من ام الرشراش لرأس الناقورة."اضحكي يا بلـــــــــــد بدنا نصور", هو العنوان الذي اتخذه مجموعة من الشباب الفلسطينيين ليكون شعارا لصفحتهم على الفيسبوك.
اختار هؤلاء الشباب كلمة "كزدورة " و هي مصطلح فلسطيني لتعبر عن طبيعة نشاطهم و الذي يهدفون من خلاله إلى زيارة كل مدينة ومخيم فلسطيني من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، و تصوير ما أمكن تصويره . و يقول القائمين على الصفحة ل "شبكة قدس" بأنهم لم يستثنوا مدن وقرى الداخل الفلسطيني المحتل من "كزدوراتهم" في إشارة منهم بأن شباب فلسطين لم و لن يتنازل عن حقه في أرضه التي سلبت منه قهرا و ظلما قبل أكثر من 60 عام .
و تهدف هذه الكزدورات إلى توثيق واقع المدينة و القرية الفلسطينية بعيون فلسطينية, حيث يتم التنسيق لهذه الكزدورات عبر الفيس بك, و يفتح المجال لكل من يملك كامرا من الجنسين و قادر على المشاركة بالتسجيل -حتى و لو كان مقعدا- , كحال المصور الفلسطيني زياد ديب و الذي شارك حتى الان في كل الكزدورات التي تمت في قطاع غزة .
و يسعى القائمون على هذه المبادرة الشبابية الناشئة و التي لم يمض على تنفيذها أكثر من 7 أشهر إلى الحصول على تصاريح زيارة لمصوري الضفة للداخل الفلسطيني حتى يتسنى لهم مشاركة اخوتهم في أراضي ال 48 المحتلة كزدوراتهم . و لقد لاقت هذه الصفحة منذ انطلاقتها رواجا واسعا لدى عدد كبير من المصورين الفلسطينيين بالإضافة إلى المغتربين و اللاجئين الذين يحنون إلى مشاهدة ما يفترض أن يكون "وطنهم" ولو بالصورة !
و عن المشكلات التي واجهتها هذه المبادرة , فإن مطالبة البعض للمصورين بإبراز تراخيص التصوير في مدينة طولكرم و مشكلة الأعداد الكبيرة التي ترغب في المشاركة في قطاع غزة هي أبرز المشاكل و التي تم تجاوزها بدون أي تعقيدات .
أما بالنسبة للمعايير التي يختارها "المكزدرون" للتصوير فهي بسيطة و بعيدة عن التكلف فهم يهدفون بشكل أساسي إلى توثيق الواقع كما هو, مع إضفاء بعض اللمسات الجمالية على بعض الصور و تصويرالأماكن الأثرية التي تثبت أحقية الإنسان الفلسطيني بأرضه .
و يقول القائمون على الصفحة ل "شبكة قدس" بأن نسبة الراغبين في المشاركة في الكزدورات التي تنظمها الصفحة قياسا بأعداد المنضمين للصفحة كبيرة , و بالإمكان ملاحظة هذا الأمر من خلال دعوات المشاركة التي تنشرها الصفحة قبل كل كزدورة , بحيث يتجاوز أعداد الراغبين في الانضمام في بعض الأحيان 400 مشارك , و لكن يتم التغلب على هذه الإشكالية من خلال تنظيم عمليات التسجيل و إتاحة الفرصة في المشاركة لمن يسجل أولا .
و لقد بلغ عدد الكزدورات التي نظمتها هذه المبادرة منذ نشأتها حتى الان 10 كزدورات , ثلاثة منها في قطاع غزة و في الداخل الفلسطيني و 4 في الضفة الغربية .
و إلى أن تعود الأرض المسلوبة ..ستبقى الصورة هي أحد الوسائل المهمة التي تربط الإنسان الفلسطيني بأرضه و تزيد من إصراره على حقه في العودة إليها !