصغير ماذا تفعل هذه الفتاة وأجيبهم بأن هذه المباني تدل على عمق الحضارة وأشرح ما تتعرض له اليوم".

وتتابع، "كفنانة مقدسية سلاحي هي ريشتي وريشة كل فنان تشكيلي وكافة الموهوبين في مدينة القدس يدافعون بالفن الذي يرونه مناسب فمنهم من هو هاوي للرسم ومن يهوى الاناشيد أو التصوير او كتابة الخواطر الشعرية لأجل القدس".

وبدأت آلاء الرسم عندما كانت في سن (15 عاما)، أي قبل ثلاث سنوات من الآن، ومع الأيام أخذت تتجول في أزقة القدس بمفردها ثم عزمت على رسم كل صرح معماري تاريخي من خلال الوقوف أمامه، لتستمد منه عظمته بما يشعرها بالراحة والاسترخاء، كما تقول.

وتضيف، "هذه الحجارة كانت تساعدني على دمج الألوان من خلال التأمل بها وبكيفية بنائها .. أحجار القدس تحتضنني وتضفي حنانها وفنياتها على لوحاتي أكثر فأكثر".

وتشير آلاء إلى أن أول لوحة رسمتها في حياتها كانت خليطا من الألوان، يعبر كل لون فيها عن مرحلة عمرية معينة عاشتها، وكيف كانت ترى هذه المرحلة، مبينة، أن اللون الأبيض توسط هذه الألوان مشكلا "انفجارا عظيما" باعتباره لون الصفاء والنقاء.