رام الله – خاص قُدس الإخبارية: نشرت منظمة صهيونية تدعى منظمة مراقبة الأمم المتحدة تقريراً هاجمت فيه عدداً من الفلسطينيين العاملين في الأمم المتحدة بذريعة "استخدامهم مناصبهم الرسمية للتحريض على الإسرائيليين"، من خلال منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وتعمل منظمة مراقبة الأمم المتحدة، ومقرها جنيف، على دعم الاحتلال بشكل متواصل عن طريق نشر أخبار تحريضية ضد الفلسطينيين برصد ردود أفعال الموظفين الفلسطينيين في الأونروا واتهامهم بمعاداة السامية والتحريض على العنف.
وذكرت المنظمة في بيانها أنها سلمت نسخة من التقرير المرفق بالصور والروابط حسب وصفها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس "اونروا" والسفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامانثا باور، مبينة، أنها دعت إلى فصل جميع العاملين الواردة أسمائهم في التقرير والطلب من الولايات المتحدة قطع دعمها المخصص للأونروا والبالغ 400 مليون دولار سنوياً.
وكانت المنظمة المذكورة قد سلمت تقريرها الأول للأمم المتحدة والجهات المعنية في 16/تشرين أول الجاري، لتعود وتحدث تقريرها مجدداً يوم أمس الإثنين (19/تشرين أول)، مدعية أن الأمم المتحدة لم تستجب لطلباتها بمساءلة العاملين الذين تتهمهم المنظمة بالتحريض ومعاداة السامية أو حتى بقطع الدعم عن الأونروا، كما طلبت في تقريرها السابق.
وقال هليل نوير المدير التنفيذي للمنظمة في مؤتمر صحفي عقده الإثنين في جنيف، أن الأمم المتحدة والأونروا يخفون رأسهم في الرمال بعدم اتخاذهم إجراءات ضد موظفيهم المخالفين، مضيفا، أن التقرير الذي تسلم بان كي مون نسخة منه تضمن أسماء 10 من الموظفين العاملين في الأونروا بالإضافة إلى صور أرشيفية لمشاركاتهم التي تحض على العمليات ضد المستوطنين وتهلل لها.
ودعا نوير أيضاً إلى إنشاء لجنة تحقيق مستقلة تضم في عضويتها ممثلين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، بصفتهم الداعمين الأكبر للأونروا بهدف التحقيق في هذه الحادثة، ومعاقبة المسؤولين عن ما وصفه بالتحريض ضد السامية في الأونروا.
وتضمن التقرير اتهامات واضحة لإدارة الأونوروا بالانحياز للشعب الفلسطيني والسكوت عن التحريض الذي يقوم به الموظفون العاملون معها، حيث تتهم المنظمة كريس غانيس، وهو متحدث رسمي باسم الاونروا بمحاولة تنظيم مقاطعة للصحف والمجلات التي تتحدث عن هذا التحريض في الأونروا.
ولم يتضمن تقرير المنظمة أي ذكر للتحريض الذي يقوم به المستوطنون وجنود الاحتلال سواءً عن طريق حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي أو عن طريق ممارساتهم على الأرض، واكتفى بذكر فرح الفلسطيني بعمليات الدهس والطعن الأخيرة التي شهدتها مناطق عديدة من فلسطين، متجاهلا كذلك تجول مسؤولين إسرائيليين بالسلاح في مناطق فلسطينية، في دعوة واضحة منهم للقتل.
وتضم القائمة التي نشرتها المنظمة قرابة 10 من الفلسطينيين العاملين في الأونوروا والذين أبدوا تأييدهم لعمليات المقاومة ضد الاحتلال، ويظهر من خلال التقرير هذا حرص المنظمة على تصيد أي عملية دعم للمقاومة أو ابتهاج بالعمل المقاوم على انها تحريض للعنف تستوجب طرد الموظف من عمله.
وتبرز أيضاً محاولة المنظمة تغطية النشطاء من عدة مناطق فلسطينية، فقد شملت التغطية بعض العاملين في الأونوروا من الأردن والضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان، وهو ما يعكس حرص المنظمة والاحتلال على قتل التأييد الشعبي للمقاومة وإشاعة الخوف حتى لدى الفلسطينيين البعيدين عن مناطق الاشتباك نفسها.
وتورد شبكة قدس الإخبارية لكم هنا مجموعة من الموظفين الذين شملهم التقرير والعقوبات التي اقترحتها المنظمة على الأمم المتحدة لاتخاذها بحق موظفيها الفلسطينيين.
هاني الرمحي: يعمل هاني الرمحي – وفق حسابه على فيسبوك- كمساعد دعم في مشاريع الأونروا، وقد تضمن تقرير المنظمة على منشور خاص بهاني يتضمن صورة وصفاه التقرير "بالتحريضية" نشرها في الـ8 من/تشرين أول، ويعيب التقرير عليه تسمية اليهود "بالكلاب" واعتبر هذا الوصف غير سامي.
[caption id="attachment_76612" align="aligncenter" width="600"] صورة المنشور الذي تحدث عنه التقرير في حساب هاني الرمحي[/caption]وكإمعان في ممارسة حق الوصاية والمحاسبة من قبل المنظمة، دعت المنظمة الأونروا لطرد الرمحي من عمله بدعوى استخدامه اسمها للترويج لأعمال العنف حسب وصفها.
