سرقسطة – خاص قُدس الإخبارية: 13 عامًا مرت على حصار كنيسة المهد، حيث ظهرت جليًا حقيقة نظرة "إسرائيل" لكافة المقدسات والأديان، عندما حاصرت أحد أكثر المواقع الدينية المسيحية قداسة، واعتدت على أجزاء منه مرات عديدة، قبل أن يتم إنهاء القصة بإبعاد المقاتلين الفلسطينيين المحاصرين في الكنيسة خارج فلسطين.
أسبانيا؛ كانت إحدى الدول الأوروبية التي وافقت على استضافة ثلاثة من المبعدين الذين بلغ عددهم 39 فلسطينيًا، وهم، عزيز عبيات، إبراهيم عبيات، أحمد حمامرة، وجميعهم من بيت لحم، لا يعلم أي منهم فترة إبعاده، لكنهم يعلمون أنهم يعيشون اعتقالاً مفتوحًا بلا سقف زمني ويتجدد في كل عام بشروط أكثر تعقيدًا من العام السابق.
ويقول عزيز عبيات لـ قُدس الإخبارية، إن تواجد عدد كبير من المدنيين وعناصر الأجهزة الأمنية والرهبان أيضًا داخل الكنيسة، وتوالي ارتقاء شهداء وسقوط مصابين، جعل قرار إنهاء الأزمة غير مرهون بالمقاومين وحدهم، بل إنها وضعتهم تحت ضغط شديد من مختلف الأطراف لإنهاء الأزمة، خاصة في ظل الحصار المشدد على بيت لحم بأكملها.
ويضيف، بأن السلطة والدول الأوروبية لم تعلن فترة إبعادهم، بل اكتفت بالتعهد بأن لا تتجاوز ثلاث سنوات فقط، إلا أن ذلك لم يكن بناء على اتفاق رسمي ومعلن، ولم يُكتب في وثائق واضحة.
ومنذ وصولهم إليها؛ خالفت السلطات الإسبانية التفاهمات التي تمت في قبرص مع مبعوث الاتحاد الأوروبي موراتينوس، فنقلت المبعدين الثلاثة إلى مكان احتجاز في شمال أسبانيا، يبعد عن العاصمة مدريد 200 كم، لتكون الدولة الوحيدة التي اتخذت هذا الإجراء بين كافة الدول الأوروبية التي استقبلت مبعدين.
ويوضح عبيات، أن فترة الاحتجاز استمرت لثلاثة أشهر متتالية، قبل أن يتم إنهاء هذا الاحتجاز ونقل المبعدين الثلاثة إلى مدينتي سرقسطة وصوريا، مع إلزامهم بالإقامة في المدينتين والسماح لهم بالتنقل بين المدن.
ويبين، بأنه وإبراهيم وحمامرة يلتقون بشكل مستمر وبلا قيود، وأن آخر لقاءاتهم كانت بتاريخ 10/أيار الماضي، الذي يصادف ذكرى إبعادهم عام 2002، إلا أن السلطات الأسبانية تجدد إقامتهم على أراضيها لعام واحد بناء على أنهم مبعدون، ثم تعيد تقييم أوضاعهم في نهاية هذا العام مرة أخرى وتجدد إقامتهم لعام آخر.
[caption id="attachment_67665" align="alignleft" width="234"] عزيز عبيات[/caption]ويضيف عبيات، أن تجديد الإقامة في كل عام لا يتم إلا بعد انتهاء الإقامة بأربعة أشهر أو أكثر، بل إنهم في المرة الأخيرة جددوا إقامته بعد عام ونصف من نهاية بطاقة إقامته السابقة، وقبل أشهر قليلة من نهاية العام، ما يلزمهم بتكرار ذات الإجراءات التي قاموا بها قبل وقت قصير لتجديد الإقامة التي تتأخر عدة أشهر أخرى.
ويحمل كل عام مزيدًا من التعقيدات والشروط التي تقيد حرية المبعدين وعائلاتهم، فعزيز المتزوج وله أربعة أبناء رزق بهم بعد إبعاده، رفضت السلطات الإسبانية تجديد إقامة زوجته قبل أسابيع بسبب ارتدائها الحجاب، طالبة منها كشف جزء من شعرها مقابل تجديد إقامتها.
لكن عبيات وزوجته رفضا الرضوخ للشرط الإسباني، كما امتنع عزيز الإثنين 11/أيار عن الرد على اتصال المخابرات الإسبانية الذي يتكرر كل يوم أثنين، فأرسل جهاز المخابرات عناصر منه إلى منزل عبيات وسألوا عنه، ليجيبهم مؤكدًا وجوده في المنزل ومتمسكًا برفضه الرد على أي اتصال من المخابرات بعد الآن.
ويقول عبيات، بأن عناصر المخابرات وفي محاولة منهم لإحراجه، أخذوا ينادونه بصوت عال أمام البناية، وهددوه بتكرار هذه التصرف كل أسبوع في حال عدم رده على مكالماتهم.
ويضيف، بأنه تحدث مع نائب المحافظ في سرقسطة بخصوص الشروط المشددة على إصدار بطاقات الإقامة للمسلمات المحجبات، وقد تم الاتفاق على تحديد موعد للاجتماع مع النائب بحضور مسؤولين بالأمن المتخصص في إقامة الأجانب، لبحث هذه الشروط المخالفة لتعليم الدين الإسلامي.
وليست التشديدات في حق الإقامة القيد الوحيد الذي تضيق به السلطات الإسبانية على عزيز وإبراهيم وأحمد، فحرية العمل وحق التنقل والسفر كلها من المحرمات، فيما تظل ملاحقات المخابرات وتضييقاتها واللقاءات الدورية أبرز التشديدات التي يتعرضون لها على الإطلاق.
يذكر أن المبعد إبراهيم عبيات متزوج وله أربعة أبناء رزق بهم بعد إبعاده، كمان أن المبعد أحمد حمامرة متزوج وله ابنان رزق بهما على الأراضي الأسبانية أيضًا، ويتعرضان وعائلتيهما لذات القيود التي يتعرض لها عزيز، بانتظار انتهاء فترة إبعادهم المفتوحة واستعادة حريتهم كاملة وعودتهم مع عائلاتهم إلى فلسطين.