شبكة قدس الإخبارية

كيف يمكن أن نخفف من الفايسبوك من دون أن نلغيه: نصائح عمليّة (9)

طوني صغبيني

 

سلسلة العيش كصورة

كيف يجعلنا الفايسبوك أكثر تعاسة

يؤثر الفايسبوك بشكل مباشر على حياة الكثيرين منّا وهذا التأثير هو في الكثير من الأحيان سلبيّ كما سبق وأوضحنا في هذه السلسلة من المقالات. رغم ذلك، العديد منّا لا يستطيعون إلغاء حساباتهم هناك لأسباب متعدّدة، منها متعلّق بالعمل ومنها أسباب شخصية أخرى مثل ضرورة البقاء على تواصل مع أفراد من العائلة في بلد بعيد، أو لأن الإدمان على الفايسبوك بلغ درجة بتنا لا نستطيع معها تخيّل حياتنا من دونه. لهؤلاء، وأنا منهم، حيث أن عملي يتطلّب مني التواجد على الفايسبوك (حتى الآن، إغلاق الفايسبوك لم يتسبّب بطردي من العمل، لكنه يوشك على ذلك )، هنالك حلول يمكن من خلالها تخفيض النتائج السلبية للفايسبوك على حياتنا من دون أن نلغيه. من الخطوات التي يمكن أن نطبّقها في هذا المجال هي: - إفتح الفايسبوك مرّة واحدة فقط أو مرّتين في اليوم على الأكثر: بدل أن نتفقّد الفايسبوك كل ساعة، يمكن أن نجبر أنفسنا على تفقّده مرّتين فقط في اليوم، كما على استراحة الغداء مثلاً وفي المساء. - لا تتفقّد الفايسبوك صباحاً: هذه هي النصيحة الأصعب. الصباح هو الوقت الأهم في يومك، لا تبدأه بالسماح للفايسبوك بالتأثير على مزاجك وبامتصاص طاقتك وبأخذ الوقت المخصص لتحضير نفسك للانتاج والعمل أو الراحة. علينا أن نلاحظ كيف أن تفقّد الفايسبوك صباحاً يؤدي إلى تخفيض طاقتنا الحيوية بشكل كبير خلال بقيّة النهار. - لا تضع برنامج الفايسبوك على الهاتف، الآيفون أو أي شيء غير الكمبيوتر: يكفي أن نتفقّد الفايسبوك على حاسوبنا، وحتى إن مرّت ساعات أو دقائق لم نتقفّد خلالها الفايسبوك فلن ينقص أي شيء من إنسانيتنا ونهارنا. وضع الفايسبوك على الهاتف والسماح له بإجبارنا على تفقّده أينما كنّا هو أمر عديم الفائدة وغير منطقي. - إبحث عن مصادر بديلة للمعرفة: نظراً لكثافة المشاركة الالكترونية على الفايسبوك، يشكّل الموقع المصدر الأساسي للأخبار والمعلومات بالنسبة للعديدين منّا. لكن حين نتفحّصّ قليلاً المعلومات التي يقدّمها الفايسبوك أمامنا، نجد أن الغالبية الساحقة منها غير مفيدة لنا ولا تؤثر على حياتنا بشيء. في الواقع، الانترنت عزّز لدينا الهوس بالإطّلاع اليومي على عدد كبير من الأخبار، كأن العالم سينتهي إن لم نطّلع على آخر الأخبار كل ساعة. لذلك من المهم القيام بأمرين من هذه الناحية: سؤال أنفسنا، ما هي طبيعة المعلومات التي نريدها في يومنا؟ والسؤال الثاني هو كيف يمكن الحصول على هذه المعلومات؟ على الأرجح سنكتشف أنه هنالك طرق أفضل بكثير للحصول على المعرفة التي نريدها في الحياة من دون المرور بالفايسبوك، منها المواقع الإخبارية والمتخصّصة والمدونات ومنها ذلك الاختراع القديم والعجيب المعروف باسم: “الكتب”. قد نكتشف أيضاً أن يومنا لا ينقص منه شيء إن لم نشاهد 30 فيديو لويتني هيوستن بعد وفاتها، وإن لم نرى صورة اللازانيا التي حضّرتها صديقتنا البارحة. هذا الحلّ يترافق مع خطوة أخرى هي: - خفّض كمية المعلومات التي يُقصف عقلك بها عبر الفايسبوك: هنالك خيار يتيح لنا حجب المعلومات الصادرة عن بعض الأصدقاء عن تحديثات الأخبار لدينا. إن عقولنا هي متخمة على الأرجح بيومياتنا وأعمالنا ومشاريعنا ومشاكلنا الخاصة، وليس من الضروري أن نضيف عليها عبء رؤية وتسجيل وقراءة عشرات أو مئات الروابط التي تعجّ بها صفحتنا كل يوم. - خفّض عدد الأصدقاء: تعبير “حذف الأصدقاء” يحرّك فينا مشاعر دفاعيّة طبيعية، لكن علينا أن نتذكّر أن العديد ممن هم على لائحة أصدقائنا على الفايسبوك لا يتعدّون كونهم أرقام الكترونية بالنسبة لنا، ولا نتعدّى كوننا أرقام الكترونية بالنسبة لهم. الحلّ هنا هو بحذف، نعم حذف، الناس اللذين لا نتفاعل معهم ولا نعرفهم وليس لدينا رغبة مستقبليّة بالتفاعل معهم أو معرفتهم. إن كان ذلك ممكناً، إبق الفايسبوك مكاناً للأصدقاء الحقيقيين، اللذين تعرفهم وجهاً لوجه واللذين تهتم فعلياً بالحفاظ على العلاقة معهم. بعض العلاقات تنتهي لأسباب طبيعية، لا تتركها لتلاحقك على الفايسبوك لبقيّة حياتك. تخفيض لائحة الأصدقاء يساعد أيضاً على تخفيف الضجّة الفارغة التي يسبّبها الفايسبوك في حياتنا. - لا تتفقّد الفايسبوك حين تكون بصدد أعمال مهمّة؛ سواء كان ذلك دراسة، مشروع في العمل، جلسة مع الأصدقاء، أو عطلة في مدينة بعيدة. استمتع باللحظة ولا تقاطع نفسك لتتفقّد الفايسبوك. - الاحتجاب الالكتروني: لا تفتح الفايسبوك في عطلة نهاية الأسبوع أو إقضِ يوم واحد في الأسبوع على الأقل من دون تفقّد الفايسبوك. من المفيد أيضاً أن نمتنع عن الفايسبوك لأسبوعين كاملين كل عام، كلّنا نحتاج لراحة دورية من الضجيج الالكتروني. - أُرفُض التحوّل لرقم الكتروني: الفايسبوك ليس بديل عن العلاقات الاجتماعية، لا تسمح له بالتحوّل لذلك. اتصل بأصدقائك، تسكّع معهم، التقِ بهم وجهاً لوجه بدل أن ترسل لهم رسالة على الفايسبوك. أُرفُض التحوّل لرقم الكتروني. مرّة أخرى، أُرفُض التحوّل لرقم الكتروني!