القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: كشف تقرير إسرائيلي عن تقدم كبير يحققه المنهاج الإسرائيلي في المدارس الفلسطينية بالقدس المحتلة، مبينًا، أن 15 مدرسة بالقدس ستعتمد تدريس هذا المنهاج مطلع العام الدراسي المقبل.
وقال التقرير الذي نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم الإثنين، إن عدد الطلاب الفلسطينيين الذين درسوا المنهاج الفلسطيني عام 2012/2013 بلغ 1392 طالب وطالبة، مضيفًا، أن هذا العدد ارتفع بنسبة 60% خلال ثلاثة أعوام فقط، ليصل إلى 2200 طالب مطلع العام الدراسي المقبل.
وأوضح التقرير، أن ست مدارس فقط من مدارس بلدية الاحتلال تدرس المنهاج الإسرائيلي في 43 صف الآن، وأن العدد مطلع العام الدراسي المقبل سيصل إلى 15 مدرسة بواقع 88 صفًا.
من جانبه، قال الخبير في شؤون التعليم بالقدس المحتلة راسم عبيدات، إن الارتفاع الكبير في تعليم المنهاج الإسرائيلي يرجع إلى ثلاثة أسباب رئيسية، أولها الحوافز المالية التي تدفعها حكومة الاحتلال للمدارس مقابل تعليم المنهاج، والتي وصلت إلى تقديم 2000 شيكل عن كل طالب.
أما السبب الثاني وفقًا لعبيدات، فيرجع إلى انسداد الأفق بالنسبة للمقدسيين وعزل القدس عن الضفة، ما يجعل الطلبة المقدسيين يضطرون لدراسة المنهاج الإسرائيلي بهدف تقديم امتحان "البجروت" الإسرائيلي، الذي يضمن لهم الدخول للجامعات الإسرائيلية والحصول على وظائف في القدس المحتلة، مقابل ضعف فرص العمل بالضفة.
وأوضح عبيدات لـ قُدس الإخبارية، أن السبب الثالث يتمثل في تأخر السلطة عن إدخال إصلاحات على نظام الثانوية العامة القديم المستخدم في المدارس الفلسطينية، معتبرًا، أن مرونة "البجروت" قياسًا مع امتحان الثانوية العامة في مدارس السلطة يشجع الطلبة المقدسيين على الالتحاق بهذا النظام، الذي يشترط المنهاج الإسرائيلي.
ويعتمد نظام "البجروت" على تقديم امتحان في الوحدات الخاصة بالتخصص الذي ينوي الطالب الالتحاق به في الجامعة، وليس كافة المواد التي يدرسها خلال الثانوية العامة، وفي حال فشل الطالب في الحصول على المعدل المطلوب للجامعة، فإنه يعيد الامتحان بعد شهر واحد فقط.
وبين عبيدات، أن تدريس المنهاج الإسرائيلي بدأ بشكل فعلي منذ عام 2013، وهو يعني أن يتم استبدال كافة المصطلحات والأفكار والقيم الفلسطينية بأخرى إسرائيلية، مثل استبدال المسجد الأقصى بـ "جبل الهيكل"، والضفة بـ "يهودا والسامراه"، والقدس بعاصمة دولة "إسرائيل"، والنكبة بـ "استقلال إسرائيل".
وأضاف، أن حصول المتطرف نفتالي بينيت رئيس حزب "البيت اليهودي" إلى منصب وزير التعليم، يؤكد أن الفترة المقبلة ستشهد تصعيدًا كبيرًا في أسرلة التعليم ليس في القدس وحدها بل في الداخل المحتل، وعلى مختلف الأصعدة وليس في المنهاج وحدة.
وحمل عبيدات السلطة الفلسطينية مسؤولية تمدد التعليم الإسرائيلي على حساب التعليم الفلسطيني، من خلال امتناعها عن تحديث المنهاج ونظام الثانوية العامة، وطباعة المنهاج الفلسطيني داخل حدود بلدية الاحتلال في القدس، ودفع المبالغ التي يدفعها الاحتلال لإغراء المدارس في القدس.
تجدر الإشارة إلى أن التعليم في القدس يتبع لخمس مظلات، أولهما مظلة المعارف التي تضم 56 مدرسة تصرف عليها حكومة الاحتلال من الألف للياء، بالإضافة لمظلة الأهلية والخاصة التي تضم 69 مدرسة.
أما المظلة الثالثة فهي مدارس السلطة الفلسطينية البالغ عددها 42 مدرسة، والرابعة مدارس وكالة الغوث واللاجئين البالغ عددها سبع مدارس، بالإضافة لمدارس المقاولات التي يبلغ عددها 13 مدرسة.
شاهد تقريرًا سابقًا لشبكة قدس الإخبارية حول التعليم في القدس.