شبكة قدس الإخبارية

سردية | لماذا قطفوك باكرًا؟!

هيئة التحرير

تأليف: دينا أحمد غزال – غزة

لم أعد حتمل أكثر من هذا ..

نحن أربعة ولا يمكن أن ننقص، إن والدي مكسور مذ رحلتي وكل ليلة يتفقدنا ثلاثتنا ويذهب الى فراشكِ دون وعي وينطق اسمكِ مرتين الأولى ينسى انكِ لم تعودي تحت هذا الغطاء والثانية ليتذكر انكِ لم تعودي فيه حقاً، إن أبي حزين، حزينٌ جداً وأصبح يتدرب كل ليلة عند تفقدنا أنا وميّ وسناء على عدم نطق اسمكِ ولكن المسكين لا يستطيع.

سناء ومي يغلب عليهن النوم بالعادة وأنا أستمع الى نشيجه وهو يغطي روحك ويعتذر لكِ، أنا أيضاً أبكي معه ولوحدي وأخاف أخاف حين أبدأ بالتحديق في السقف وأرى روحكِ تحلق عالياً في سماء الغرفة ،أخاف لأنكِ لا تردّين ولا تجيبيني أأنت فعلاً هنا ؟ تعالّي ، أُريد رؤيتك ،اللعنة على الصور واللعنة على التسجيلات الباهتة التى لا تمتزج بصوتكِ الحنون.

الآن تقتربين من العشرين عاماً، ولكنك الصغيرة في عينيّ أبي، كوّمت كل هذه الأعوام بشقائكِ وتذمركِ وتمردكِ وكنت تقولين لأبي أن ميلادُكِ هو حظه من الدنيا وأبي يرد عليكِ: (ساعة سودة لما جبناكِ) .حيث أن الدكاترة أخبروا أمي أن في بطنها ولد ولكن كنتِ أنتِ فكان أبي غاضباً وبمجرد أن كبرتِ أصبح يتقد شوقاً للحديث معكِ ولا يذهب مكاناً إلا وأنتِ على أكتافه ، اااه كم كنا نغار ، اللعنة ع تلك الليلة أمي لازالت تعاتب أبي وتقول له بعينيها:

 - مش لو اطلعنا من الدار ليلتها

ولكني اعذرهُ تماماً، كان خائفاً علينا ،أين سيذهب بأربعة بنات ولا يوجد لهُ اخ ولا أُخت هنا، أين سيذهب بنا! كان يقول لها:

 - الناس حتاكل وجهنا.. وين نروح بدار غربا

- خجلان من بناتك

-بتتخوتي يا سعاد انتي عارفة انو كل وحدة فيهم قطعة من روحي بس الناس بترحمش!

 كنا نعد الإفطار (من تم ساكت) حين دار هذا الحوار وأنتِ لا تزالين بيننا حين ناديتي أبي وقلتي له:

 - ما تاكل همنا يابا احنا وين ما تكون بنضل، خلينا نضل يما والشجاعية هيك هيك ماكلة هوا!

- بس احنا طابخين عدس اليوم كيف الشجاعية ماكلة هوا ( قالت سناء)

- ما اغباكِ (قلناها سوياً )

 ضحكت امي وضحكنا ولم تسكتنا صوت الضربة التي وقعت على بعد شارع وأكملنا أكل العدس ولم نعلم أن الهواء سينفذ من حولنا .

لا تلومي أبي تلك الليلة أنهُ يحبنا وأنتِ تعلمين كيف دس جلدهُ الحرب الماضية في فوهة الحائط ليصد عنا البرد وعلقه بمسمارين ! تعلمين كم ضحى لنتعلم ولكي لا يقول أحدٌ من الحي أننا ناقصات عقل ،ليفخر بنا وبأن بنات أبو فرح متعلمات!

 تعلمين كم قاسي من الويلات لأن كفة يدهِ مبتورة وكان لا يتقن الشيء بمقدار ما هو مطلوب في العمل ولكن هذا كله لم ينفع ،لم ينفع حين رحلتِ.

