خاص شبكة قدس: واصل جهاز الأمن الوقائي اعتقاله للطالب الجامعي عبدالله شتات (22 عامًا) لليوم السادس على التوالي، بعد اعتقاله على يد عناصر بالزي المدني الخميس المنصرم.
ويقول رمضان شتات عم عبدالله، إن عملية الاعتقال تمت في معصرة الزيتون ببلدة بديا قضاء سلفيت، بعدما هاجم عناصر بالزي المدني الشاب عبدالله، وحاولوا إطلاق النار عليه إلا أن المحاولة فشلت بسبب خلل في السلاح، قبل أن يتم اعتقاله بعد ضربه واقتياده بسيارة مدنية.
ويضيف في حديث لـ شبكة قدس، أن ابن شقيقه تعرض للضرب المبرح خلال اقتياده إلى السيارة، فيما حاول هو الاستفسار عن هوية المهاجمين فجاء الرد بأنهم عناصر في الأمن الوقائي، وهو ما أكده أحد عناصر الجهاز في سلفيت خلال اتصال لاحق قائلاً، "عبدالله واحد مش مؤدب ويحتاج إلى تأديب"، وفق رمضان.
وأوضح رمضان، أن عبدالله أسير محرر وناشط في قضايا الأسرى، وقد اعتقل لـ 20 يومًا قبل أربعة أشهر بتهمة إثارة النعرات الطائفية لدى جهاز الأمن الوقائي، قبل أن يتم الإفراج عنه بأمر من المحكمة، ثم اعتقاله على يد عناصر من المخابرات في أروقة المحكمة.
وتابع، "عند صدور الحكم طلب عبدالله من القاضي توفير الحماية له من عناصر المخابرات الموجودين في المحكمة، إلا أن القاضي أجاب بعدم قدرته على فعل شيء، ليتم اعتقاله فعلا لأربعة عشرة يومًا أخرى".
وبين رمضان، أن عبدالله أصيب بتهتك في الأنسجة وكتلة لحمية نتيجة اعتقاله لدى الأمن الوقائي، وهو بحاجة لعملية جراحية، مضيفًا، أن العائلة "تقدمت للمحكمة بطلب لإخلاء سبيله نظرًا لظروفه الصحية، وقد تم رفض الطلب".
ويواجه عبدالله تهمتي إيذاء السلطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومقاومة رجال الأمن، وقد علَّق محاميه نهاد رزق الله قائلاً إن التهمة الثانية ضعيفة كون عملية اعتقاله تمت على يد عناصر بالزي المدني، مايجعل دفاعه عن نفسه أمرًا طبيعيًا، وفقًا لرزق الله.
وبخصوص إيذاء السلطة، قال رزق الله إن "هذه التهمة مبنية على منشورات لعبدالله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مبينًا، أن النيابة العامة قد تكيف التهمة التي تراها مناسبة للواقع، وهو ما يدخل كذلك في صلاحية المحكمة".
وأضاف لـ شبكة قدس، أن عبدالله أكد له خلال جلسة محاكمته الأحد الماضي تعرضه للضرب خلال نقله في السيارة بعد اعتقاله، إلا أنه أكد كذلك عدم ضربه خلال التحقيق معه، مضيفًا، أن المحكمة جددت اعتقاله لـ 15 يومًا على ذمة التحقيق، ما يجعل احتجازه لدى الوقائي والتحقيق معه خلال هذه الفترة إجراءات قانونية.
وأوضح رزق الله، أنه تقدم بطلب لإخلاء سبيل عبدالله بسبب ظروفه الصحية، إلا أن المحكمة رفضت ذلك أمس الثلاثاء، ليكرر الطلب فورًا متوقعًا أن يتم الرد عليه بالقبول أو الرفض خلال يوم غد الخميس، وأضاف، "جلسة المحكمة المقبلة مرتبطة بظروف التحقيق وبتحويل عبدالله للمحكمة، قد تحدث قبل انتهاء فترة التمديد أو بعد انتهائها".
من جانبه، قال محافظ سلفيت عصام بكر إن "عملية الاعتقال في بديا تمت بالزي المدني بسبب عدم خضوع المنطقة للسيطرة الأمنية الفلسطينية، وجاءت بعد استدعاء شتات مرات عديدة وبشكل رسمي من جهاز الأمن الوقائي، على خلفية نشاطاته التحريضية".
وبرغم نفي العائلة إبراز عناصر الأمن لأي مذكرة اعتقال، غير أن بكر أكد في حديث لـ شبكة قدس أن العناصر أبرزوا مذكرة الاعتقال بعد تعريفهم بأنفسهم، إلا أن "العائلة اعتدت عليهم بالعصي والضرب، وقد تم تحرير استدعاءات للمعتدين من أفراد العائلة".
ونفى بكر بشدة تعمد عناصر الأمن استخدام العنف أو محاولة إطلاق الرصاص على عبدالله، داعيًا العائلة لتقديم شكوى رسمية لدى المحافظة لمتابعة ما إذا كان هناك أي محاولة للقتل، مضيفًا، "تلقيت سابقًا أكثر من عشر شكاوى في قضايا مختلفة من رمضان شتات وبقية العائلة، فلماذا لم يقدموا أي شكوى في هذه المرة تحديدًا؟".
وحول ما إذا كانت عملية الاعتقال تمس بالحريات العامة في ظل المصالحة، رد بكر بأن على نشطاء الأحزاب الفلسطينية التحدث بإيجابية خلال هذه الفترة الحساسة لتعزيز المصالحة، مضيفًا، " الوقائي لايستطيع السكوت على النشاطات المخالفة للقانون والنظام .. القضية الآن لدى القضاء وهو مستقل وستتم معالجتها بشكل قانوني".