شبكة قدس الإخبارية

"هديل" .. شهيدة وهبت وقتها للتطوع في مساجد الخليل

هيئة التحرير
الخليل-خاص قُدس الإخبارية: ماذا يُقال عن نهاياتٍ لا تليق إلا بأصحابها الطاهرين، عن أناسٍ لبوا نداء الله، أي عمل ذاك الذي قدموه كي يفوزوا بخاتمة شهادة؟! أي عملٍ قدمته "هديل" كي يُحسن ذكرها وكي يحب الله لقاءها. وكانت "هديل صلاح الهشلمون" 18 عامًا، قد استشهدت عصر اليوم الثلاثاء إثر إصابتها صباحًا برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي على مدخل شارع الشّهداء وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. نشطاء على مواقع التواصل يغردون على هاشتاق "#هديل" يستعرض فيه نظرة المجتمع لشهادتها وحسن سيرتها واعتزازها بحجابها كصورة عن فتاة إسلامية حقة، يذكر البعض أنها استشهدت في سبيل عدم خلعها للنقاب بعدما طالبها بذلك جندي إسرائيلي على الحاجز العسكري. صديقاتها يروين سيرتها، تجيب إحداهن عن سؤالٍ يخطر ببال كثيرين " كيف يصطفي اللهُ أحباءه؟ فتقول صديقتها " عرفتها مذ كنا أطفالًا نحفظ القرآن بالمسجد، لكنها قررت منذ أعوامٍ أخيرة أن "تتعرف على الله بصدق" لم يقف الأمر عند هديل على الأمنيات أو الكلمات فلقد باشرت بالفعل بالتعرف على الدين وخالق الكون بالشكل الذي ينبغي، حيث بدأت تقرأ بكثافة وتشتري كتبًا للفقه والعقيدة" وقرأت ليزداد حبها للدين ويؤثر على تصرفاتها وسلوكها. تضيف صديقتها " قررت في البداية أن تلبس الحجاب الأبيض لاقتناعها التام، ثم ما لبثت بعد فترة قصيرة أن قالت إنها فصلت لباسها بنفسها لأنها قررت أن تلبس الحجاب الطويل الأسود مع النقاب، ما أثار استغراب أقرانها ومن حولها"، فيما خاطبها البعض باتجاهٍ أكثر مرونة، وهو البقاء على الحجاب والجلباب الأسود الطويل دون نقاب، كونها مقبلة على الحياة الجامعية لكنها على العكس كانت مقتنعة تمامًا بهذا اللبس خاصة بعدما قرأت وتعلقت أكثر. أنهت "هديل "الثانوية العامة بمعدل جيد جدًا من الفرع العلمي، ثم قررت دراسة " الفقه والتشريع" لأنها كانت صادقة فعلًا في التعرف على الله وبهذا الشغف الإيماني الذي لا ينقطع، وكان لها ذلك سجلت وداومت في تخصصها الجامعي كما رغبت. عن حياتها بالمسجد تقول رفيقتها " كانت أروع من عرفنا في المسجد والأكثر صبرًا كذلك، حيث كانت أطولنا بالًا في التسميع لحفظ الفتيات الصغيرات وتحاول جاهدة تفسير الآيات وشرحها وجلب الهدايا والقصص والألعاب كي تزيد رغبتهم في حفظ كتاب الله الذي ختمته هي حفظًا من قبلهم وعادت لتسميعه وتثبيته مؤخرًا تتساءل صديقاتها الآن " من سيتابع الحافظات الصغيرات بهذا الاهتمام؟، حتى أنها كانت توصلهم لبيوتهم لتحقيق هدفها بألا يتركوا القرءان، من سيجلب لهن الهدايا ويفسر ما استعصى من الآيات؟ " ماذا قدم المسلمون للعالم " كان الكتاب الذي طارت فرحًا به عندما قدمّنه هدية لها بمناسبة نجاحها في الثانوية العامة، حتى انهالت شكرًا على من جلبتنه لأنها اعتبرتهن حققن جزءًا مما تسعى إليه. عن النوافل في العبادات وصيام الاثنين والخميس من كل أسبوع ونصيحتها لزميلاتها بصيامهن كذلك، تقول رفيقتها " لا زالت كلماتها تتردد في أذني " صومي الاثنين والخميس والله إنه شعور رائع جدًا، حقاً أنه رائع"، كما عن نصيحتها بقيام الليل واللباس والواسع كانت "هديل" من أوائل من فكرن بالتحدث بالعربية الفصحى كونها تعتز بها كلغة قرءان كريم عظيمة، حيث صبرت على كل حالات الاستهزاء الي كانت تتعرض له من قبل العامة عند تحدثها بها، إضافة إلى أنها كانت من أصحاب الأفكار الريادية التي تتعلق بالعمل التطوعي والاجتماعي، فلقد كان من شيمها مساعدة الغير والعمل بالإحسان ومد يد العون قدر استطاعتها. كانت ملاكًا وكانت وكانت، يبدو الحديث طويلًا عندما يتعلق الأمر بالراحلين خاصة أولئك الذين صنعوا من أعوامهم القليلة حسن سيرة تتعلق بحسن عمل، فهي من اتخذت من سنواتها القليلة منهاجًا للخلق القويم والطريق المستقيم في وقت يضيع فيه شباب الأمة بالافتخار بالاعوجاج واللامنطق. والكلام لن ينتهي في وقتٍ يتذكر فيه كل من عرفها أو قابلها موقفًا رائعًا قد فعلته أو صنيعًا حسنًا قد قدمته، على اختلاف الأشخاص والمواقف لكنهم أجمعوا في الوقت ذاته أنها "صدقت الله بعودتها له فصدقها الله"