 تلك الليلة اللعينة كان كل شيء هادئ ولكن التهديد الذي أتى من اليهود الساعة الرابعة فجراً لمنزل ابو عوني والذي كان بيته خالياً حيث كانوا يتوقعون قصفه فأفرغوه ونحن لا نعلم ولم يحادثنا أحد ولولا الصاروخ الأول الذى يسمونه تحذيري لما علمنا إن المنزل مهدد .

قام أبي بلهفته المعتادة يتفقدنا حيث كنا ننام في زاوية واحدة بعد أن حدثتِنا بما ستفعلينه بعد أن تنتهي الحرب ،لم يكن الموت حاضراً بشكله الحقيقي داخلكِ ،كانت حياتك دائماً اكبر من ان يأخذها الموت ويخطفنا منكِ .

قلتِ لنا: بس تخلص هالحرب الملعونة رح اكمل جامعة وادرس اكتر من اول ،بس تخلص الحرب بدي اتطوع في مؤسسة خيرية واساعد في اي اشي بقدر اساعد فيه، بس تخلص الحرب بدي ازور الجرحى في المستشفى وازور عائلات الشهداء واواسي امهاتهم واخواتهم بدي اشتغل ع حالي وأتعب عشان اعوض ارواح الناس الى راحت، اكيد في كتير استشهدوا وقلبهم مليان اشياء عظيمة كانو بدهم يحققوها انا رح اجمع رغباتهم واحققها بدي انام بحضن امي كتير وبدي احكيلكم حكايا حلوة كتير بدي كل يوم ابوس ايد أبي واشتغل واساعده في مصروفنا بس تخلص هالحرب بدي اعوض كل التراويح الى راحو عليا بالجامع بدي اعمر البلد وابني فيها بدي احقق كل اشي حلمت اني اعمله بدي اسلم ع كل الناس الى بشارع بدي ازور كل المناطق الى مدمرة واواسيها.

ونمتِ وأنتِ تكملين على هذه الوتيرة وكنتُ مطمئنة وأنا أرى عينيكِ تطفحُ بالحياة وكأنها شجرة سدرة متفرعة تُظلل على الكثيرين وتربطهم بجذورها ! أواه يا حبيبتي أين ذهب كل هذا أين ؟ خانتكِ هذه الشعلة !

رجع أبي بعد إن سمع الصوت وتأكد منه وقال: ( بسرعة اطلعوا ) ، ولكنه افتقدكِ ولم يجدكِ معنا فصرخ باسمك صرخ ولعن وهو مرعوب ولكن صوت الصاروخ الثاني قطع صوته وملأ الغبار وجهه وابتلعت أوتاره فتات الحجارة وصرخاتنا لم تُسمَع أيضاً من ثقل الهواء الذى حولنا .ما الذى دفعك لتعودي للغرفة الأقرب الى المنزل المهدد اه ؟ لتأخذي حقيبتك التى وضبتي بها اغراضك ؟ كتبك ورسائلك وانجازاتك والشال الذى لم تستطع خيوطه أن تنسج المزيد من حياتك ؟

قال أبي لكِ في أول أيام الحرب ما الذى تفعلينه فأخبرتِه بأنك تجمعين أغراضك ،فقال لكِ لماذا فقلتِ لأننا اذا خرجنا من البيت وهددوه ونحن غائبين كيف سأذكر من أنا ؟ ان هذه الاشياء بنتني منذ ان كنتُ طفلة ،وكنتِ في هذا الوقت تحملين علبة ألوان صغيرة صدم أبي حين رأها وقال : (مش هادي علبة الالوان الى جبتها الك وانتِ في الصف الثاني انهبلتي يا بنتي .. ليش معك لهلقيت ؟) ضحكنا جميعنا عليكِ ولكنكِ اقتربتِ منه مُداعِبةً شعره وقلتي : (لا هادي اول هدية جبتها الي يا ذكي ). غضب ابي ولحقكِ يومها حتى اخر درجة من درج البيت وامسك بكِ، بروحك الطفولية وضربك حتى انه نكش لك شعرك أنه دائماً يفعلها وأنتِ تغضبين ! أكانت علبةُ الألوان هذه بتلك الأهمية أمام ما ستُلونينه ببقائك .

