كانت فلسطين مهنتها تصدير السلام والحب إلى جميع أنحاء العالم، وتحولت مهنتها بين ليلة وضحاها إلى تصدير اللاجئين. على الرغم من هذا، فإن أبناء فلسطين ما زالوا يبحثون عن الحرية، وما زالوا يسعون للعودة إلى مهنتهم في تصدير الحب والسلام.. وشواهد ذلك كثيرة ، ففي مخيمات اللجوء تجد هناك دائماً من يعتمر كوفيته في انتظار حقه في العودة .
نسمع دائماً صرخات الأمهات والجدات وهن يقلن "حسبي الله ونعم الوكيل" ، كلمات توقظ فينا كل المشاعر المتصلبة، وتعود لتنهض ما بين الفينة والأخرى من أجل استرداد حريتنا من جديد.
في المعتقلات الصهيونية هناك دائماً أسرى يناضلون ويكافحون ويقاتلون السجان على الرغم من قيود السلاسل والأغلال، ليثبتوا لنا أن الحرية فكرة لا تموت ، ومحاولة العثور عليها لن تفشل ما دامت الفكرة حية راسخة في أذهاننا.
أجمل شكل من أشكال المقاومة، هو الاستمرار في المحاولة وإبقاء الأمل في حالة تجدد وتيقظ بأن الحرية قادمة لا محالة، فأنت كلما استمريت في المحاولة، كلما ازداد نضالك جمالاً، وجعلت من نضالك قصة أسطورية لن تكون نهايتها سوى الحرية ..
لا حياة إلا بالحرية .. هذا هو أحد قوانين الطبيعة في فلسطين الذي لا يمكن أن يتبدل أو يتغير ... لا حياة إلا بالحرية ..
الحرية فكرة لا بد أن تقتنع بها أولاً ، ثم تسعى للعثور عليها ، وبالنهاية ذاتك ستنتصر ، ومن ثم وطنك سينتصر بك ..
قراءة التاريخ و التمعن فيه، قد يحفزنا و يشجعنا نحو المستقبل، وكذلك يعرفنا تطور العالم كيف كانت خطواته ، وبالتالي يجعلنا نخطو أول الخطوات نحو العثور على كنز الحرية .
إن كان فولتير هو رجل الحرية لثورته على فساد نظام الحكم والكنيسة، فسيشهد التاريخ أن الفلسطيني هو قيصر الحرية ، لأن ديانته هي الحرية .
كل فلسطيني ولد على أرض فلسطين ، ولد معه طائر نادر ناصع البياض يحلق فوقه اسمه "الحرية" ... ولهذا فإن الفلسطيني عندما يكبر لا يعرف إلا سياسة واحدة في حياته "لا حياة إلا بالحرية ، ولا سلام إلا بالحرية"
من باع الحرية لا يمكن أن يحيا حتى لو امتلك كنوز الدنيا .. من باع الحرية سقطت جنسيته الفلسطينية ... من باع الحرية لن يحلق معه أحد .. وسيموت في اليوم مئات المرات ..
سأعثر على الحرية حتى لو في أحلامي ... هكذا أبقى ذو إرادة قوية .. هكذا أبقى صامدا ثابتا .. هكذا يبقى تفكيري وتبقى قناعاتي الداخلية راسخة .. سأظل أحاول العثور على الحرية، فمجرد المحاولة تبقيني قوياً..