شبكة قدس الإخبارية

الطفل عيسى.. أول ثمار دعوة نتنياهو المفتوحة للقتل

هيئة التحرير

بيت لحم – قُدس الإخبارية: ما إن قدم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو دعوة عامة لقناصة جيشه لإراقة دماء الفلسطينيين، حتى أثمرت هذه الدعوة عن جرائم بدت معالمها واضحة في أجسامهم، حتى قبل أن تتم المصادقة بشكل رسمي على القرار الذي أعلن عنه قبل أيام وتم إقراره إثر جلسة للمجلس الوزاري المصغر أمس الخميس.

فقبل أيام، خرج الطفل عيسى المعطي (13 عاما) من منزله في باب الدير ببيت لحم، ليبحث عن شقيقه ويطمئن عليه بعد اندلاع مواجهات عنيفة في المنطقة، ليصطاده قناصة الاحتلال، فلم يصل إلى شقيقه ولم يعد إلى منزله سالما كما خرج.

رصاصتان من نوع "دمدم" المتفجر والمحرم دوليا، أصابتا عيسى الطالب في الصف الثامن في قدمه اليمنى، قبل أن يتم اعتقاله وتحويله إلى مستشفى هداسا عين كارم في القدس المحتلة، وهناك تحول إلى أسير مصاب وزنزانته حجرته في المستشفى.

وتقول أم عيسى لـ قُدس الإخبارية، إنها حصلت على تصريح يتيح لها المكوث إلى جوارة في المستشفى، فيما حرم والده من هذا الحق، مضيفة، أنها انطلقت بعد وقت قليل من تلقيها الخبر للاطمئنان على ابنها، تاركة خلفها طفلها الرضيع الذي لم يتجاوز عمره ثلاثة أشهر فقط.

وتوضح، أن الأطباء في المستشفى الإسرائيلي أجروا زراعة شريان في قدم طفلها، إلا أن العملية لا يبدو أنها تكللت بالنجاح، فحتى ساعات مساء أمس لم يكن الشريان قد ضخ الدماء في قدم عيسى كما يفترض أن يفعل، بسبب ضعف في الشريان كما يقول الاطباء، ما ينذر بقطع قدمه وإبقائه عاجزا عن المشي للأبد، كما أراد نتنياهو وقناصته تماما.

وبحسب ما قال الأطباء لأم عيسى، فإن يوم الأحد المقبل سيكون الموعد الفاصل بشأن مستقبل قدم عيسى، فإما أن يبدأ الشريان بالعمل ولو بقدر بسيط ويبقى الطفل قادرا على ممارسة حياته، أو يثبت عدم جدوى الشريان ويتم اتخاذ قرار ببتر القدم.

 وتبين أم عيسى جانبا آخر من معاناة الطفل الجريح، يتمثل في تحويل غرفته إلى زنزانة اعتقال وسريره إلى "برش" كما يسمي الأسرى في سجون الاحتلال أسرتهم، فجنود الاحتلال لا يغادرون الغرفة على الإطلاق، بل يسلم جندي مهام مراقبة عيسى لآخر، وفي بعض الأحيان يتولى أكثر من جندي مهمة المراقبة.

كما أخضع ضابط في مخابرات الاحتلال عيسى للتحقيق بزعم مشاركته في إلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف على الجنود خلال المواجهات، لكن عيسى رفض هذه الاتهامات خلال التحقيق معه، ومازال يؤكد لأمه في كل حوار بينهما أنه لم يفعل سوى البحث عن شقيقه، لكن مع كل ذلك فإنه يبقى مكبلا من يده اليمنى في السرير، ولا يتم فك قيده إلا عند إجراء الفحوصات أو التحاليل.

وإلى جانب صلواتها لله من أجل إنقاذ ابنها، تناشد الأم المؤسسات الحقوقية بمتابعة قضية ابنها، فيما أوضح نادي الأسير لـ قُدس الإخبارية، أن أحد محاميه مدد القضية غيابا في محكمة سجن "عوفر"، حيث سجل الاحتلال الطفل معتقلا هناك، مبينا، أن عطلة عيد الأضحى المبارك هي من أخرت موعد زيارة الطفل وأمه بالمستشفى، وأن الزيارة ستتم في أقرب وقت ممكن.

ارتفاع درجة الحرارة هو المؤشر الأهم الآن على مستقبل عيسى، فالحرارة العالية تعني تبدد كل آماله بالاحتفاظ بأعضائه كاملة، وبالتالي ضرورة أن يستعد لحياة جديدة وبأسلوب مختلف عن سنوات عمره السابقة، هذا بعد أن يضمن الخلاض من سجون الاحتلال، إلا أن عيسى وأمه مازالا يحتفظان بالأمل الأخير حتى آخر لحظة.