اه أيتها الغالية الرضية ،لم يكن الموت قريباً منكِ الى هذا الحد ولكنك لم تجيبي أبي حين ناداكِ وصرخ بأمي قائلاً: (خدي البنات وانزلي بالشارع بدي اشوف وين زهرة ) ولكن حائطاً ما كان مائلاً عازلاً بين دخوله الى الغرفة فلم يستطيع أن يعبر، صرخ ونشج وبكى حتى أن يده المبتورة من الكف نزفت دما وهو يصدمها بالجدار علَّه يراعي خوفه عليكِ ويسقط ولكنه لم يفعل .

كانت أمي تندب على باب بيتنا ونحن ننتظر وميّ وسناء تبكيان ولكني الوحيدة التى كنت أُخفف عنهن ولم أبكي ! ولا اعلم صدقاً من أين أتت هذه القوة التى كانت قريبة للقسوة منها الى القوة .يا الهي كيف لم ابكي وقتها كيف ؟ نادت أمي أبي ولكنه لم يستجب فصعدت وهي تجهش بالبكاء وصوتها منقطع يبتلعه الخوف والفاجعة الى أن وجدته يخبط بذلك الحائط اللعين بكتفه ويده ورأسه وملابسه كلها دماء وشعره سقط عليه حجر فتحول لكتلة غبار وينادي باسمك ينادي عليكِ يا زهرة، اه يا عزيزتي..!

اه ماذا فعلتِ بنا ! حين وقفت أمي بجانب أبي وصرخا باسمكِ ارتجت الأرض مرةً أخرى ونزل الصاروخ الثالث الذى قسم المنزل المجاور وحطمه ونحن نحتضن بعضنا في الأسفل وأُمي وأبي صوتهما يقسم الظهر في الأعلى ، لا مجال للصعود أو النزول نحن في الأسفل وهم في الأعلى فماذا نصنع ؟ شعرت أن حواسي توقفت وأني فقدت السمع من شدة الصوت وكنت أرى أفواه ميّ وسناء تنطق وأنا لا أسمع ، لحظات ونزل أبي وهو يسند أمي على كتفه (امشو يلا ) ولم يكن على شعرنا أيّ شيء لولا أن أبي خلع قميصه المضرج بالدماء والغبار ومزقه بأسنانه وأعطى كل واحدة منا قطعة لنستتر بها ولكن الموت كان مجحفاً وقاسياً وقابلنا ونحن نمشي بمحاذاة بيتنا من الأسفل في الشارع حين صرخت سناء وقالت : (زهرة زهرة ) تشنجت في مكاني ونظرتُ الى الأعلى وكان الحائط المطل على الشارع من الغرفة مائلاً وكل شيء على الأرض من أثاث وحتى جسدكِ كان بجانب عامود الشارع ترتدين الحقيبة التى أعددتِها على كتفيكِ وتمسكين بعلبة الألوان بيدكِ اليمنى وتغلقين عليها باليسرى حيث أنها بقيت خارج الحقيبة حين تشاجرتِ مع والدي وقتها.

كنتِ أمامنا وكنا عاجزين لم نقترب ولم نبتعد خطوة، كانت أي خطوة بمثابة موت، موت حقيقي. سناء تشبثت بي مغمضة عينيها، وميّ جلست القرفصاء وهي ترتعد وتضع رأسها بين يديها وأمي، أمي لم تتزن ارتمت أرضاً تشهق وتقول : (راحت راحت بنتي راحت زهرتنا ..) وأبي يلعن عجزه حيث انه رآكِ تتحركين حينما نزل الصاروخ الثاني لو أن يدهُ تعمل كما يجب ؟ لو أنها أزاحت قليلاً من الحائط لتمكن من إخراجك قبل الصاروخ الأخير ولكنه لم يستطيع بقدر عجزه الآن عن الاقتراب منكِ بقدر عجزنا كلنا عن تخيلكِ هكذا ، من سيقترب غيري من؟

