يقول الرافعي - نابغة الأدب وحجة العرب : ابن المرأة العجوز عجوز حتى في الطفولة، وابن الشابة شاب حتى في الكهولة ؛فيا لضيعة الإنسانية من تأخير الزواج!
لقد أحسن الرافعي وصف مآلات تأخير الزواج وما يترتب عليه من ضياع للإنسانية دون رادع أو سائل ,فلا يخفى علي أي منّا تلك القصص التي نسمعها بين الحين والآخر حول ما تؤدي إليه التكاليف الباهظة التي تؤرق أوساط الشباب الراغبين في الزواج - رغم أنهم يطلبون العفة والستر- من عزوف ورفع لسن الزواج بشكل مؤسف ,لهذا الأسباب وغيرها قمنا بتأسيس صفحة عبر الفيسبوك بالاسم "زوجونا قبل أن تفقدوا الإنسانية" حتى تكون منبراً ندعو من خلاله إلى إصلاح ثقافة سوداء سائدة .
نعم للزواج الميسّر !
نعم للزواج الميسّر هي مبادرة شبابية أطلقها الأخ علاء قلالوة عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الإجتماعي ( الفيسبوك ) وقمنا نحن في صفحة ( زوجونا قبل أن تفقدوا الإنسانية ) برعاية الفكرة وتبنيها وإنشاء حدث خاص بها عبر الفيسبوك داعين إلى تسهيل الزواج والتخفيف من مصاريفه وأعباءه التي تضيّق الوصول إليه فتسبب نفور الشباب منه وما يتبع ذلك من ارتفاع سن الزواج وازدياد نسبة العنوسة وإصابة العديد منهم في حالة من اكتئاب وما يلحق ذلك من سلبيات لرفض طلباتهم وعدم تحقيق أحلامهم.
أهداف الحملة ووسائلها :
نحن نسعى بشكل أساسي إلى إزالة أسباب ومآلات تلك الثقافة السائدة التي ترتكز إلى العادات التي لا أصل لها أو أساس - فالسعادة الحقيقية تكمن في إنشاء بيت قائم على التفاهم ،و ليس في غلاء المهر و كثرة الطلبات - بدءاً بدعوة الأهالي إلى التفكير السليم والقويم والذي يتبناه ديننا العظيم في تقليل المصاريف والتكاليف وقبول الشباب أهل الدين والخلق وعدم وضع العراقيل أمامهم وانتقالاً إلى تجاوز الطابع الالكتروني الذي تقوم عليه غالبية الحملات عبر طرق كافة الأبواب التي نستطيع الوصول إليها ذات العلاقة ,وقد قمنا مؤخراً بإرسال كتاب بتوصية من د.جمال الكيلاني -عميد كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية- إلى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية طالبين بتخصيص خطبة يوم الجمعة الموافق 14/2 للتحدث عن هذه القضية عبر منابر المساجد ,وقد وصلنا الرد بتأجيل الموضوع حيث تم إعداد وتجهيز خطبة هذا الأسبوع مسبقاً كون الوزير مشغولاً في سفر يعد له ,لذلك سنقوم بطرح الفكرة مجدداً الأسبوع القادم ان شاء الله .
ماذا بعد ؟
تلك هي الخطوة الأولى من سلسلة طويلة من الفعاليات التي نسعى إلى تنفيذها لتحقيق أهدافنا ,أما الخطوة التالية فسنقوم بالتواصل مع مفتي الخليل الشيخ محمد مسودة الذي يقوم حالياً بتجهيز وثيقة ملزمة بتسيير الزواج بالتعاون مع دار الإفتاء وسنيعى إلى استناخها إلى بقية محافظات الوطن.
التفاعل مع الحملة :
هناك عدد لا بأس به - كبداية - من الشباب الذين انضموا إلينا والتفوا حول مطالبنا فهذه القضية يعاني منها العديد منهم ولا تقف عند قرية أو مدينة بل تمس الجميع من أوساط الشباب في المجتمع الفلسطيني ,نحن نحاول أن نقوم بتوصيل أهدافنا ووسائلنا إليهم - فالكثير منهم قد أصابتهم حالة من اليأس لانعدام الوسائل وانغلاق الطرق أمامهم - حتى نلقى الصدى المطلوب للاستمرارية.
أما الوسط الإعلامي فقد أعدت بعض الشبكات والوكالات الإعلامية تقاريراً عن هذه الحملة كشبكة قدس وصفحة دوز ووكالة وطن للأنباء ووكالة وفا وتلفزيون الفجر الجديد وغيرها ممن نقدم لهم جزيل شكرنا وامتنانا.
ختاماً ندعو الجميع من الآباء والأمهات والشباب والفتيات ممن يصلون إلينا أو لا إلى المساهمة في نشر الفكرة وتبنيها على المستوى الشخصي والمحيطي فالدعوة لا تقتصر على أحد ولا تقف عند وزير أو مسؤول لأن التغيير الحقيقي يبدء من الذات.