بيروت – قدس الإخبارية: في الوقت الذي شارفت فيه الانتفاضة الشعبية على كسر حاجز الشهر من المواجهات المتصاعدة مع قوات الاحتلال، أصدر مركز دراسات فلسطيني تقديرا استراتيجيا يستشرف مستقبل الانتفاضة.
تقدير الموقف الذي أصدره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، وضع ثلاثة سيناريوهات، لمستقبل المشهد الحالي للمواجهات، الذي رفض المركز وسمه بأي من التوصيفات التي يتم تداولها إعلامياً.
ويتلخص أول السيناريوهات في "محاصرة الانتفاضة وإطفاء جذوتها من خلال تعاون أمني بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة، مقابل بعض المكتسبات الهامشية"، إلا أن المركز أشار لصعوبة تحقيق هذا السيناريو.
و"مراوحة الانتفاضة في مكانها دون تطويرها لتتحول إلى انتفاضة حقيقية واسعة"، هو السيناريو الثاني، الذي يرجح حدوثه حال "استمرت الانتفاضة فاقدة للاستراتيجية الواضحة والقيادة القادرة على حمايتها وتأمين حاضنة عربية وإسلامية لها".
أما السيناريو الثالث فهو "اتساع رقعة المواجهة لتأخذ شكلاً أقرب إلى الانتفاضة، من خلال ضمان استمرار فعالياتها ورفع وتيرة الهجمات وتنويعها، وتأطير الانتفاضة من خلال قيادة ميدانية فاعلة، ووضع رؤية وبرنامج سياسي واضح لها".
ورغم تقدير المركز بتقارب حظوظ السيناريوهات الثلاثة، إلا أنه رجح السيناريو الثالث، إيماناً منه بـ"قدرة الانتفاضة على الصمود والاستمرار والانتشار".
كما أشار إلى أن أحداث الانتفاضة الحالية أثبتت أن جل الشباب المشاركين في المواجهات ليسوا مكتئبين، أو يائسين من الحياة، مبيناً أن اندلاع الانتفاضة جاء في ظل ظروف "الاستيطان والاقتحامات الصهيونية للأقصى، وأزمة القيادة وتعطل مسار التسوية السلمية، وحصار المقاومة وتعطيلها".
وبناء على تقدير الموقف، اقترح المركز بتشكيل إطار قيادي ميداني يجمع كافة أطياف الشعب الفلسطيني بما فيهم المستقلين والقوى الشبابية، ووضع رؤية سياسية تتضمن تحقيق أهداف مطلبية آنية في إطار ترسيخ مشروع تحريري مستدام.
ودعا المركز إلى العمل على تأمين حاضنة شعبية ورسمية عربية وإسلامية، والابتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة، وتأمين الانتفاضة ومنع سرقتها أو ركوب موجتها لصالح مجرد العودة إلى طاولة المفاوضات، كما أوصى لتفعيل الدعم الجماهيري الخارجي، مادياً ومعنوياً البلاد العربية والإسلامية والغربية كافة.