غزة – خاص قُدس الإخبارية: يتابع فلسطينيون باهتمام أعمال تعبيد شارع على طول الخط الشرقي لقطاع غزة، كانت قد بدأتها جرافات فلسطينية قبل أيام، وسط أحاديث عن إشراف كتائب القسام على هذه النشاطات، بعد اشتباك مسلح وقع هناك.
ويقول متابعون، إن الآليات بدأت قبل أيام أعمال الحفر في الشارع الواقع على مسافة تتراوح بين 250 – 300 متر من موقع عسكري إسرائيلي، لكنها وفور انطلاق عملها تعرضت لإطلاق نار من جيش الاحتلال، دون أن يؤدي ذلك لوقوع إصابات.
وتحدث نشطاء، عن لوحة جدارية رفعت مقابل الموقع العسكري الإسرائيلي بعد ذلك، كتب عليها باللغة العربية، "إذا تم إطلاق النار مرة أخرى سيتم احتلال الموقع"، إلا أن أحدًا لم ينشر أي صورة لهذه اللوحة، فيما أكدت صور وشهود عيان أن عمليات التعبيد تجري في ظل تواجد عسكريين بصحبة الآليات.
ويغرد نشطاء من قطاع غزة على هاشتاغ #شارع_جكر متداولين أنباء متضاربة حول الشارع، فيقول بعضهم إنه يهدف لتأمين عمل المزارعين في هذه المنطقة، فيما يرجح آخرون أنه مخصص لأعمال المقاومة، ويرى طرف ثالث أنه يهدف لمنع تسلل الشبان الفلسطينيين إلى أراضي 48، وسط صمت كامل من كتائب القسام والناطقين الإعلاميين لحركة حماس.
وتبين مصادر فلسطينية، أن الشارع يصل بين شمال القطاع وجنوبه، وأنه في بعض مناطقه يدخل أراضي 48، ولذلك فهو يشكل نقطة خلاف بين الارتباط الفلسطيني ونظيره الإسرائيلي.
الصحافة الإسرائيلية من جانبها، اكتفت بنقل خبر قيام ما قالت إنها "جرافات كتائب القسام" بأعمال حفر وتعبيد بالقرب من المنطقة الحدودية، واصفة ذلك بالعمل الاستفزازي.
ويرى الكاتب والخبير في الشأن الإسرائيلي علاء ريماوي، أن هذه الأعمال تحمل "رسائل من العيار الثقيل" إلى دولة الاحتلال، بسبب حساسية المنطقة باعتبارها منطقة أمنية قاتلة بالنسبة له، خاصة في ظل عجز الجهات العسكرية الإسرائيلية عن الإجابة على تساؤلات بخصوص حفظ الأمن في منطقة الجنوب تحديدًا.
وبين الريماوي لـ قُدس الإخبارية، أن هذه النشاطات تأتي أيضًا في إطار الضغط على حكومة الاحتلال، بعد أحاديث إسرائيلية كثيرة عن أعمال حفر أنفاق تجاوزت الشريط الحدودي، بالإضافة لما كشفت عنه شركة إسرائيلية حول التغير في البنى التضاريسية في الجنوب، بما يوحي بحفر أو بمحاولات حفر.
وأضاف، أن العمل بشكل علني هذه المرة وبعد مخاوف كبيرة لدى المستوطنين من الأنفاق المذكورة، يؤكد رغبة المقاومة في تكثيف الضغط على الاحتلال للسير نحو التهدئة والتسهيل على الفلسطينيين في القطاع.
ويطالب مستوطنون بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وسط مخاوف كبيرة من إنشاء أنفاق تصل إلى داخل المستوطنات، خاصة بعدما نشر مستوطنون فيديو لأعمال حفر بالقرب من السياج الحدودي، حيث أكد هؤلاء أنهم شاهدوا أعمال الحفر بالعين المجردة وشاهدوا مسلحين يشرفون على هذه الأعمال.