قال "شمعون شيفير" المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، ووزير الجيش، "موشي يعالون"، باتا يتوسلان وقف إطلاق النار، وأن "نتنياهو" بات يبحث عن مخرج من قطاع غزة، وأن الحرب لن تنتهي بنزع أسلحة المقاومة من قطاع غزة، كما لن تنتهي بوقف حفر الأنفاق".
وكتب شيفر أن "نتنياهو لم يعد يبحث عن "صورة انتصار" في الحرب العدوانية على قطاع غزة، وإنما عن "صورة خروج"، أو "صورة إنهاء" تسمح له أن يدعي أمام الجمهور الإسرائيلي بأننا انتصرنا"، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي "تولي وجهها صوب مصر للتفاوض".
وتابع شيفر أنه في "اليوم التالي، لن ننسى القتلى ومئات الجنود المكوية أجسادهم بأهوال الحرب، والتي قد تستمر لسنوات من العلاج، وقد لا تنتهي أحيانا إلا بانتهاء حياتهم، لن ننسى، ولن نسامح أولئك الذين كانوا يعلمون بالأنفاق الهجومية، واستعداد المنظمات الإرهابية، حماس والجهاد، بدون أن تتأثر بآلاف الأطنان من المتفجرات التي أمطرنا سكان غزة بها".
وبحسب الكاتب فإنه "يجب الإقرار بأن متخذي القرار في إسرائيل لم يستعدوا كما كان متوقعا لتحديد أهداف الحرب وإنجاز الأهداف الأساسية".
ويشير إلى "شخصيات كان يصغي لها الجمهور الإسرائيلي باحترام" تتحدث مثل "المتقاضين للمخصصات والجالسين في المقاهي"، مثل الرئيس الإسرائيلي السابق، شمعون بيرس، الذي صرح يوم أمس بأن "هذه الحرب استنفذت نفسها"، أو تصريحات قائد منطقة الجنوب، سامي ترجمان، يوم أمس، بأن "الجيش يتقدم لتحقيق المهمة التي ألقيت على عاتقه، وهي تدمير الأنفاق الهجومية".
ويضيف أنه "في الواقع لا يحتاج المرء إلى خلفية عسكرية للوصول إلى نتيجة أن حركة حماس لديها نقطة خروج خاصة بها وهي مختلفة تماما عن نقطة الخروج الخاصة بنتانياهو ويعالون اللذين يبدوان كأنهما يتوسلان وقف إطلاق النار".
وفي حديثه الموجه إلى القراء يقول شيفر "إنسوا نزع السلاح من قطاع غزة، وانسوا وقف حفر الأنفاق، فكل ما حصل لنا في هذه الحرب سيحصل لنا مرة أخرى في المستقبل، وليس الحديث عن رهان، وإنما عن يقين مطلق".
ويضيف أنه "من شبه المؤكد بأن الجولة الحالية مقابل حماس، بحسب الكاتب، سوف تنتهي مثلما اقترح، في حينه، السناتور جورج إيكان من ولاية فيرمونت الأميركية لإنهاء حرب فيتنام بقوله "تعالوا نصرح بأننا انتصرنا، وننسحب". ويتابع أن المشكلة هي أن غزة ليست بعيدة آلاف الكيلومترات، وبالتالي فمن الصعب تخيل أن الانسحاب منها ينهي الحرب معها".
ويخلص في نهاية مقالته إلى أنه "في السنوات الأخيرة دأبوا على تلقيننا بأنه لا بديل لنتنياهو نظرا لتجربته السياسية والعسكرية، ولكن وعلى خلفية الشرخ الخطير في العلاقات مع الولايات المتحدة، والمراوحة في المكان في اليوم الرابع والعشرين للحرب، يجب أن نسأل أنفسنا: هل حقا لا يوجد بديل؟".