اقتربتُ وأنا أراكِ تقولين لي ضاحكة: (بمزح معكم هيني عايشة) وتركضين وأنتِ تحملين حياتك على كتفكِ ! اقتربت وأنا اراكِ تنهضين وتضمينني إليكِ وتقولين: (أنا بخير لا تبكي مجدداً كم مرة علي أن أقول لك لا تبكِ وانا هنا ، أنت هكذا أيتها البكّاءة الطفلة).

تخيلتُ يديكِ هاتان تحيطان بي واقتربت وأنا أرى الدماء بجانب رأسك تنسدل بخيط غامق. اقترب من بعدي أبي وكأنه كان ينتظر أحداً يؤكد له هذا الكابوس، اقترب اقترب وابتعدتِ، زحفت امي تجر جسدها:

- زهرة قومي يا حبيبتي يما قومي بكرا العيد قومي يما.. تمزحيش معي

-خلص سعاد اهدي. (قال أبي وأمي غير مصدقة):

- لا لا هي عايشة طول ما انا عايشة قلبها بدق طول ما قلبي بدق.. مش سامعها عدها صحيت

كان لا بد أن نكمل ولم يدخل الإسعاف حينها حتى الصباح ،كنا نستنجد من الرابعة فجراً الى التاسعة صباحاً وأنتِ بين يدي أبي كأنكِ كنتِ تصلين، ساكنة سكون الخاشعين ،يركزك أبي بيدهُ المبتورة ذاتها تلك اليد الذي تمنى لو أنها لم تكن أصلاَ، وأمي تمسح الدم ولكنه يعود ينزف طوعاً لحرارة دموعها، أما انا كنت القاسية أُغمض عيني أُخوتي الصغار وانظر الى جسدك الذى كان يضج بالحياة قبل قليل، يستحيل أن يكون نفسه الذى هو الأن أمامي .حملك أبي على كتفه وأمي رمت بنفسها فوقك كي لا تذهبي في سيارة الإسعاف، كانت تعلم إنها النهاية.

صبيحة هذا العيد فقدت توازني وأُغمي عليّ وأخذت منكِ علبة الألوان الصغيرة وكم تمنيت أن تمسكِ بيدي وتضغطي عليها وتقولي لي: تعالي ابقي معي أنا هنا .ولكنكِ لم تفعلي .منزلنا تهدم بشكل جزئي ولكنه فقد أهم عامود كان يقيمه. حبيبتي كنتُ أمزح حين دعوتُ عليكِ: (الله ياخدك ويريحني منك..) يشهد ربي أنني كنتُ أمزح، لا أريد أن يكون لي أخت شهيدة إنني لا أشعر بأي فخر تجاه الأمر ،هل يجب أن أشعر هكذا ؟ يقولون بالحي أنني أكفر حين أعترض على أمر ربي ولكنهم لا يفهمون الأمر! أنا أُريدكِ الأن وهنا أمامي،لا يفهمون الأمر حين تكون وسادتكِ وحيدة وغطائكِ بارد ،لن أزجركِ إن أردتِ النوم الى جانبي ولن أدعكِ تقومين بعمل شيء من أشغال المنزل سأكنس وأمسح وأغسل وأفعل ما تريدين فقط تعالي . لم أعد أحتمل أن أرى صديقاتكِ يتخرجن من الجامعة ومكانكِ فارغ السنة القادمة فماذا أصنع حيال هذا الأمر؟

أخبريني هل تحققي ما تريدين الأن؟ الله عنده أجمل ،أليس كذلك؟ النافذة اشتاقت لتعلقك بها وتقصّي أخبار الحيّ ،مع من سأتسامر ليلاً ولا ندع احداً إلا ونأتي بسيرته ومن ثم تقولين: (ييييي قديشك نمامة) وتستغفرين . مع من سأتبادل ثيابي؟ وجهكِ الجميل الغاضب حين أرتدي ثيابك وأكون فيهم أجمل..! مع من سأعد سفرة الإفطار؟ رمضان قادم وأمي لا تنفك تناديكِ ! البارحة وهي تعد ما نحتاجه من قائمة أطعمة في رمضان قالت:

