شبكة قدس الإخبارية

خطاب أوباما الإسرائيلي

مجد كيّال
شالوم السيّد الرئيس جنرال قانا، السيّد رئيس حكومة اليمين الفاشي، وقبل كل شيء؛ شعب إسرائيل. شكرًا على هذا الاستقبال الدافئ في زيارتي الثالثة إلى إسرائيل، لذا دعوني أقول جملةً واحدة: جميل أن أعود إلى البلاد. إنه لفخر لي أن أكون هنا وأنتم في خضم التجهيز للاحتفال بالذكرى الـ65 لغزو فلسطين وتأسيس دولة الاحتلال. عندما أدوس على هذه الأرض، فأنا أخطو معكم في الرواية التاريخية الصهيونيّة معترفًا بملكيّة اليهود التاريخية لهذه الأرض. قبل 3000 سنة، عاش الشعب اليهودي هنا، حرث الأرض وصلى إلى الله، وبعد مئات السنوات من الملاحقة والنفي، من عنصرية الغرب ضدكم في التاريخ والأدب والمجتمع والثقافة، ومن أبشع جرائم الإنسانيّة التي نفذت على يد الأوروبيين بحقكم، تأتي دولة إسرائيل لتمارس انتقامها وعقدتها على الفلسطينيين، فكانت إقامة إسرائيل ولادة جديدة، على أنقاض 500 قرية ومدينة فلسطينية، في عملية تطهير عرقيّ شامل، وسطوٍ لم يعرف التاريخ مثله. واليوم، أبناء إبراهيم وبنات سارة، وأنا معكم، نتجاهل التاريخ كله، ونعود إلى الأسطورة المترسبة المتحجرة لنختبئ خلفها في تحقيق حلمٍ بدأ قبل 200 عام. لا، ليس الحلم أن يعيش اليهود بكرامة وحريّة في كل بقاع الأرض، ليس الحلم أن يروّض الحيوان الأوروبي ويتنازل عن عنصريّته واستعلائه الفاشي ضد اليهود، هذا لا يهم، المهم أن يكون اليهود أسيادًا على دولة تقطّع أوصال الوطن العربيّ. كما فعلنا في السنوات الـ65 السابقة، سنبقى نفخر بالوقوف إلى جانبكم بمثابة الحليف الأقوى والصديق الأقرب. مع بداية فترة ولايتي الثانية، إسرائيل هي المحطة الأولى لي خارج البلاد، هذا ليس صدفةً. الثورات العربيّة ضد أصدقائنا الطغاة بدأت تهبّ في المنطقة، تحمل معها وعودًا بتقسيم الوطن العربي بتقسيمات طائفيّة، ومخاطر بناء وطن عربيّ حرّ يضع كرامة المواطن والأمن القومي على حد سواء ويرفض أوامرنا الاستعماريّة، لذا أرى بهذه الزيارة فرصةً لتجديد العهد على العلاقة غير القابلة للفصل بين الدولتين، والإعلان مجددًا عن التزام أميركا القوي بالأمن الإسرائيلي، والتحدث بشكلٍ مباشر إلى شعب إسرائيل ومع جيرانهم من أصحاب الذاكرة القصيرة. أريد أن أبدأ الآن بإجابة على سؤال يسأل حول علاقتنا: لماذا؟ لماذا الولايات المتحدة تقف بهذه القوة والحدّة مع دولة إسرائيل؟ والإجابة بسيطة، نحن نقف معًا لأننا نملك قصةً مشتركة. وطنيّون يصرّون على أن يكونوا شعبًا حرًا في البلاد التي هاجروا إليها قبل سنوات قليلة فقط. طلائعيون في التطهير العرقيّ، في إبادة الشعوب الأصلانيّة، في سرقة الأرض والموارد، في تدمير المجتمعات من منطلق تفوّقنا العرقيّ، وفي جمع مهاجرين من كل أقطاب العالم ليشكّلوا مجتمعًا يلبس قناع التعددية ليخبئ علاقات الاستغلال والقمع والإفقار ضد شرائحه المستضعفة في داخله. نحن نقف معًا لأننا ديموقراطيّات، لأننا نحن من أتى بالديموقراطيّة إلى العراق، الا ترون العراق؟ ولأنكم أسرع دولة في العالم في سنّ القوانين العنصريّة ضد الفلسطينيين، أكثر من 70 قانونًا عنصريّا لمصادرة الأراضي، لهدم البيوت، لتغيير مناهج التعليم، لمنع اللغة والذاكرة والثقافة والتواصل والعيش الكريم. ولأن هذه أفضل طريقة حكم أنتجتها الإنسانيّة. نحن نقف معًا لأن ذلك يدر علينا الازدهار. التجارة والاستثمار في ما بيننا توفّر مساحات أخرى للاستهلاك، والاستغلال، للماكينة الرأسماليّة التي تختلف أقنعتها، لعمالة الأطفال وتسليع النساء وكسر الإنسانية على لزيادة الانتاج. نقف معًا بسبب عملنا المشترك، في العلم، في تطوير التسلّح التدميري، والتجسس، نقف معًا في سبيل إيجاد الطاقة الجديدة بعد أن نهبنا النفط والغاز والمعادن من الشعوب الفقيرة. نحن نقف معًا لأننا نشترك بالالتزام بدعم أخوتنا البشر حول العالم، في تسليحهم في صراعاتهم الداخليّة، وتدريب عصاباتهم وكتائبهم، وإدارة الفوضى في بلادهم، ومن ثم إرسال المعونات الميدانيّة في حال حصول هزّة أرضية، حيث تجدون أطباءنا ورجال انقاذنا يمدّون يد العون، برفقة عملاء السي آي إيه والموساد. في بداية هذه الزيارة اسمحوا لي أن أقولها جهارًا: الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل لأن هذه هي مصلحتنا الأمنيّة الأساسيّة. هذا يجعلنا أقوى ويزيدنا ازدهارًا، ويحوّل العالم إلى مكان أفضل، لنا. لهذا كانت الولايات المتحدة أول من ساهم بتطهير فلسطين عرقيًا، ولذا ترفرف الآن نجمة داوود إلى جانب النجوم والخطوط. ولهذا أنا متأكد، عندما أعلن مثلما أعلنت كل امبراطوريّات التاريخ، أن تحالفنا سيبقى للأبد، للأبد، لانيتساح. شكرًا لكم.