إبراهيم علي: يسكن في الخليل ووفق حسابه على فيسبوك فإنه يعمل في الأونروا، يتهمه التقرير بنشر فيديو لعمليات طعن وإطلاق نار بالإضافة إلى أناشيد تمجد العمليات الأخيرة قامت "إسرائيل" بالضغط على إدارة فيسبوك لحذفها. ويطالب التقرير بطرد إبراهيم من عمله بدعوى استخدامه حسابه في الترويج للعنف والإرهاب حسب زعمهم.
هبه ميعاري: تعمل مدرسة في الأونوروا، يتهمها التقرير باحتفالها بعمليات الطعن الأخيرة ضد الإسرائيلين. حيث قامت في 11 اكتوبر بنشر رسوم كرتونية لمقاتل فلسطيني يعزف على سكين في إشارة لتمجيد عمليات الطعن. وطالب التقرير بطرد هبه من عملها بذريعة تمجيدها للإرهاب والعنف وتحريضها عليه.
[caption id="attachment_76613" align="aligncenter" width="504"] صورة المنشور الذي تحدث عنه التقرير في حساب هبة ميعاري[/caption]أم كرم: تعرف نفسها على أنها مدرسة تعمل في الأونروا، يتهمها التقرير بنشر فيديو للشيخ أبورجب والذي سحب سكينا في خطبة الجمعة في محاولة لتحريض الناس على عمليات الطعن وقتال اليهود. ويدعو التقرير الأمم المتحدة لطرد أم كرم من عملها بذريعة استخدامها حسابها للترويج لعمليات القتل والطعن.
صهيب فياض: يعمل في الأونروا، احتفل بطعن اليهود عن طريق تغيير صورة حسابه الشخصية في 12/تشرين أول لصورة خنجر. وتقول المنظمة أن أحد الهاكر القريبين منها قام باختراق صفحة صهيب إلا أنه أعادها للعمل لاحقاً. وتطالب المنظمة الأونروا بطرد صهيب من عمله بدعوى تحريضه على العنف ومعاداته للاسامية.
[caption id="attachment_76616" align="aligncenter" width="505"] الصورة التي استخدمها صهيب لحسابه واحتجت المنظمة عليها[/caption]محمود أبوزكاري: يصف نفسه عبر حسابه في فيسبوك بأنه عامل اجتماعي ضمن الأونروا، احتفل بعمليات الطعن عن طريق تغيير صورة حسابه الشخصية في 11/تشرين أول، وتطالب المنظمة الأمم المتحدة بطرده من عمله لما أبداه من تأييد للعنف ومعاداة للسامية على حد وصفها.
[caption id="attachment_76614" align="aligncenter" width="523"] الصورة الشخصية التي اختارها محمود وتم الاحتجاج عليها من المنظمة[/caption]محمد عساف: سفير الشباب للأونروا والشخصية الأكثر شهرة وهو الفائز ببرنامج "عرب ايدول"، ويتولى جمع التبرعات لصالح المنظمة، استخدم منصبه لتمجيد العنف.
وأرفق التقرير صورة لمنشور لمحمد عساف تضمن صور الشهداء حذيفة رمضان ومهند حلبي وفادي علون، معلقا عليها "شهيد تلو شهيد"، قائلا، إن عساف يمجد ثلاثة شبان فلسطينيين "هاجموا اليهود"، مزورا لحقيقة أن فادي علون أعدم أعزلا بعد مطاردة مستوطنين له، أما حذيفة فقد استشهد خلال مسيرة أعقبها مواجهات بالحجارة مقابل الرصاص بعد اعتداء قوات الاحتلال عليها.
[caption id="attachment_76615" align="aligncenter" width="600"] صورة المنشور الذي تحدث عنه التقرير في حساب محمد عساف[/caption]وكان مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد رفض التعليق على هذا التقرير، وقال إن المنظمة ترسل تقاريرها بشكل دوري للأمم المتحدة.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته المنظمة أمس في جنيف استنكر أحد الصحفيين تسمية المنظمة "بمراقبي الأمم المتحدة" وذكر رئيسها الذي كان يعرض مشاركات النشطاء الفلسطينيين في المؤتمر بأفعال المستوطنين التي لم يتطرق إليها التقرير بالإضافة إلى حادثة قتل المهاجر الإثيوبي في بئر السبع بعد الاشتباه بكونه عربي.
وخلال المؤتمر أيضاً فاجأ احد الصحفيين رئيس المنظمة "نوير" بالسؤال عن طريقة قتل هديل الهشلمون في الخليل قبل بدء الأحداث الأخيرة، حيث قام الصحفي بعرض شهادة الناشط البرازيلي الذي أخذ صور لهديل ساعة إطلاق النار عليها من قبل الجنود.
ولم تعلق المنظمة لاحقاً على أفعال المستوطنين أو أسئلة الصحفيين مؤكدة أن هدفها يكمن في الاستمرار في مراقبة ما وصفته الخروقات الفلسطينية لحقوق الانسان وسبل العيش الآمن .