 - زهرة بدك زبيب ولا نشيلو من القائمة

 خيّم الصمت علينا وضغطت أمي بيدها ع فمها وبكت وأبي خرج من المنزل ورددتُ على أمي بردك المعتاد

- يعني مش علشان انا بس بحبه تشيلوه من القائمة بنت البطة السودة انا

لم تشطب امي طلبك مع أنها تعلم اننا لا نحبه ولكنكِ موجودة ستأكلينه أليس كذلك؟!

ملابسكِ رائحتكِ مشط شعركِ كتبكِ وحكاياكِ غطائكِ وسواككِ وعلبة الألوان.. ما زالوا يدقون صدري كل يوم.

إن الفاجعة تقترب، هل تذكرين كيف كنا نجهّز ونعد للشهر الفضيل والآن أنا لا أريده أن يأتي، لا أريد أن أجلس وأرى مطرحكِ بجانب والدي فارغاً لا أريد، لا أريد أن أنقص عدد الأكواب والأطباق ولا أن أنقص المقادير في الأكل، لا أريد أن أذكر أنني سأخطو وحدي في الشارع لصلاة التراويح، وأن أقف بصف الصلاة وأنتِ لستِ بجانبي ،لا أريد بل تعلمين أني لا أستطيع . أنا هشة وضعيفة ودائماً ما كنتِ تنعتيني بالبكّاءّة فكيف بحالتي هذه الآن. البيت فارغ وهادئ وحين نضحك صدفةً نتذكر ضحكتكِ التى كانت تُضحكنا وننسى الموضوع وتشهق أُمي بدمعة في منتصفها.

يا الهي دلني، ماذا افعل؟ سأدعو لكِ كثيراً وأنتِ ستشفعين لي،صحيح؟ لن أترك يديكِ ولن أحادث غيرك ، سأكتب لكِ كثيراً رغم أن لغتي ضعيفة .كيف أستقبل المشاهد الجميلة ولا آخذ رأيك بها؟ كيف أعدو نحو التلفاز ولا أعلم إن كنتِ ستقفين لي لتمنعيني من مشاهدة المسلسلات في رمضان كما تقول أُمي لكِ دائماً: (واقفالها زي اللقمة بالزور ) ، صوت الضحكة التى تفتعلينها قبل الإفطار وأبي يغضب منكِ فتقولين لهُ: (اهدى يا زلمة بنمزح) وينقلب غضبه الى كركرة من الضحك .يفخر بكِ دائماً ويقولون في الحيّ انكِ: (بنت ابوكي ) ولكن الآن توقف كل شيء.

الوجع يتجدد هذا العام المطارح فارغة والأيام ثقيلة وأنا لا أعلم كيف أتحمل رحيلكِ بعد، ها أنا قد ألقيت بجسدي المثخن فوق فراشكِ وراسي يدور بإعياء وكأن لي عينان تبكيان داخله، سأغمض عينيّ وأتمنى أن تأتِ روحك لتلمسني من جبيني وتقول لي أن هذا كابوس وتحوّلني الى شيءٍ شفاف لا يشعر به أحد، لعلّي أستطيع ان أتحرك بالخفاء وأعيد كل شيء مكانه ولو لمرة واحدة، وأُنهي هذا الكابوس الذى يفتك بنا ويقسم ظهورنا ويحول الأشياء إلى جمادات لا معنى لها ومن ثم يأتي صوتكِ لأستيقظ عليه وأنام بين راحتيكِ وأضيع .

جسدي مثقل وعيوني لا تتخيل الأيام القادمة أياماً بدونكِ . آه يا زهرتنا لماذا قطفوكِ باكرا .. لماذا ؟