عادت به ذاكرته الى الوراء حين كان يقدم فنجان القهوة الى المدير ووقف بجوار الباب وسمع المكالمة التي اوصلته الى الشاطيء..
ما بال هؤلاء الفقراء يحلقون عاليا بحلمهم ذو الاجنحة القوية معدلهم في الثانوية العامة من جهة .. وامتيازهم في الجامعة .. لقد غرهم ذكاؤهم ليرفعو سقف طموحهم حلما في مستقبل باهر ووظيفة مرموقة .
ما الذي يجعل حلمهم يحلق راقصا على انغام موسيقى احتفال التخرج .. متزينا بذلك الرداء الاسود والقبعة المميزة السوداء. كل حلم يجب ان يصطدم بصخرة الواسطة والمحسوبية.
ويجب ان يتعلموا ان الحلم في الوطن بحد ذاته كفاح.. يكفيهم فخرا اننا داءما نحيي صمودهم .
هل يعتقد ذلك الاشقر الذي يعيش على سطح القمر والذي قال ان تقدم الامم بوضع الرجل المناسب بالمكان المناسب انه اذكي من الذي قال من يملك المال يملك القرار .
لربما هو شخص منفصل عن الواقع.
فلا مكان للأحلام العظيمة في دولتنا النامية ومصطلح نامية هنا الطف من مصطلح متخلفة حفاظا على مشآعر شعوبنا .
قانون بلادنا متخلف.. عذرا على الخطأ الإملائي قانوم بلادنا مختلف.
الرجل صاحب الواسطة المناسبة في المكان الذي يليق بخفامته .
لا حاجة لنا بالعقول المميزة فالفقير في بلدنا لا ينتج ولا يقدم ولا يؤخر حتى لو كان افلاطون.. باله مشغول بتوفير لقمة تحفظ له ما تبقى من كرامة.. وصاحب البالين تعبان.
فلنبني وطننا بالرجال اصحاب المال والفخامة .
لنرسل ذلك الفقير الذكي المبدع الى دولة اوروبية ليساهم في تخلفها فلا مكان له هنا يكفيه عارا انه لا ينتمي للحاشية الملكية ولا يملك المال .. وكل فولة مسوسة لها كيال اعور.
فلنصنع له من شهادته الجامعية قاربا ورقيا صغيرا ليبحر به وقد حمل حلم ..لا يقوى القارب الصغير على حمله سيغرق الحلم ويغرق صاحبه ليصبح رقما جديدا وخبرا عاجلا على شبكات الاخبار.
غرق عشرة اشخاص فلسطيني الجنسية في بحر ايطاليا. دون ذكر تفاصيل فما يعنينا هنا هو الخبر.
ولنرسلهم الى موطن الرجل الاشقر .. صاحب نظرية الرجل المناسب بالمكان المناسب .
فسوف يطفو الحلم منهكا في البحر وسيغرق قبل الوصول .. وسيصبحون هم واحلامهم رقما لا يعرف احد عنه شيء
دام الوطن ودام اصحاب المعالي.
دمتم ذخرا للوطن ودام اصحاب الواسطة.
للفقراء وطنهم ولنا وطننا .
بقلم: ثآئر العالم